بنزرت: "الرّحبة" تتحوّل إلى مأوى للسيارات بعد رفع كراسي المقاهي المخالفة

شهدت المدينة العتيقة ببنزرت، وتحديدًا منطقة "الرّحبة" الواقعة قرب الميناء القديم، تحوّلًا لافتًا في مظهرها الحضري، إثر تنفيذ بلدية المكان لحملة إزالة الكراسي والطاولات
التابعة لعدد من المقاهي والمحلات المخالفة، ما أدى إلى تحويل الفضاء تدريجيًا إلى مأوى للسيارات، وفق شهادات متقاطعة من أهالي الجهة.
من فضاء نابض بالحياة إلى ساحة إسفلتية

من فضاء نابض بالحياة إلى ساحة إسفلتية
وكانت "الرّحبة" تشكّل مركز جذب سياحي وشعبي لزوار المدينة وسكانها على حد سواء، بفضل تنوع الأنشطة الثقافية والتجارية التي كانت تؤثث المكان، على غرار بائعي "الشاي بقلاوة" و"الكنافة الفلسطينية"، والمقاهي ذات الطابع التقليدي القريبة من سور المدينة العتيقة.
غير أن القرار البلدي الصادر في 7 جويلية الجاري، والقاضي بإزالة مظاهر التجاوز للمساحات المخصصة، أفضى بحسب النشطاء المحليين إلى فراغ عمراني واستغلال فوضوي للمكان من قبل السيارات، في غياب أي إعادة توظيف فوري للفضاء بما يضمن استمرارية وظيفته الاجتماعية والثقافية.
دعوات للمراجعة والمرونة
في هذا السياق، دعا عدد من الأهالي ونشطاء المجتمع المدني بلدية بنزرت إلى مراجعة قرارها، مشددين على ضرورة التوفيق بين احترام القوانين العمرانية والحفاظ على الديناميكية السياحية والمعيشية للرحبة، بصفتها واجهة حضرية مميزة تطل على البحر والميناء، لا سيما في ذروة الموسم الصيفي.تدارس جهوية ومؤشرات لانفراج
من جانبه، أشار الإعلامي حسان بالواعر إلى وجود مؤشرات إيجابية بشأن تدارك الأمر، مؤكّدًا أن السلط الجهوية بصدد دراسة إمكانية إعادة تنشيط الرّحبة، وربما السماح الاستثنائي للمقاهي والمحلات باستغلال بعض المساحات الإضافية تحت ضوابط معينة، بهدف إعادة الحياة إلى هذا الفضاء الحيوي دون المساس بالتنظيم والنظافة العامة.وتأتي هذه التطورات في ظل جدل مستمر حول إشكالية التوفيق بين التنظيم الحضري والحق في الاستغلال الاقتصادي والمعيشي للفضاءات العامة، خصوصًا في المدن ذات الطابع التاريخي مثل بنزرت.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 312103