المنصف المرزوقي ومحاولة تغيير الصورة النمطية عن الرئيس

يبدو ان شخصية المنصف المرزوقي المعروف بصدقه ونضاله وكذلك تواضعه الكبير حسب ما يردده اقرب السياسيين إليه ورفقاء دربه وحتى خصومه قد أثرت كثيرا على منصبه كرئيس جمهورية منتخب بطريقة غير مباشرة
فالمرزوقي يعمل على تغيير الصورة النمطية لرئيس الجمهورية التي أراد نظام بن علي وربما نظام بورقيبة ترسيخها في ذهن الشعب التونسي صورة وصلت في بعض الأحيان إلى التقديس.
فالمرزوقي يعمل على تغيير الصورة النمطية لرئيس الجمهورية التي أراد نظام بن علي وربما نظام بورقيبة ترسيخها في ذهن الشعب التونسي صورة وصلت في بعض الأحيان إلى التقديس.
فبن علي مثلا لم يكن يلتقي سوى بعض النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الموالية له في قصر قرطاج لتتزلف لشخصه و تبرهن على ولائها الأعمى له فيظهر الرئيس السابق آنذاك صورة من غير صوت يحرك يديه بطريقة دراماتيكية كأنه قائد أسطوري يعطي التعليمات لجنوده الخائفين والمرعوبين منه,
هذه الصورة النمطية تغيرت مع تسلم المنصف المرزوقي رئاسة الجمهورية فالرجل ظهر منذ دخوله قصر قرطاج بلباسه البسيط وبرنسه التونسي الذي زاد المرزوقي تواضعا وتونسة.
لا أريد ان اظهر وكأني امدح الرئيس المؤقت فالرجل له عيوب كثيرة لا تحصى ولا تعد لكنني لا استطيع ان اخفي طبيعته المتواضعة وتعففه من الماديات وعدم اهتمامه بالمظاهر و"البرستيج" التي كانت تميز رأس النظام السابق فالمرزوقي يكره ربطة العنق وكان من الصعب اقناعه لتغيير نظاراته القديمة.
طبعا أولى الخطوات التي تؤكد كلامي قرار المنصف المرزوقي بيع القصور الرئاسية في المزاد العلني لضخها في الاقتصاد الوطني للنهوض بقطاع التشغيل لكن الصورة المعبرة كانت استقبال المرزوقي لبعض التلاميذ في قصر قرطاج بطريقة عفوية.

لا اعرف ان كانت مثل هذه الخطوات مدروسة لإعطاء الانطباع بان رئيس الدولة لم يعد ذلك الرجل المغرور المهيب الذي يرهب ويرعب الناس عندما يمر بجانبهم ام ان الأمر يتعلق بشخصية المرزوقي الذي عرف عنه قربه من الناس وتعامله الراقي مع المحيطين به.
طبعا بن علي كان رجل امن بينما المرزوقي هو حقوقي ورجل فكر والشخصيتين متناقضتين تماما ولا يمكن بأي حال من الأحوال المقارنة بينهما لكننا نستطيع ان نقول بأننا لن نشهد في السنوات المقبلة رئيسا يهتم بصبغ شعره ووضع الكريمات المختلفة على وجهه كي يخفي كبر سنه بل سنشهد مفكرا لا يهتم سوى بمشاكل الشعب التونسي الذي منحه هذه الفرصة.
تغيير الصورة النمطية للرئيس نجح فيها المرزوقي بدرجة كبيرة لكننا نأمل ان لا يكون ذلك سوى كريمات تجميل للنظام الجديد فكم من رجال صادقين تغيروا حينما وصلوا للقمة فاغراهم المال والنفوذ وأغرتهم السلطة.
الطيب عنتر
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 42749