اعتداء تلميذ على أستاذه بساطور وإقدام آخر على قطع شرايين زميله... ناقوس خطر يتصاعد داخل المؤسسات التربوية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5f0988d3093b62.53670297_nfpjogehimqkl.jpg width=100 align=left border=0>


في حلقة جديدة من فقرة «Arrière-Plan» ضمن برنامج «صباح الورد» على إذاعة الجوهرة أف أم، تناول الإعلاميان حاتم عمارة وخليفة بن سالم موضوعًا يهم كل بيت تونسي: تصاعد ظاهرة العنف داخل المؤسسات التربوية، في ضوء الحوادث الأخيرة التي هزّت الرأي العام، أبرزها اعتداء تلميذ على أستاذه بساطور وإقدام آخر على قطع شرايين زميله.

وقائع مقلقة وأحداث متكرّرة


يأتي هذا النقاش عقب إصدار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسليانة، مساء الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، بطاقة إيداع بالسجن ضد التلميذ الذي اعتدى على أستاذه بسكين على مستوى الرأس. وقد تمّ نقل الأستاذ المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما تمكنت الوحدات الأمنية من إيقاف المعتدي في وقت وجيز.




هذه الحادثة لم تكن معزولة، بل جاءت في سياق سلسلة من الاعتداءات المتكرّرة داخل المدارس والمعاهد، طالت تلاميذ ومدرّسين وإطارات تربوية وحتى أعوان الحراسة، ما جعل من العنف المدرسي ظاهرة مقلقة تتجاوز حدود الفضاء التربوي لتصبح مرآة لمناخ اجتماعي مأزوم.

جودة دحمان: «المدرسة العمومية مهددة بالتطبيع مع العنف»

استضاف البرنامج جودة دحمان، الكاتبة العامة المساعدة للجامعة العامة للتعليم الثانوي، التي عبّرت عن قلقها العميق من تصاعد وتيرة العنف في الوسط المدرسي، معتبرة أن «العنف أصبح خبزًا يوميًا في المؤسسات التربوية»، محذّرة من أن تتحوّل المدرسة العمومية إلى فضاء يطبع مع العنف.

وقالت دحمان إنّ «العنف مرفوض مبدئيًا، ولا يمكن تبريره أو التغاضي عنه»، لكنها شددت على أنّ معالجة الظاهرة لا تكون إلا بفهم أسبابها ومسبّباتها، مضيفة أنّ ما يحدث اليوم هو انعكاس لأزمة مجتمعية شاملة تتداخل فيها العوامل الاجتماعية والنفسية والتربوية وحتى الاقتصادية.

مسؤوليات مشتركة وحاجة إلى إصلاح عميق

وأوضحت ضيفة البرنامج أنّ المديرين والإطارات التربوية يعانون من نقص كبير في الموارد البشرية والإمكانيات، مما يضعهم في مواجهة مباشرة مع ظواهر الانفلات دون أدوات حقيقية للردع أو الوقاية.
وأضافت: «لم يعد مقبولًا أن تعمل مؤسساتنا بالحد الأدنى، أو أن تظل المدرسة العمومية مهددة دون حوار وطني شامل حول واقعها ومستقبلها».

ودعت دحمان إلى إطلاق حوار وطني تشاركي يضمّ جميع الأطراف المعنية، من وزارة التربية إلى النقابات والأولياء والخبراء في علم الاجتماع وعلم النفس، معتبرة أن «المدرسة العمومية هي قلب المشروع الوطني» وأنّ إنقاذها مسؤولية جماعية.

العنف... مرآة مجتمع مأزوم

اتفق مقدما البرنامج على أن ظاهرة العنف في المدارس لا يمكن فصلها عن المناخ الاجتماعي العام، مشيرين إلى أنّ تنامي الإحباط، وضعف دور الأسرة، وغياب التأطير النفسي، وتراجع القيم داخل المجتمع عوامل ساهمت جميعها في تأجيج هذا الواقع الخطير.

واختتمت جودة دحمان مداخلتها بدعوة صريحة إلى تحصين المدرسة العمومية:
«أبناء تونس يجب أن يحملوا محافظهم للعلم والمعرفة، لا الأسلحة البيضاء. المدرسة كانت دائمًا رمز الأمان، ويجب أن تبقى كذلك».



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316232


babnet
*.*.*
All Radio in One