المرسى تحيي الذكرى الثانية لوفاة الشيخ عبد الله الغيلوفي

تحيي هيئة الجامع الأحمدي بالمرسى بالاشتراك مع الجمعية التونسية للعلوم الشرعية الذكرى الثانية وفاءً للشّيخ الزيتوني عبد الله الغيلوفي ندوة فكرية بعنوان "حاجة الأمة إلى علماء الدين المُعتدلين" وذلك يوم السبت 6 رجب 1444 الموافق لـ 28 جانفي 2023 إثر صلاة العصر بالجامع الأحمدي بالمرسى...
السيرة الذاتية للشيخ الزيتوني عبد الله الغيلوفي
عبد الله بن محمد الغيلوفي، ولد بقرية "رضوان" من ولاية قبلي ، بتاريخ 05 أكتوبر 1937. في هذه القرية نشأ وحفظ القرآن الكريم على المغفور لهما : المؤدب علي الكعوب وصالح بالساسي، رحمهما الله .
بعد حفظ القرآن وشيء من المتون، التحق بالفرع الزيتوني بولاية قبلي حيث تُوّج بالإحراز على شهادة الأهلية، من شيوخه في المرحلة الأولى من التعليم الزيتوني: الشيخ مَحِمَّدْ الجليدي "داعية نفزاوة" كما يلقّبونه و محمد العويني، المحجوب، الطاهر بالرابح، الراضي كشك، إبراهيم بن عبد الصمد وغيرهم، رحمهم الله جميعاً.
انتقل في المرحلة الثانية من التعليم إلى معهد "ابن عبد الله" بتونس العاصمة وجامع سيدي البشير أو جامع الجنائز.
من شيوخه الشيخ السهيلي، الطاهر المبعوج، الأستاذ المقنَّمْ.
مرحلة التحصيل الزيتوني كانت بمعهد "ابن خلدون" الذي شُيّد نتيجة للإصلاحات التي طالب بها الزيتونيون والمظاهرات الصاخبة التي خُاضها الطلاب في العاصمة وفي كل الفروع داخل البلاد والتي استشهد فيها العديد من الطلبة عليهم رحمة الله.
وممن دَرس عنهم الأساتذة والشيوخ أحمد قاسم، زكريا بن مصطفى ، أحمد النيفر، مصطفى بن جعفر ... رحمهم الله.
وبعد الحصول على شهادة التحصيل الزيتوني، اجتاز بنجاح مناظرة الدخول إلى التدريس في مرحلة التعليم الابتدائي وقضى سنة التربص بدار تونس الأولى تحت إشراف المتفقد قاسم طنقور، و ذلك بالتزامن مع أحداث بنزرت (1961)، ثم سُمِّي معلِّماً بمدرسة الطيّب المهيري بالمرسى.
في صائفة 1968 غادر البلاد طالبا للعلم متوجهاً إلى بغداد رغبةً في إتمام دراسته الجامعية، حيث التحق بجامعة بغداد، كلية الآداب قسم اللغة العربية.
وفي سنة 1970 كان على رأس فريق طُلابي تونسي اتجه إلى بيت الله الحرام لآداء مناسك الحج،
سنة 1972 كللت دراسته الجامعية بالنجاح وأحرز على الإجازة في اللغة العربية من جامعة بغداد العراق،
غادر بغداد إلى الشام ومنها إلى بيروت ثم إلى فرنسا طمعا أن بجمع عدداً من عُمّال البلاد وحثّهم على تكوين مشاريع يجدونها ذخراً بعد عودتهم إلى أرض الوطن، وفي نفس الوقت تُشغّل عدداً من أبنائهم في بلدهم.
ما إن عاد إلى تونس والتقى بالأهل بعد سنين، عُيّن أستاذ تعليم ثانوي بمعهد سبيطلة ولاية القصرين في أكتوبر 1972 حيث درس به ثلاث سنوات.
في سنة 1973 أكرمه الله بالزواج ب عمره بن حميدة التي كانت سنده وعونه في تربية البنات وتحمل مشاق المسيرة الحافلة بالنشاط والدعوة والتضحيات.
وفي سنة 1975 تم إلحاقه كمدرس بإصلاحية قمرت بالمرسى، حيث درس بها مدة ثلاث سنوات، وخَصّص مساء الجمعة للحوار مع تلاميذها أملاً في إصلاح ما يمكن إصلاحه.
وفي سنة 1978 تم إنهاء الإلحق حيث عاد إلى وزارة التربية و عُيّن أستاذا للغة العربية بمعهد حلق الوادي ثم بعد عدة سنوات تمت نقلته إلى معهد المرسى الذي درس فيه طويلا إلى أن أحيل على شرف المهنة سنة 1993 .
