موسم سياحي واعد وتحديات داخلية: حسام بن عزوز يدعو لتأهيل القطاع وتنويع المنتوج السياحي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6879f970f171c1.42416069_mkefnqihglojp.jpg width=100 align=left border=0>


حلّ حسام بن عزوز، رئيس الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية، ضيفًا على فقرة "الدنيا وما فيها" على اذاعة الجوهرة، حيث قدّم قراءة شاملة لمؤشرات الموسم السياحي الحالي وتحدّث عن الإشكاليات التي لا تزال تعرقل تطوير القطاع رغم بوادر الانتعاشة.

ارتفاع عدد الوافدين ومؤشرات نمو إيجابية


أكّد بن عزوز أن الموسم السياحي لسنة 2025 يشهد تطورًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرًا إلى أن عدد الوافدين بلغ إلى حدود منتصف السنة حوالي 4.3 مليون سائح، بزيادة 10% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024. كما سجّلت العائدات السياحية نموًا بنسبة 8%، لتصل إلى 3.3 مليار دينار.




وأشار إلى أن الهدف الذي حددته وزارة السياحة يتمثل في بلوغ 11 مليون سائح بنهاية السنة، معتبرًا أن تحقيق هذا الرقم يظل ممكنًا في ضوء المؤشرات الإيجابية الحالية.

السوق الداخلية: ركيزة حيوية رغم ضعف الاعتراف

لفت رئيس الجامعة إلى الدور المحوري الذي تلعبه السوق الداخلية في دعم القطاع السياحي، مؤكدًا أن 6 ملايين ليلة مقضاة تعود للسياح التونسيين، وهو ما يمثل حوالي 25% من إجمالي الليالي في النزل. ودعا إلى الكفّ عن اعتبار السائح التونسي "عجلة خامسة"، مشيرًا إلى أن العديد من التونسيين يصرفون أكثر من السياح الأجانب خلال إقامتهم.

دعوة لتأهيل البنية السياحية وتنويع المنتوج

أكد بن عزوز أن إشكالية الموسمية لا تزال تمثل عائقًا كبيرًا أمام تطور القطاع، داعيًا إلى الاستثمار في أنماط سياحية بديلة على غرار السياحة الثقافية، الصحراوية، البيئية، والرياضية. وذكّر بأن تونس تملك مؤهلات نادرة تتيح لها استقطاب الزوار على مدار السنة، بدءًا من تنوع المناخ والبيئة، إلى الثروات الأثرية والثقافية.

كما أشار إلى ضرورة دعم منظمي الرحلات وأصحاب المشاريع في القطاعات الجديدة، مشددًا على أن بعضهم ما يزال يصطدم بإجراءات بيروقراطية معقّدة للحصول على التراخيص، ما يعيق دمجهم في الدورة الاقتصادية. واقترح في هذا السياق تعويض بعض تراخيص الاستثمار بـ"كرّاسات شروط" على غرار ما تم سابقًا مع المقاهي ووكالات الأسفار، لتسهيل بعث المشاريع الجديدة.

هيكلة القطاع ومراجعة منوال التسعير

توقّف بن عزوز عند ما أسماه "تركيبة القطاع الفندقي"، والتي قال إنها تقوم في بعض الحالات على التسعير المنخفض والسوق المتدنية الكلفة، مما يضعف جودة الخدمات ويؤثر سلبًا على المردودية. وأكّد أن السياحة الراقية قادرة على إيجاد موطئ قدم في تونس، مستشهدًا بتجارب ناجحة في السياحة الصحراوية حيث تبلغ كلفة الليلة أحيانًا أكثر من 400 دينار للفرد، في ظل طلب عالمي متزايد على التجارب الأصيلة والمغامرات.

كما نبّه إلى أن عددًا من المؤسسات الفندقية أصبحت تعاني من برادات تسعيرية (dumping) تؤثر سلبًا على التوازن العام للسوق، داعيًا إلى إعادة التفكير في منوال التسعير ومراعاة مصلحة المستثمر والمستهلك في الآن نفسه.

التونسي بين ارتفاع الأسعار وعقبة الدفع المسبق

في معرض حديثه عن الصعوبات التي يواجهها المواطن التونسي في قضاء عطلته، أشار الضيف إلى أن النظام المعتمد في عدد من النزل، خاصة ما يتعلق بـالدفع المسبق عن طريق الشيكات، يعيق إقبال العائلات التونسية. ودعا إلى إيجاد حلول مبتكرة تتماشى مع خصوصية القدرة الشرائية المحلية، من قبيل نظام الحجز بالتقسيط أو عبر قنوات محلية موثوقة.

وأضاف أن عقلية السائح التونسي لا تزال في طور التغير، حيث لا يُخطّط لعطلته مسبقًا على غرار السائح الأوروبي، وهو ما يتسبب في ضياع فرص الحصول على عروض مبكرة وتخفيضات.

تنبيه من التفاوت الجهوي في الإقبال

أبرز بن عزوز تفاوت الإقبال على المناطق السياحية، مشيرًا إلى أن مناطق مثل الحمامات وجربة تسجل نسب إشغال مرتفعة، بينما تعرف بعض الشواطئ الكبرى مثل سوسة وشط مريم انخفاضًا ملحوظًا في الحركة، الأمر الذي يعود جزئيًا إلى عوامل الطقس وتراجع القدرة الشرائية، وأحيانًا إلى مشكلات تتعلق بإجراءات الدخول إلى النزل.

السياحة التونسية بين الواقع والرهانات

في ختام الحوار، شدّد رئيس الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة لإصلاح القطاع، ترتكز على:

* تنويع المنتوج السياحي
* تبسيط الإجراءات أمام المستثمرين
* تحسين البنية التحتية والتسعير
* دعم السوق الداخلية ورفع ثقة التونسي
* المراهنة على الجودة بدل الكمّ

وأكد أن إنجاح الموسم السياحي 2025 هو مسؤولية جماعية، من مهنيين ومؤسسات عمومية ومجتمع مدني، معتبرًا أن قطاع السياحة يظل من أهم رافعات الاقتصاد الوطني وركيزة حيوية للنمو والتنمية في البلاد.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 311950


babnet
*.*.*
All Radio in One