رمضان تونس بنكهة الاضطرابات وغلاء الأسعار

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/babnetlogoggg.jpg width=100 align=left border=0>


- يأتي شهر رمضان في تونس هذا العام بنكهة الإضرابات والوضع الأمني غير المستقر في عدد من المدن وتردي الوضع الاقتصادي وتراجع كبير بحركة السياحة في البلاد.
لكن رغم ذلك، يبدو التونسيون متفائلون بـ"رمضان بعد بن علي،" وهذا ما يفسر الازدحام الكبير الذي تشهده أسواق العاصمة هذه الأيام.
ويستقبل التونسيون عادة شهر الصيام بعبارات من قبيل "إن شاء الله رمضانك مبروك"، "سنين دايمة" و"كل عام وإنتوما (أنتم) حيين بخير"، وهي تعبّر عن التلاحم الاجتماعي الكبير في شهر يستغله الكثيرون للزيارات العائلية وتمتين صلة الرحم والتقرّب من الخالق.

وما يميز رمضان هذا العام هو الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الذي يفسره البعض بعمليات التهريب وتصدير السلع الأساسية مثل السكر والحليب والماء المعلب إلى ليبيا.



ويقول حسن البريدي، وهو بائع تمر في السوق المركزي بالعاصمة، إن "رمضان هذا العام يتميز عن الأعوام السابقة بوجود الاعتصامات والإضرابات، ونقص النقود لدى الناس (أغلب الناس يشترون بالدين)."
ويفسر البائع الوضع الحالي بأن البلاد أمست "كالمركب بلا قائد"، مشيرا إلى أن الحكومة لم تساهم كثيرا في ضبط حركة الأسعار، كما أن الاضطرابات في ليبيا المجاورة أثرت كثيرا على الوضع الاقتصادي.
وحول موسم التمر لهذا العام يقول البريدي "الدقلة (التمر) تاعبة شوية (غير ناضجة) وليست كعادتها"، مشيرا إلى أن الطقس في الخريف الماضي لم يساهم في نضج ثمار التمر في بلد ينتج 120 نوعا من التمر ويصدرها إلى أكثر من 60 بلدا في العالم.
وفي سوق التوابل بالعاصمة التونسية تبدي ساسية (بائعة توابل) امتعاضها من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقص الكبير في بعض السلع، محملة الحكومة والإضرابات و"الليبيين" مسؤولية الوضع الحالي.
وتضيف المرأة الستينية "توا (الآن) العباد فادّة (غاضبين) من الأسعار، الليبيين ما خلوا شي (شيء) والحاكم (الحكومة) ما لاهي (غير مهتم) بشي، لا يهمو في الأسوام (الأسعار)."
ويحمل بعض السياسيين الحكومة الانتقالية مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وارتفاع الأسعار مع قدوم شهر رمضان واقتراب عودة الموسم الدراسي.
ويقول منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية: "إذا كان الوضع في الشقيقة ليبيا قد فاقم في تردّي الأوضاع الاقتصادية، فإنّه لا يخفى على أحد أن عمليات التهريب وتصدير السلع الأساسية المُدعّمة بأضعاف أثمانها أدّت إلى ندرة في بعض الموادّ مثل السكر والحليب والماء المعلب والطماطم المركز والزيت وغيرها، خصوصا بالجنوب التونسي، ممّا أخلّ بتوازن العرض والطّلب وساهم في أزمة الغلاء الحالية".رمضان تونس
ويضيف في بيان على موقع فيسبوك "إن الحزب إذ يحمّل الحكومة الانتقاليّة مسؤولية ما آلت إليه القدرة الشرائية للمواطنين، فإنه يدعوها إلى ضرورة المحاسبة والتصدي لمن يثبت تورّطه في الاحتكار والتصدير غير الشرعي للسلع الأساسية."
وحذر الحزب "القائمين على الشأن الاقتصادي في البلاد والمجتمع المدنيّ من خطر السقوط في دوّامة التضخّم المالي على المدى المتوسّط، ويحمّل البنك المركزي مسؤولية الحفاظ على التوازنات المالية بالبلاد واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدّي للتضخّم".
وتعتبر المائدة التونسية غنية وعامرة في رمضان ومتماثلة بين مختلف العائلات التونسية و"كل قدير وقدرو" بمعنى كل حسب استطاعته وقدرته الشرائية.
وتبدو النساء التونسيات فخورات في حديثهن عن طريقة إعدادهن لمختلف الأطباق الرمضانية التي لا تخلو منها أية مائدة إفطار تونسية.
وتقول ألفة (ربة منزل) "المطبخ التونسي هو من أغنى مطابخ دول المتوسط ببهاراته وتنوع وصفاته، أنا تربيت على طريقة التصنيف (التنوع في الطهي) عبر الوالدة والجدة".
وتشير ألفة إلى أن المرأة التونسية تقضي معظم وقتها في المطبخ خلال شهر رمضان لمحاول تلبية حاجات العائلة نحو الأطباق التونسية التقليدية كالبريك وشوربة الفريك والطاجين والخبز الدياري (المنزلي) وغيرها.
وكما في جميع الدول الإسلامية، يُعتبر شهر رمضان في تونس "شهر العبادة"، حيث يكثر ارتياد المصلين للمساجد لأداء صلاة التراويح وتنظّم حلقات ختم القرآن الكريم والمسابقات الخاصة بترتيل النص القرآني ومسابقات الفرق السلامية وهي فرق مختصة في المدائح النبوية والأذكار.
ويلاحظ بعض المراقبين الزيادة الكبيرة في ارتياد الجوامع في تونس بعد الثورة وخاصة خلال شهر رمضان، ويفسرون ذلك بأن النظام السابق كان يضيّق على مرتادي الجوامع وخاصة الشباب الذي كانوا يخضعون لتحقيقات ويتم استدعاؤهم الى وزارة الداخلية التي كان من مهامها تعيين الأئمة وتحديد مضمون الخطب في صلاة الجمعة.

(CNN)


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 38142


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female