ما خفي أنْيَل

الخواجات سيقودوننا إلى التهلكة على أكثر من صعيد، ولا أتحدث عن الحروب، فهذا مجال لا فجل لنا فيه ولا بصل، بل مكتوب علينا السمع والطاعة، وقبول ما يعرضه علينا "العراب" من بضاعة، أتكلم عن سيدة أمريكية تريد أن تسمح بنا الأرض وتمرمط كرامتنا، بعد أن أضربت عن أعمال البيت بموجب مذكرة كتبتها إلى زوجها ونقلتها وكالة أسوشيتد برس، قالت فيها إنها سئمت الطبخ والكنس وكي الملابس وأن عليه أن يقوم بتلك المهام بالكامل من "طقطق لسلامو عليكم"، ولن أذكر اسم السيدة هذه لأن قراء هذه الزاوية كلهم من الإرهابيين بالميلاد والوراثة، وأخشى أن يقوموا باستهدافها، خاصة وأن الرجل العربي قد يقبل الإهانة من شرطي، وقد يتمسح في الجوخ الإفرنجي ويلعقه، ولكنه لا يقبل الذل المتمثل في الطبخ وغسل الحمامات وكنس الغرف، فهذه أشياء تمس الشرف، وليس من المستبعد لو دخلنا نحن الرجال المطابخ، وتعاملنا مع المكانس، أن يأتي اليوم الذي تطلب فيه زوجاتنا منا أن نبدل حفاظات أو بامبرز عيالنا الرُّضع! يا للهول! لقد حذرت من قبل وعبر أكثر من صحيفة يومية ومجلة من دلالات الجرم الذي اقترفته بحقنا تشيري بلير، حرم رئيس وزراء بريطانيا، عندما أرغمته على أخذ "إجازة وضع" عندما "وضعت" هي وليدها المسمى ليو! وقد تفرغ بلير فعلا لرعاية الوليد أسبوعين متتالين ف"فشّلنا" نحن معشر الرياييل (هل هذه الكلمة مشتقة من الريالة؟)، والآن يتعنتر علينا،.. طيب يا فالح: أسد على صدام وعلى تشيري نعامة؟
وما يعتبر عند الخواجات مستحبا، يعتبر عندنا فرض عين، ليس بالضرورة لأنهم يأمروننا بذلك، ولكن لأننا نتهافت على استرضائهم، وعلى إثبات أننا قادرون على مجاراتهم، لحد الشطط، وانظر على عجل - ولا تكرر النظر- إلى قنواتنا الفضائية لترى كيف أن المسلك الذي يراه الخواجات عاديا أمام الكاميرا، صار عند بعض مذيعاتنا فوق العادة، وفوق الركبة، وتحت الكتف، حتى صارت ملامسة جهاز التلفزيون تبطل الوضوء، ومتابعة برنامج لأكثر من ثلاث دقائق توجب الغسل،... بما في ذلك غسل الجهاز نفسه سبع مرات إحداهن بالديتول، وليس من المستبعد أن يصدر قرار عن مجلس الأمن الدولي على غرار النفط مقابل الشفط، والسلام مقابل عدم الكلام، يلزمنا نحن الرجال العرب النشامى البواسل الكواسر بغسل الحمامات، بل ومن الوارد أن ينتجوا حبوب منع حمل رجالية تحقيقا للمساواة مع المرأة! وتخيل شخصا مثلي جده عنترة بن شداد أبو الفوارس، واسم أبيه عباس أي ذو التكشيرة والعبوس، وعباس أيضا من أسماء الأسد، وجدي اسمه "السيد"، ثم تصيح بي أم الجعافر: أخدت الحبة؟
الشكوى لغير الله مذلة فاتركوا مجلس الأمن وحاولوا استرضاء النساء فهن بالتأكيد أكثر "حنيّة" علينا نحن أهل الفيمتو، من جماعة الفيتو!
جعفر عباس
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 1210