الشعب والنخبة .....والحلقة الأخيرة

بقلم : محفوظ البلدي
ذاقت الجَوْعَى طعم السلطة خلال ثلاث سنوات رغم أنها لم تتمتع بظروف موضوعية لتقييم أداءها بشكل علمي والحكم لها أو عليها.
ذاقت الجَوْعَى طعم السلطة خلال ثلاث سنوات رغم أنها لم تتمتع بظروف موضوعية لتقييم أداءها بشكل علمي والحكم لها أو عليها.

مَرَّت السّنوات عليهم وعلى القوم الذي اختارهم قدرا له، وهم يديرون حلقات التمرد والعصيان وإثارة القلاقل والأزمات، ثم أعادهم القدر من جديد وفي وضع مشابه من التعقيدات بمذاق مُرٍّ إذا شَرِبْتَ... مرًّ إذا أَعْرَضْتَ...
أُقِيمَت الانتخابات المهزلة، لعب بها المال القذر والايادي الخبيثة، و بعد إِظْهَارِ الشكل الهندسي لنتائجها، شَكْل غير قابل للقراءة لا أفقيا ولا عموديا، احتار أصحاب الدار قبل غيرهم في اختيار وحسم التحالفات لتشكيل حكومة طال انتظارها، حكومة ملغومة تنبئ بانفجار الأحزاب –أصل البلاء- والمؤسسات الاقتصادية والأمنية...
في وضْعٍ أمني واقتصادي معقَّدٍ، لاَ فَرَجَ يلوح في الأفق لولادة حكومة في ظل التجاذبات التي دأبت عليها هذه النخبة الكارثة ، نخبة متنافرة وكارهة لبعضها، مزّقتها خلافات الماضي والامتيازات المنتظرة من التّمَوْقعِ والتَّمَتْرُسِ داخل مواقع الدولة المنهكة، وما نراه من التّملُّقِ والودّ المصطنع بين زعماء الهانة سرعان ما يصطدم بالواقع ومجابهة الحقيقة فيعود هذا التَّمَلُّقِ إلى حالة من العنتريات وفك الارتباط والتشرذم...وتعود الحيرة والذهول للتونسي البسيط، يَتَحَسَّسُ آماله وآلامه ...ومَا يُكَادُ للبلاد والعباد.
المواطن حيران، لم يعدْ يُدرك رِبْحَهُ من خَسارَتِه، فضاع بين الفرح والحزن ...والضّحك والبكاء، وفي كل الأحوال قد أصبح مزاجه صعب، إنْ ضحك سيبكي الساسة كلهم، وان بكى ...فستبكي أمهاتهم!!
إن الوضع ليس سهلاً كما يتصوره البعض، وفي غياب الصّدق والمسؤولية و توافق النخب و العمل بالقواسم المشتركة للمجتمع التونسي يَضَلُ شبح المعركة الحاسمة يلوح في الأفق، لأننا تعودنا كباقي العُرْبَان أنْ لاَ يَبْقى لدينا حاكم أسبق على قيد الحياة.
من تواضع اليوم وَكَفَّ عن الاشتراطات وسَفاهة الصّبيان وهَدَّأ من روعه وَرَحِمَ هذا الوطن بقليل من الصَّمت والهدوء، قد يذكره التاريخ بقليل من الحُسْنَى ويملك قلوب الناس فيطلبونه للحكم طلبا...
أَمَّا آلُ الغَطْرسة والمكيدة وإقامة الشرِّ في كل زاوية فأمرهم هَييّنٌ، وان طال ليلهم...فَصُبْحُهم ان شاء الله....قريب.
كاتب تونسي
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 98964