مسرحية " فيزا " لكريم الغربي ضمن الدورة 43 لمهرجان صفاقس الدولي ... رحلة بحث شاب عن الهجرة أملا في واقع أفضل

كان لجمهور صفاقس، سيما منه عشاق الفن الرابع، موعد في سهرة الأحد مع عرض مسرحية "فيزا" للممثل كريم الغربي، الذي اعتلى بهذا العمل للموسم الثاني على التوالي ركح المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس، وذلك في إطار البرمجة الرسمية للدورة 43 لمهرجان صفاقس الدولي.

ومسرحية "فيزا" هي من نوع "وان مان شو" اختار كريم الغربي، بدءا من العنوان الذي اختاره لها، وصولا إلى القضايا التي طرحها بأسلوب فيه الكثير من المباشرتية والنقد الساخر، أن يختزل رحلة شاب تونسي عصفت الظروف الصعبة التي يعيشها، من فقر وبطالة وتعقيدادات إدارية وبيروقراطية، بأحلامه وآماله وتطلعاته إلى العيش الكريم، مما دفع به إلى التفكير الحصول على تأشيرة "فيزا" للهجرة بحثا عن واقع أفضل.

وتروي مسرحية "فيزا "، التي حظيت بحضور جماهيري قدر بحوالي 5 آلاف متفرج وفق مصادر أمنية، رغم عرضها للسنة الثانية على التوالي، والتي قال كريم الغربي قبل انطلاق العرض إن "موضوعها سيبقى موضوع الساعة حتى بعد مرور الأعوام"، رحلة معاناة هذا الشاب التونسي الراغب في الحصول على فيزا أملا في الهجرة وقد أتيحت له فرصة الهجرة إلى بلجيكا، وذلك عبر التعرف على فتاة بلجيكية تدعى " آنا " عبر شبكة التواصل الإجتماعي "الفايس بوك".

ورغم المقاطع الهزلية المضحكة المحملة بالمضامين الناقدة للواقع المرير الذي عاشه الشاب، فقد تناول الممثل كريم الغربي في مسرحيته تغير فكرة بعض الشباب الحالم بمغادرة الوطن، فبعد اكتشاف نمط الحياة ببلجيكا وفترة الإنبهار بهذا البلد الأجنبي يحمله الحنين والشوق إلى الوطن مما دفع به إلى أخذ قرار العودة، لكنه لاحقا يتراجع عن قراره، ليعود مجددا إلى بلجيكا لأنه بحلوله بأرض الوطن تصبح لديه قناعة راسخة بأن "حال البلاد مستحيل يتصلح"، وفق ما عبر عنه كريم الغربي في قفلة المسرحية، في رسالة مقصودة للتونسيين جميعا مواطنين عاديين ومسؤولين عن الأوضاع التي آلت إليها بلادنا.

وقد لقيت مسرحية "فيزا " للممثل كريم الغربي، استحسانا وتفاعلا من قبل الجمهور الحاضر، حيث أكد عدد من الحاضرين لوات أن "عبرت أطوار المسرحية والقضية الرئيسية التي طرحها كريم الغربي من خلالها ألا وهي البحث عن الهجرة إلى بلد أجنبي أملا في واقع أفضل عن هموم وتطلعات معظم شباب تونس اليوم"، فضلا عن لحظات الضحك والمرح التي عاشوها وانتشوا بها خلال متابعتهم للمسرحية.

وخلال الندوة الصحفية التي تلت العرض، أفاد كريم الغربي أنه سيعمل على تطوير هذا العرض المسرحي من سنة إلى أخرى، مشيرا إلى أنه "منذ وفاة والده خلال شهر أوت من السنة الماضية، قرر الاشتغال على المضامين الجدية والرسائل الهادفة اعتمادا على الأسلوب الناقد والهزلي في ذات الوقت، والابتعاد على التفاهات، وفق تعبيره.
وعن أعماله المستقبلية، ذكر كريم الغربي أنه سيجمعه قريبا عمل كوميدي جديد مع ممثل كوميدي آخر فضل التكتم عن تاسمه وتفاصيل المشروع. أما بخصوص الأعمال الفنية الرمضانية قال كريم الغربي "أنه لن ينخرط في عمل رمضاني جديد إلا بما يستجيب لخصوصية شهر رمضان وأجوائه الروحانية ولانتظارات غالبية الشعب التونسي.