وُلدت أروى القيروانية في عاصمة الأغالبة، القيروان، وكانت زوجة الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ووالدة خليفة آخر، لكنها لم تستمد قيمتها التاريخية من نسبها فقط، بل من دورها في تغيير قوانين الزواج في العالم الإسلامي.

---

---

إرساء أول عقد زواج يمنح المرأة حق العصمة

كانت أروى القيروانية صاحبة أول بادرة نسائية إصلاحية في العصر الإسلامي، حيث أدرجت شرطًا في عقد زواجها، يلزم زوجها بعدم تعدد الزوجات أو اتخاذ الجواري، كما منحها حق الطلاق بيدها، وهو ما شكل ثورة اجتماعية كبرى في القرن الأول للهجرة.

وعندما حاول أبو جعفر المنصور تعديل العقد لاحقًا، جمع العلماء لاستشارتهم، لكنهم أكدوا له أنه لا يمكن تعديل عقد تم برضى الطرفين، وهو ما دفعه للالتزام بالاتفاق والبقاء على شرط زوجته.

تأثير الصداق القيرواني على التشريعات الحديثة

رغم أن هذه المبادرة بدت سابقة لعصرها، إلا أنها ظلت مرجعًا اجتماعيًا وقانونيًا، وأثرت لاحقًا على مجلة الأحوال الشخصية التونسية الصادرة عام 1956، والتي كرّست حقوق المرأة ومنعت تعدد الزوجات، مما يعكس الإرث الإصلاحي العريق للمرأة التونسية.

تحية للمرأة الكادحة

وفي سياق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وجّه البرنامج تحية خاصة للعاملات في الأرياف، وعاملات النظافة، وجميع النساء اللواتي يبذلن جهودًا استثنائية لإعالة أسرهن، مؤكدًا أن كل امرأة تكافح بكرامة تستحق أن تُحتفى بها ليس فقط في هذا اليوم، بل على مدار السنة.