حكومة تحت الضغط و ساسة تصطاد في المياه العكرة

بعد عملية عسيرة تشكلت الحكومة المؤقتة التونسية التي يرى فيها البعض انها "حكومة النهضة" و الحال انها حكومة ائتلافية لمجموعة احزاب نهضم حقهم و نقلل من وزنهم السياسي اذا ما قيل ان الحكومة هي حكومة النهضة فبغض النظر عن الطرف "المسيطر" فيها فإنها لكل التونسيين فبنجاحها في حلحلة الملفات العالقة نجاح للمسار الثوري التونسي و ففي فشلها فشل يتحمل نتائجه الشعب التونسي الذي سيعيد انتاج سيناريو البحث عن البديل و العودة الى نقطة الصفر.
الباجي قايد السبسي و في خطاب تسليم السلطة قد نبه الى خطورة عمل بعض الأطراف على افشال عمل الحكومة الحالية كما كانت المحاولة مع حكومته المنتهية ولايتها لاعتبارات سياسية و أيديولوجية صرفة لا تضع مصالح البلاد العليا في الحسبان.
الباجي قايد السبسي و في خطاب تسليم السلطة قد نبه الى خطورة عمل بعض الأطراف على افشال عمل الحكومة الحالية كما كانت المحاولة مع حكومته المنتهية ولايتها لاعتبارات سياسية و أيديولوجية صرفة لا تضع مصالح البلاد العليا في الحسبان.
لا يمكن لاحد من السياسيين أن ينكر أن الصراع المحموم على الوصول الى السلطة قد اتخذ منعرجه الأخير والحاسم بعد الانتخابات التأسيسية و تعتبر المدة الزمنية للعمل الحكومي الحالي أفضل الاوقات لبداية الحملات الانتخابية التحضرية للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة وهنا يكمن مربط الفرس.
فبمنطق الحسابات السياسية يعتبر فشل الائتلاف الثلاثي في مسايرة متطلبات الثورة الاجتماعية والاقتصادية وخاصة الأمنية ضربة انتخابية قادمة قد تفسح المجال لخصومه السياسيين للوصول الى السلطة.
فمن حق الاحزاب السياسية قانونيا ومنطقيا التراهن فيما بينها للوصول الى السلطة وتقديم برامجها و تصوراتها لما تراه مناسبا و قد تتعارض فيه مع السلطة الوقتية الحالية لكن ليس من حق السياسيين تجاهل الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية الهشة التي تعاني منها أساسا الطبقة التي وقع تهميشها في العهد البائد و التي يحاول البعض الأن المتاجرة بأحلامها و طموحاتها في التغيير لغاية في نفس يعقوب.

لست هنا في موقع اتهام لأي طرف سياسي بعينه باعتبار ان المرحلة الانتقالية الحرجة و المطلبية التي تمر بها البلاد لا يمكن أن تنجح في ظل وجود نية مبيتة لإفشالها و كالعادة الأيديولوجيا الحزبية ستؤثث هذا التمشي ان لم يتدارك الأمر سريعا.
ان التدارك لا يعني أن تذوب الاحزاب السياسية داخل مقترحات و خطوات الائتلاف الثلاثي انما أن تكون هذه الأحزاب شريك حقيقي في تجاوز هذه المرحلة الحرجة بعيدا عن سلبيات الاستقطاب السياسي المبني على ضواغن فكرية لذلك التيار أو ذاك و بعيدا كذلك عن منطق السلطة و المعارضة بالمفهوم العدمي الذي يحمل شعار "لا" و يقف على الربوة, فتونس أولا و الحكومة أخرا.
حلمي الهمامي
Comments
15 de 15 commentaires pour l'article 43164