الأستاذ الجامعي منصف حامدي: الحرب تخاض بمعادلات وجودية... والعرب هم الخاسر الأكبر

قال الأستاذ الجامعي منصف حامدي، الأستاذ الجامعي والمقيم سابقًا في إيران، إن المواجهة الدائرة حاليًا بين إيران وإسرائيل تتجاوز أبعادها التقليدية، لتتخذ طابعًا وجوديًا بين مشروعين استراتيجيين متصارعين، معتبرًا أن الخاسر الأكبر هم العرب الذين ظلوا خارج المعادلة، دبلوماسيًا وميدانيًا.
وجاءت تصريحات حامدي خلال استضافته، صباح الثلاثاء، في فقرة "Arrière-plan" من برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم، بحضور الإعلاميين حاتم بن عمارة وخليفة بن سالم، في سياق تحليل تطورات النزاع المتصاعد في الشرق الأوسط، على خلفية الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وآخرها الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأميركية في قطر.
وجاءت تصريحات حامدي خلال استضافته، صباح الثلاثاء، في فقرة "Arrière-plan" من برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم، بحضور الإعلاميين حاتم بن عمارة وخليفة بن سالم، في سياق تحليل تطورات النزاع المتصاعد في الشرق الأوسط، على خلفية الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وآخرها الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأميركية في قطر.
"الحرب أمريكية في جوهرها"
واعتبر حامدي أن الحرب وإن بدت للعلن صراعًا مباشرًا بين إيران وإسرائيل، فإنها في العمق "حرب أمريكية ضد إيران"، مشيرًا إلى أن هدفها الأصلي يتمثل في إسقاط النظام الإيراني عبر ضربة مباغتة، وهو ما لم يتحقق.وأوضح قائلا: "من يعلن الحرب يرسم أهدافها، وإذا لم يحققها وتراجع إلى الدعوة لوقف إطلاق النار، فهو فشل. إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة، فشلتا في إسقاط النظام الإيراني، رغم الطابع المباغت للهجوم الأول".
"العقل الإيراني عقل استراتيجي بارد"
وفي تفسيره لردود الفعل الإيرانية، أكد الأستاذ الجامعي التونسي أن العقل السياسي الإيراني يتسم بـ"البرودة" و"التخطيط البعيد المدى"، على عكس ما وصفه بـ"الانفعال العربي"، مشيرًا إلى أن إيران تتقن الحرب النفسية وتستخدم الانتظار كسلاح بحد ذاته.وقال: "الإيرانيون لا يردون بسرعة، بل يتركون العدو في حالة ترقب ثقيل. العقل الإيراني عقل استراتيجي لا يندفع، بل يحتسب الأبعاد الدينية والعقائدية إلى جانب الجوانب العسكرية والميدانية".
قطر... والسيادة العربية المستباحة
وفي سياق تقييمه للرد العربي على الهجوم الإيراني على قاعدة العديد، أشار حامدي إلى وجود "تضامن رسمي واسع مع قطر" من أغلب الدول العربية، مقابل "تضامن شعبي ملحوظ مع إيران" في ضربها لمواقع عسكرية إسرائيلية، واعتبر أن ذلك يعكس كسرًا لحاجز الخوف من القوة العسكرية الإسرائيلية."غابت الأدوار العربية في معركة محورية"
وحذّر المتحدث من أن العرب ظلوا في موقع المتفرج، رغم أن القضية الفلسطينية كانت – ولا تزال – في صلب الصراع، قائلاً: "العرب كانوا خارج اللعبة. لم تكن لهم أدوار دبلوماسية متقدمة، ولا مشاركة فاعلة في مواجهة تُخاض في عمق الأرض العربية، وتُهدد أمنهم الجماعي".بين هدنة مؤقتة واستمرار المواجهة
وحول إمكانية تثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، اعتبر حامدي أن طهران لن تستجيب بسهولة لأي دعوات أمريكية أو إسرائيلية لوقف الحرب، مؤكدًا: "هناك مشروع إيراني وآخر صهيوني، وكلاهما يخوض حرب وجود. إذا توقفت المعركة، فلن تكون النهاية، بل مجرد هدنة مؤقتة بانتظار جولة أخرى".وختم مداخلته بالقول إن "الهدف الإسرائيلي والأمريكي كان القضاء على محور المقاومة بضرب إيران، لكن بقاء طهران واستمرار ردّها يُظهر أن ذلك الهدف لم يتحقق بعد".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 310481