أحمد ونيس: زيارة ميلوني لتونس لم تكن مفاجئة بل تحمل رسائل أوروبية بشأن الهجرة وفلسطين

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/688c74d400d563.31957098_pfglkmojiqneh.jpg width=100 align=left border=0>


في مداخلة له على إذاعة الجوهرة أف أم، قدّم وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس قراءة دبلوماسية وتحليلية للزيارة التي أدّتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس يوم الخميس 31 جويلية 2025، مشيرًا إلى أن الزيارة، رغم ما بدا من مفاجأتها إعلاميًا، كانت مرتّبة مسبقًا ضمن مشاورات دبلوماسية غير معلنة.

زيارة غير معلنة ظاهريًا.. ولكن مرتبة سياسيًا


وقال ونيس إن اللقاء لم يكن وليد اللحظة كما أُشيع، موضحًا أن "الظاهر لا يترجم دائمًا الواقع"، مشيرًا إلى وجود ترتيبات ومراسلات مسبقة تمّت عبر القنوات الدبلوماسية، وأضاف:



"لا يمكن لطائرة تقلّ رئيسة حكومة أن تهبط فجأة دون تنسيق، حتى وإن لم يُعلن ذلك رسميًا".

ميلوني ناقلة رسائل أوروبية

أبرز ونيس أن ميلوني حملت رسالتين رئيسيتين من أوروبا إلى تونس:

* الأولى تتعلق بـالهجرة واليد العاملة، حيث تسعى أوروبا، وفق تعبيره، إلى تنظيم تدفق اليد العاملة من شمال إفريقيا بشكل قانوني ومدروس، بعد أن أصبح لديها حاجة ملحة إلى العمال، مع تخصيص برامج تأهيل وتدريب في بلدان العبور قبل استقبالهم.
* أما الرسالة الثانية، فتهم القضية الفلسطينية، حيث تعمل أوروبا، بحسب ونيس، على تليين المواقف وتخفيف حدة التصعيد، وربما التحضير لاعتراف أوروبي موسع بدولة فلسطين، وهو تطور اعتبره بمثابة رد سياسي سلمي على انتهاكات الاحتلال.

تونس.. في قلب المقاربة الأوروبية

في تقييمه للموقف، أشار ونيس إلى أن إيطاليا أصبحت، بشكل غير رسمي، الناطق الأوروبي المعتمد تجاه دول شمال إفريقيا، بما فيها تونس وليبيا والجزائر، من خلال تحركات متكررة لميلوني التي "تجس نبض" المواقف قبل الإعلان عن قرارات أوروبية، خصوصًا فيما يتعلق بملفي الهجرة وفلسطين.


قراءة البلاغ الرسمي: ثوابت تونسية في ملف الهجرة وفلسطين

بالتوازي مع تصريح ونيس، كانت رئاسة الجمهورية قد أصدرت بلاغًا رسميًا تضمن:

دعم التعاون مع إيطاليا في مجالات النقل، الصحة، الفلاحة والطاقة*.
* رفض قاطع لأن تكون تونس "معبراً أو مستقراً للمهاجرين غير النظاميين"، مع دعوة لتفكيك الشبكات الإجرامية وتنظيم جسور جوية لإعادة المهاجرين.
* تأكيد الموقف التونسي الثابت من فلسطين ورفض الإبادة الصهيونية، والتشديد على أحقية الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مع التنويه بتآكل "الشرعية الدولية" وبروز "مشروعية إنسانية جديدة".


في الخلاصة... الزيارة التي بدت مفاجئة حملت في طياتها رسائل استراتيجية مزدوجة، كما وصفها ونيس، متعلقة بمصالح أوروبية ملحة، وتوجهات جديدة في العلاقات مع جنوب المتوسط، خاصة في ظل التقلبات الجيوسياسية الراهنة في الشرق الأوسط.

وخلص ونيس إلى أن هذه الزيارة تندرج في سياق التشاور المسبق وضبط المواقف قبل اتخاذ قرارات أوروبية حاسمة، خاصة في ما يتعلق بمسائل الهجرة والاعتراف بفلسطين.





Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312646


babnet
*.*.*
All Radio in One