الزيتونة في مرمى الهدف

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/zitouna-090115.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــازن

الزيتونة شجرة أصيلة رمز لتونس ولخضرتها و لنضارتها، الزيتونة شجرة مباركة عزّها الله بالذكر في كتابه العزيز حين قال : اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ‏الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ ‏مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ ‏تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ ‏الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِي . هذه شجرة نسترزق منها فنبيع زيتنا بالعملة الصعبة و هذا جامع أعظم وطّد أركان الدين الاسلامي واللغة العربية والعلوم بشتى أنواعها و تفرعاتها في سابق الأزمان و يوم أغلق التعليم انحدرت ثقافة الأجداد واتبعنا ثقافة الاستعمار فلم نصب هذه ولا تلك وبقينا مهمشين على هامش العلوم وعلى هامش الثقافة.





لقد صادق عدد من الوزارات على استئناف التعليم الزيتوني في خطوة لإحياء رسالة هذا المَعْلم فنحذو حذو عديد الدول الشقيقة و يكون لنا مرجع فكري وديني يحافظ على خصوصيات أهل البلد و مذاهبه الشرعية و يبني جيلا متأصلا في ذاته يتقن اللغات و يحارب الارهاب والتطرف الديني فننأى بمجتمعنا من الفكر الرجعي الذي يتشدق بالتدين والثبات على السنة. بعد ما يناهز السنتين سحبت تلك الوزارات امضاءاتها و تخلت عن احياء التعليم الزيتوني وكأنه ربط بحكومة ما و حزب ما، لا يمثل مطلبا شعبيا و لا يعبّر على احتياج شديد لاصلاح منظومتنا التربوية و ترسيخ هويتنا العربية الاسلامية لدى الاجيال القادمة. سقط كل شيء بمجرد حلول حكومة وذهاب أخرى، وذلك ما يجعل العرب عموما في آخر سلم الازدهار والتقدم الحضاري. فمجمل قراراتهم ترتبط أساسا بالحاكم ان سعد سعدوا وان اغتبط اغتبطوا وان جهل جهلوا، فلا برامج دائمة تسطرها مصلحة الوطن العليا ولا مخططات حقيقية يحددها الشعب الكريم بل أفكار ترد من هنا وهناك تطبق حينا وتندثر مباشرة اذا ما رحل الحاكم القديم واستولى الحاكم الجديد.

زيتونة أخرى في مرمى الهدف حاولت أن تجد طريقا ثوريا فنالتها سهام الهايكا و هددتها بالغلق لأجل غير مسمى. هذا وجه اعلامي وليد الثورة حاول مجتهدا خلق فضاء لتناول الأخبار و مجريات الأحداث بطريقة مغايرة فكانت لها ضيوف لا تراهم على الوطنيات و كان لها صوت جهوري عشقه البعض و عافه البعض الآخر. تلك هي الحرية المنشودة التي فرّ من أجلها المخلوع وكتب الدستور الجديد و تشكلت المؤسسات الشرعية من مجلس نواب و حكومة و رئاسة جمهورية وغيرها. هذا الصوت الاعلامي لم يرق للبعض وان خالف أحيانا المألوف و غامر في استباح المنهي عنه فبين الحقائق والخبايا و ورّط عديد الجهات السياسية والحزبية والجهوية في سين وجيم.
ذلك مآل الزياتين في هذه البلاد : القلع وان كانت منتجة لزيت صاف رقراق أو الحرق وان كانت اوراقها خضراء لا تموت و أغصانها ممتدة بثبات. ففينا من يكره الزياتين جملة وتفصيلا ويهوى الكروم حين تعصر عناقيدها نبيذا فيشرب وينتشي.




Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 99223

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Vendredi 6 Février 2015 à 09:40           
قناة الزيتونة صارت على الطريق الصحيح و لن يقدر عليها أحد ما دامت في خدمة الشعب و المحرومين

Mongi  (Tunisia)  |Lundi 2 Février 2015 à 10:04           
استضافت قناة نسمة مقداد الماجري من قناة الزيتونة وبعض الضيوف ومنهم وزير الشؤون الدينية فتوجّه مقداد الماجري لوزير الشؤون الدينية وقال له : أيها الوزير حكومتكم تحب حرية الرأي ولقد سافر رئيس الحكومة مهدي جمعة إلى فرنسا وتظاهر من أجل حرّية الرأي جنبا إلى جنب مع نتنياهو فلماذا لا يأتي إلينا في منطقة الشرقية ويتظاهر معنا من أجل حرية الإعلام والكلمة؟


Njimabd  (Tunisia)  |Lundi 2 Février 2015 à 10:00           

أكبر خطأ و جريمة قام به بورقيبة و من بعده في حقّ الشّعب المسلم و الإسلام غلق الزيتونة و التعليم الزيتوني و تجفيف المنابع مما ترك الفرصة للمتطرفين النشاط و جعل الباحثين عن الدّين يلتجئون إلى منابر إعلامية و شبكات معلوماتيّة مشبوه و مشائخ تدعوا للتطرف و الفتنة.
أما اليوم ففي التّراجع عن التعليم الزيتوني و غلق قناة الزيتونة فالتاريخ يعيد نفسه و تلك أكبر هدية للإرهاب و المتطرّفين

Volcano  (Tunisia)  |Lundi 2 Février 2015 à 08:10           
الرجاء اصلاح الاية : " و الله بكل شيء عليم "

Atef_bellaj  (Tunisia)  |Dimanche 1 Février 2015 à 20:59           
Incroyable !!!!

NOURMAHMOUD  (Tunisia)  |Dimanche 1 Février 2015 à 14:59           
أبو مازن : كما عهدناك مقالاتك قوية أسلوبا و مضمونا واختيارا للموضوع .تحياتي.

Machmoumelfol  (Tunisia)  |Dimanche 1 Février 2015 à 14:53 | Par           
تصحيح: المالكي الاشعري

Machmoumelfol  (Tunisia)  |Dimanche 1 Février 2015 à 14:51 | Par           
عملية غلق التعليم الزيتوني المالكي الاشهري الوسطي هي احسن هدية يقدمها اغبياء الحداثويين نحو دعاة المذهب الوهابي السلفي المتطرف. لان الشاب التونسي المتدين الذي يبحث عن تطوير معارفه الدينية سوف يرتمي في احضان الفضائيات والمواقع الالكترونية الوهابية المحترفة والتي تملك جاذبية كبيرة وامكانيات هامة. يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه

BRAVOURE  (Tunisia)  |Dimanche 1 Février 2015 à 14:44           
La CTAMA.
Qu'est-ce que c'est que l'ACTAM ?
Qu'est-ce qui se passe à l'ACTAMA ,
Où est l'argent du peuple et des Agriculteurs ?
Qui sont les escrocs qui ont exercé à l'ACTAMA ?
Que fait le procureur de la République avec le dossier brûlant de l'ACTAMA ?

Tayara  (France)  |Dimanche 1 Février 2015 à 13:27           
ثورة عرجاء سوف تنتهي بحتفهى وحتفي من ساندها وتكون عبرة للثورات القادمة.......


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female