أنجب الشيخ سبعة بنات أكبرهم منى، ثم نهى ،سناء، إيمان، هدى، فاطمة وأصغرهم سعيدة .
في الثمانينات ترأّس فوج الكشافة بالمرسى الذي قام بمخيّمات وأنشطة مختلفة لتكوين الشباب، و كوّن صُحبة الشيخ كمال التارزي الشيخ عثمان الحويمدي رحمهما الله فرع جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالمرسى، فركّزوا إملاءات للنساء والشباب في أكثر من مسجد و رصدوا لها الجوائز التحفيزية، و نظّموا أختامَ رمضان.
و لما كُلف بالخطابة بمسجد "عبد الله بن مسعود" بالمرسى ، أنشأ به مكتبة وحلقات تعتني بتكوين الشباب تربوياً و أخلاقياً و تعليمياً .
ساهمتْ هذه المجموعة في العمل الاجتماعي بمدّ يد المساعدة للتلاميذ الفقراء كما ساهمتْ في العمل التطوّعي في بناء مسكن لعائلة معوزة و حفر أسس لمسجد وبنائه بالبحر الأزرق المرسى.
وبعد الثورة (2011) ساهم مع غيره في تكوين الجمعية الخيرية "الكرامة"، ثمّ جمعية "البرّ و الإحسان"، و أخيرًا مركز المرسى للجمعية التونسية العلوم الشرعية.
سجّل بالمرحلة الثالثة من التعليم العالي بالكلية الزيتونية و بدأ في إعداد رسالة الدكتوراه بإشراف الدكتور عبد الله الوصيّف، تحت عنوان "ابن عباس من خلال الصحيحين" و نظرا للصراعات المحتدمة بالكلية، توقّف البحث .
كما ساهم مع الشيخ حسين العبيدي في إحياء مشيخة جامع الزيتونة المعمور من جديد، فدرَّس بجامع الزيتونة المعمور مادة الفقه المالكي.
كان الشيخ يقيم درسا أسبوعيا في "الفقه" بمسجد خديجة بالمرسى كل يوم ثلاثاء بين صلاتي المغرب والعشاء.
وكان حريصا على تعليم القرآن وتحفيظ بعض الأحاديث المأخوذة من الأربعون النووية رفقة بعض الأخوات المتطوعين إلى التلاميذ أثناء العطلة الصيفية بمسجد خديجة.
في فيفري من سنة 2019 وٌفِّق الشّيخ إلى أداء مناسك العمرة رفقة أفراد من عائلته.
كان يشرف على مركز المرسى للجمعية التونسية للعلوم الشرعية والتي لا تزال تنشط على دربه، حيث تكريما للشيخ تم تسمية قاعة تدريس باسمه وذلك بمبادرة من الجمعية و هيأة الجامع الأحمدي.
كما كان الشيخ يسيّر رفقة لطفي الماجري و نائلة العياشي من بيته وأحيانا من مسجد خديجة أعمالا خيرية و يجيب عن تساؤلات السائلين في امر دينهم، و يتفاعل مع مشاغل الناس و يتدخل كلما اتيحت الفرصة اما إصلاحا بين الناس او أمرا بمعروف او نهيا عن منكر.
كان مجلسه في مسجد خديجة ملتقى لبعض المواعيد إما لجمع صدقات او أموال زكاة أو إعانات عينية من كتب دراسية أو مؤونة للمحتاجين.
تقديرا لمكانة الشيخ وفضله على أهل المنطقة قامت بلدية المرسى في مارس 2022 بتسمية نهج بمنطقة الأحواش بالمرسى بإسم الشيخ عبد الله الغيلوفي.
كما قامت بلدية الكرم بتنظيم إحتفالية القرآن الكريم ليلة 29 من رمضان 1443 الموافق لـ2022 وفاءا لروح الشيخ الذي كان من الحريصين على تكريم الحفاظ لكتاب الله عز وجل والمبادرة بمكافأتهم والتعلية من شأنهم و حثهم على مزيد البذل من أجل التعلم والتعليم.
انتقل الشيخ عبد الله الغيلوفي إلى الرفيق الأعلى يوم الخميس 15 جمادى الآخرة 1442 الموافق ليوم 28 جانفي 2021
وصليت عليه الجنازة يوم الجمعة إثر صلاة الجمعة بجامع سيدي عبد العزيز بالمرسى ، وشيّع إلى مثواه الأخير بمقبرة قمرت.
رحمه المولى عز وجل وتقبله قبولا حسنا وأكرم نزله ووسع مدخله وجمعه مع الأحبه "محمد وصحبه"
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 260677