الذكاء الاصطناعي… ثورة تطرق أبواب تونس: قراءة معمّقة مع كريم أحراز

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/689b1f7e59e442.15783815_ikgnhlojemfpq.jpg width=100 align=left border=0>


استضافت سماح مفتاح في برنامج "ناس الديوان" على إذاعة الديوان، كريم أحراز، عضو المكتب التنفيذي لكنفدارلية المؤسسات المواطنة التونسية "Conect"، في لقاء إذاعي ثري بالأفكار والرؤى، تناول الذكاء الاصطناعي من جذوره التاريخية إلى آفاقه المستقبلية، مروراً بتأثيره المباشر على المهن، والمخاطر التي ينطوي عليها، والفرص التي يتيحها للدول النامية.


ثورة بحجم اختراع السيارة


شبّه كريم أحراز دخول الذكاء الاصطناعي بحياة البشر بمرحلة ظهور السيارة في بداية القرن العشرين، حين أحدثت نقلة نوعية غيّرت شكل العمل والحياة، وأزاحت مهن وخلقت أخرى. وأوضح أن الفرق الجوهري بينه وبين الإنترنت، هو أن الذكاء الاصطناعي قفزة ثورية وليست مجرد إضافة تقنية، لأنه:




* يرى ويسمع ويفهم السياق.
* يتعلّم ويتطور ذاتياً.
* يدمج المعطيات الضخمة مع قدرات تحليلية متقدمة لإنتاج حلول في وقت قياسي.


من البرمجة إلى البيانات الضخمة

أعاد ضيف البرنامج رسم الخط الزمني لتطور الذكاء الاصطناعي:

* 1956: بداية البرمجة الموجهة نحو الذكاء الاصطناعي.
* 2008 – 2010: بروز البيانات الضخمة (Big Data) كوقود أساسي لهذا التطور.
* 2022: ولادة نماذج ذكية متقدمة مثل ChatGPT، التي أتاحت للمستخدم العادي التفاعل مع الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر وشامل.


مهن على عتبة التحول أو الاختفاء

اعتبر أحراز أن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل حتمي، مشيراً إلى مهن ستشهد تراجعاً كبيراً أو تختفي كلياً، منها:

* الترجمة: بفضل دقة وسرعة الترجمة الآلية.
* المحاسبة: مع تطور برامج الأتمتة المالية.
* كتابة العقود: بما فيها التعاقدات القانونية والتجارية.
* بعض الأعمال الإدارية القائمة على التكرار وجمع البيانات.

وفي المقابل، أشار إلى أن مهن مثل الطب والمحاماة ستشهد تحولاً في طبيعة عملها، حيث سيصبح الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة ترفع من الدقة وتختصر الوقت، دون أن تحل بالكامل محل الخبرة الإنسانية.




من جوجل إلى الذكاء الاصطناعي… نقلة في طريقة التفكير

شرح أحراز الفرق بين البحث التقليدي عبر جوجل وبين التفاعل مع الذكاء الاصطناعي:

* جوجل يعرض روابط ومصادر للمعلومة.
* الذكاء الاصطناعي ينتج إجابات مصممة خصيصاً، يمكن ضبطها لتأخذ شخصية خبير أو محامي أو طبيب وفق الطلب.

وضرب مثالاً بطلب صياغة عقد قانوني، حيث يمكن للمستخدم أن يطلب من الذكاء الاصطناعي أن يتصرف كمحامٍ بخبرة ثلاثين سنة في القانون التونسي، فينتج نصاً مطابقاً للسياق المحلي.


فرصة ذهبية لتونس وإفريقيا

أكد أحراز أن الدول النامية، ومن بينها تونس، أمام فرصة تاريخية لتسريع اللحاق بركب التكنولوجيا، إذا تبنّت الذكاء الاصطناعي مبكراً ودمجته في التعليم والإدارة والاقتصاد. ولفت إلى أن عدداً من الكفاءات التونسية يعملون اليوم في كبرى شركات وادي السيليكون، ويساهمون في تطوير أبرز منصات الذكاء الاصطناعي في العالم.


مخاطر الاستعمار الرقمي

حذّر أحراز من الاستعمار الذهني والنفسي الذي قد ينتج عن احتكار البيانات والتحكم في معالجتها من قبل قوى عالمية، مؤكداً أن السيطرة على البيانات تعني السيطرة على القرارات والمصائر. وأضاف أن السباق بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة التكنولوجية هو في جوهره حرب حضارية جديدة.


استراتيجيات الحماية والتأهيل

قدّم ضيف البرنامج جملة من التوصيات العملية:

1. إدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية منذ المراحل الأولى.
2. تدريب المهنيين على التوظيف الإيجابي للتقنيات الجديدة.
3. الاستثمار في البحث العلمي المحلي.
4. وضع تشريعات واضحة لحماية البيانات.
5. نشر الوعي الشعبي بأن الذكاء الاصطناعي أداة قوة إذا استُخدم بذكاء.


رسالة ختامية: "اركبوا الموجة… ولا تخافوا"

اختتم كريم أحراز حديثه بتأكيد أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الإنسان إذا كان الأخير قادراً على توجيهه واستثماره، مشدداً على أن المرحلة القادمة تتطلب شجاعة في التعلم والانفتاح، لا الانغلاق والخوف، لأن "من لا يركب الموجة اليوم، قد يجد نفسه خارج التاريخ غداً".


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 313230


babnet
*.*.*
All Radio in One