نفقات التونسي و «غصراته» متواصلة: استرداد الأنفاس ممنوع.... أكتوبر لخلاص الديون، ونوفمبر للاستعداد لعيد الاضحى

الشروق: بانتهاء شهر سبتمبر ومعه رمضان وحلول عيد الفطر، يمكن القول أن الجزء الأول من أصعب فترة للتونسيين على مستوى النفقات والمصاريف قد مرّ في انتظار اكتمال الجزء الثاني مع الشروع في الاستعداد لنفقات عيد الاضحى ونفقات الاحتفال برأس السنة.
السداسية الثانية من 2008 ستُسجّلها ذاكرة المواطن التونسي... فخلالها اختلطت مناسباتنا الدينية الكبرى (رمضان وعيد الفطر وعيد الاضحى) بالمناسبات والأفراح العائلية وبموسم الاصطياف وبالعودة المدرسية، وكان هذا الاختلاط متتاليا بشكل لم يسمح للتونسي بردّ أنفاسه ولو لبضعة أيام... وحتى في الفترة القادمة لا يمكن تصوّر أنه سيجد طريقا الى هذا الاسترداد للأنفاس... فالوقت لن يسمح له بذلك!
السداسية الثانية من 2008 ستُسجّلها ذاكرة المواطن التونسي... فخلالها اختلطت مناسباتنا الدينية الكبرى (رمضان وعيد الفطر وعيد الاضحى) بالمناسبات والأفراح العائلية وبموسم الاصطياف وبالعودة المدرسية، وكان هذا الاختلاط متتاليا بشكل لم يسمح للتونسي بردّ أنفاسه ولو لبضعة أيام... وحتى في الفترة القادمة لا يمكن تصوّر أنه سيجد طريقا الى هذا الاسترداد للأنفاس... فالوقت لن يسمح له بذلك!
بحلول شهر جويلية انطلقت المناسبات العائلية خاصة حفلات النجاح في الدراسة وحفلات الزواج والختان، وتواصلت هذه الحفلات الى الأسبوع الاخير من أوت، وبين العرس والآخر والحفل والآخر، كان كثيرون يستغلون بعض الفرص للاصطياف ولو بصفة متقطّعة من خلال استراق أيام معدودات للبحر... وبين الأفراح والمناسبات من جهة والاصطياف من جهة أخرى امتدّت الأيادي الى الجيوب أكثر من مرّة لتسحب كل ما فيها أحيانا، وهكذا «ذابت» مرتّبات شهري جوان وجويلية دون أن يقدر التونسي على ادّخار جزء منها لمجابهة النفقات الموالية.
* سبتمبر الساخن
في الاسبوع الاخير من أوت، بدأ المواطن في استرجاع شيء من رشده بعد غيبوبة الاجازات والعطل الصيفية. وتذكّر أن رمضان على الأبواب ومن بعده العودة المدرسية ثم عيد الفطر. وبين الاولين (رمضان والعودة) تمزقت «شهرية» أوت خاصة أن كلتا المناسبتين تمثلان عبئا إنفاقيا كبيرا على العائلات التونسية.
ورغم أن الضغوطات كانت كثيرة، لم يحرم التونسي بطنه من الشهوات طوال الجزء الاول من رمضان حيث لم تغب مظاهر «اللهفة» والطوابير وجنون الشراء عن أسواق الاغذية في رمضان... ولم تغب تبعا لذلك مظاهر التبذير عن المطابخ وكان الدليل واضحا في مصبات الفضلات...
ثم وبقدرة قادر، نجح التونسيون في تخصيص جانب من الميزانية العائلية لاقتناء لوازم العودة المدرسية لابنائهم وبرزت بعض مظاهر الاكتظاظ في المكتبات وفي محلات ملابس وأحذية الاطفال وبالتوازي مع ذلك كان الانفاق على شهاوي رمضان متواصلا وبالنسق نفسه...
وفي الاسبوع الاخير من رمضان، وبعد أن «تهنّت» العائلات لنهاية «غصرة» العودة المدرسية، بدأ التفكير في عيد الفطر ونفقاته التي عليها أن تشمل الحلويات وملابس الصغار على حد سواء... وبحكم تزامن الفترة مع صرف مرتبات سبتمبر، استغلت العائلات الامر لعدم القطع مع عاداتها الانفاقية في المناسبات الدينية الكبرى، وشهدت محلات الملابس والاحذية اكتظاظا رهيبا في الايام والليالي الاخيرة من رمضان.
* «شهرية» أكتوبر
مما لا شك فيه أن كثيرين اضطروا للتداين والاقتراض للحصول على تسبقات وقروض استهلاكية صغرى خلال شهر سبتمبر لمجابهة نفقات رمضان والعودة المدرسية وعيد الفطر خاصة أن مداخيل أوت وسبتمبر لم تكن كافية.. وسيستغل هؤلاء مرتب شهر أكتوبر لخلاص ما هو متخلد بذمتهم من ديون إضافة الى الديون التي قد تتخلّد بذمتهم طوال هذا الشهر (أكتوبر) ومجابهة نفقات شهر نوفمبر.
* العلوش

* الأغذية والملابس
ارتفاع الأسعار العالمية أثّر بشكل هام على المقدرة الشرائية للتونسي خاصة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2008.. غير أن ما يمكن ملاحظته هو أن التونسي لم يحسّ بغلاء تكاليف المعيشة إلا عندما تعلق الأمر بالمواد الطاقية (كهرباء ـ وقود السيارة) ومواد البناء والمواد الصناعية مثل الأثاث والبلاستيك والبلور وقطع الغيار والتجهيزات الميكانيكية والكهربائية، بحكم ارتباطها بالأسواق العالمية.
أما في ما يتعلق بالمواد الغذائية وبإنشاء بعض المواد المورّدة، فإن الأسعار في تونس حافظت على استقرارها وأمكن للمقدرة الشرائية للمواطن أن تجابهها خاصة في ما يتعلق بالخضر والغلال والعجين واللحوم والحليب ونسبيا الأسماك.. وهذا ما لوحظ على الأقل طوال رمضان والأمر نفسه يمكن ملاحظته على مستوى الملابس (باستثناء الماركات العالمية والموردة) حيث كانت أسعار الملابس والأحذية في متناول كل الشرائح خاصة في فترة «الصّولد» التي تواصلت على امتداد شهرين.. وهذا ما قد يفسّر نسبيا كيف أمكن للتونسيين مجابهة هذه المحطات الانفاقية الكبرى.
* فاضل الطياشي
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 14198