الطلاق أمام عدل إشهاد يثير جدلاً: عميد المحامين يصف المقترح بـ"الخطير" ويمسّ من مكاسب المرأة التونسية

أكد عميد المحامين التونسيين حاتم مزيو، اليوم الإثنين، رفض هيئة المحامين المطلق للمقترح التشريعي المعروض أمام لجنة التشريع العام بمجلس نواب الشعب، والقاضي بإمكانية الطلاق بالتراضي أمام عدل إشهاد دون المرور بالمحكمة، واصفًا إياه بأنه "مشروع خطير" يمس من المنظومة القضائية، ومن مكتسبات المرأة التونسية والمجتمع بصفة عامة.
وأوضح مزيو خلال حضوره في فقرة Arrière Plan من برنامج صباح الورد على اذاعة الجوهرة، أن الهيئة تعتبر هذا المشروع "غير مقبول شكلاً ومضمونًا"، حيث لم يتم التشاور بشأنه مع الأطراف المهنية المعنية، مضيفًا أن "استيراد نماذج أجنبية، على غرار ما هو معمول به في فرنسا، لا ينسجم مع خصوصية المنظومة التونسية في الأحوال الشخصية".
وأوضح مزيو خلال حضوره في فقرة Arrière Plan من برنامج صباح الورد على اذاعة الجوهرة، أن الهيئة تعتبر هذا المشروع "غير مقبول شكلاً ومضمونًا"، حيث لم يتم التشاور بشأنه مع الأطراف المهنية المعنية، مضيفًا أن "استيراد نماذج أجنبية، على غرار ما هو معمول به في فرنسا، لا ينسجم مع خصوصية المنظومة التونسية في الأحوال الشخصية".
وقال العميد إن "تونس دولة ذات سيادة قانونية ومجتمعية، لديها تجربة رائدة في مجال الأحوال الشخصية منذ صدور المجلة في 1956، ولا يمكن التراجع عن هذا المسار بمبررات واهية تتعلق بتخفيف العبء عن المحاكم أو تحديث مهنة عدول الإشهاد".
رفض قاطع للمسّ بالمحكمة كجهة وحيدة للطلاق
وأضاف: "الزواج عقد اجتماعي يتم أمام الدولة، لكن الطلاق هو انفصال قانوني يتطلب ضمان حقوق كافة الأطراف، خصوصًا المرأة والأطفال، وهو ما لا يمكن تحقيقه خارج رقابة المحكمة". وتابع: "القول إن الطلاق بالتراضي لا يستدعي تدخل القضاء، هو تهديد حقيقي للسلم الاجتماعي والقانوني، ومجرد عودة إلى الوراء تحت شعار التبسيط".كما اعتبر أن المدافعين عن المشروع يقدمونه من زاوية ضيقة تخدم مصالح فئة مهنية معينة، مشيرًا إلى أن “في فرنسا، لا يتم الطلاق أمام عدل إشهاد فقط، بل يشترط تدخل المحامي لتوثيقه، وهي خطوة لم تُذكر في المبادرة المعروضة في تونس”.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 308091