بين مورو والطالبي واهتمامات المواطن التونسي

ما زلت المناظرة التي جمعت بين الشيخ عبد الفتاح مورو والأستاذ محمد الطالبي والتي بثت عبر إذاعة شمس إف إم تشغل بال المجتمع التونسي إلى غاية هذه اللحظة.
طبعا إنني كصحفي غير متخصص في العلوم الإسلامية و الفقهية لن أتعرض بالتحليل لما جاء على لسان الرجلين في هذه المناظرة لكن هذا الأمر لا يمنعني من طرح أسئلة حول جدوى هذه المناظرات في هذا الوقت الحساس بالذات وهل أصبحت وسائل الإعلام المفتوحة على الجمهور سواء كانت هذه الوسائل مرئية أو مسموعة أو مقروءة المكان المناسب لنقاش مثل هذه المواضيع الملفوفة بالمقدس ولكن الأهم في كل ذلك ما هي المنفعة التي سيتحصل عليها المواطن التونسي البسيط من هذه النقاشات النخبوية وهو الذي أشعل ثورة كان مطلبه الرئيسي فيها لقمة العيش والتحرر من الظلم والاستبداد.
طبعا إنني كصحفي غير متخصص في العلوم الإسلامية و الفقهية لن أتعرض بالتحليل لما جاء على لسان الرجلين في هذه المناظرة لكن هذا الأمر لا يمنعني من طرح أسئلة حول جدوى هذه المناظرات في هذا الوقت الحساس بالذات وهل أصبحت وسائل الإعلام المفتوحة على الجمهور سواء كانت هذه الوسائل مرئية أو مسموعة أو مقروءة المكان المناسب لنقاش مثل هذه المواضيع الملفوفة بالمقدس ولكن الأهم في كل ذلك ما هي المنفعة التي سيتحصل عليها المواطن التونسي البسيط من هذه النقاشات النخبوية وهو الذي أشعل ثورة كان مطلبه الرئيسي فيها لقمة العيش والتحرر من الظلم والاستبداد.
إنه من الغريب فعلا أن تهتم وسائلنا الإعلامية بمثل هذه المواضيع الفقهية الجدالية وتتجاهل معاناة المواطن الاقتصادية والاجتماعية وكأن غاية الثورة التي قامت في تونس هي محاربة المقدس أو أن النظام الذي كان يحكمنا قد شرب من مناهل الشريعة وساقنا سوء العذاب باسمها.

أنا شخصيا لست ضد المناظرات التي تريد الحقيقة وليس مجرد اللإختلاف والاستفزاز لكنني في نفس الوقت ضد فكرة بث مثل هذه النقاشات على مسامع العامة لأنني أعتقد أن مكانها الحقيقي هي القاعات المغلقة وذلك لتجنب الفتنة أو الوقوع في الاستفزازات المتبادلة أو التفوه بكلام يجرح مشاعر المستمعين وهو ما حصل حقيقة وواقعا في مناظرة مورو والطالبي والتي جلبت كثيرا من الاستنكار بعد تلفظ هذا الأخير بعبارات بذيئة قد اقتبسها من تصورات الشيعة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو اتهام الرسول الكريم والصحابة بالسكر.
لذلك فمن الحكمة بما كان ولتجنب الفتن أن يقوم المخالفون بطرح أفكارهم بكل هدوء وبعيدا عن تأويلات العامة وذلك للخروج بنتائج تثري منهج الاجتهاد وليس إتباع الهوى والفرق بينهما كبير.
وما يزيد في استغرابنا أن توقيت المناظرة وأحداث سنما أفريك آرت قد جاءت متزامنة مع تطورات كبيرة تشهدها الساحة السياسية والقضائية أمر يشعرك أن هنالك أطراف تحرك المشهد التونسي بل وتتلاعب به للتركيز على جوانب وترك جوانب أخرى أكثر أهمية لا تريد هذه الأطراف إظهارها للعموم.
إنني أعتقد أن الطريق والمنهج الذي تتبعه وسائلنا الإعلامية يتم التحكم فيه من جهة معينة وبطريقة ذكية لإبعاد أنظار الناس عن ملفات حساسة وأظن أن نخبنا إسلامية كانت أو علمانية قد وقعت في الفخ إذ أصبحت بعيدة كل البعد عن اهتمامات الشعب وطموحاته في غد أفضل وليس في غد مليء بالفتن والتهجم على المقدسات لأن غاية المواطن هو تحقيق حرية مسؤولة ومنضبطة .
كريم بن منصور
الأستاذ عبد الفتاح مورو يغني على الهواء
مورو: على حركة النهضة تغيير خطابها لاستيعاب القاعدة الشعبية
لقاء الطالبي - مورو يسبب صدمة لدى المستمعين
مورو: على حركة النهضة تغيير خطابها لاستيعاب القاعدة الشعبية
لقاء الطالبي - مورو يسبب صدمة لدى المستمعين
Comments
39 de 39 commentaires pour l'article 36836