الشعب والنخبة .....والحلقة الأخيرة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/beldimahfoudddd.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : محفوظ البلدي

ذاقت الجَوْعَى طعم السلطة خلال ثلاث سنوات رغم أنها لم تتمتع بظروف موضوعية لتقييم أداءها بشكل علمي والحكم لها أو عليها.

مَرَّت السّنوات عليهم وعلى القوم الذي اختارهم قدرا له، وهم يديرون حلقات التمرد والعصيان وإثارة القلاقل والأزمات، ثم أعادهم القدر من جديد وفي وضع مشابه من التعقيدات بمذاق مُرٍّ إذا شَرِبْتَ... مرًّ إذا أَعْرَضْتَ...




أُقِيمَت الانتخابات المهزلة، لعب بها المال القذر والايادي الخبيثة، و بعد إِظْهَارِ الشكل الهندسي لنتائجها، شَكْل غير قابل للقراءة لا أفقيا ولا عموديا، احتار أصحاب الدار قبل غيرهم في اختيار وحسم التحالفات لتشكيل حكومة طال انتظارها، حكومة ملغومة تنبئ بانفجار الأحزاب –أصل البلاء- والمؤسسات الاقتصادية والأمنية...

في وضْعٍ أمني واقتصادي معقَّدٍ، لاَ فَرَجَ يلوح في الأفق لولادة حكومة في ظل التجاذبات التي دأبت عليها هذه النخبة الكارثة ، نخبة متنافرة وكارهة لبعضها، مزّقتها خلافات الماضي والامتيازات المنتظرة من التّمَوْقعِ والتَّمَتْرُسِ داخل مواقع الدولة المنهكة، وما نراه من التّملُّقِ والودّ المصطنع بين زعماء الهانة سرعان ما يصطدم بالواقع ومجابهة الحقيقة فيعود هذا التَّمَلُّقِ إلى حالة من العنتريات وفك الارتباط والتشرذم...وتعود الحيرة والذهول للتونسي البسيط، يَتَحَسَّسُ آماله وآلامه ...ومَا يُكَادُ للبلاد والعباد.

المواطن حيران، لم يعدْ يُدرك رِبْحَهُ من خَسارَتِه، فضاع بين الفرح والحزن ...والضّحك والبكاء، وفي كل الأحوال قد أصبح مزاجه صعب، إنْ ضحك سيبكي الساسة كلهم، وان بكى ...فستبكي أمهاتهم!!

إن الوضع ليس سهلاً كما يتصوره البعض، وفي غياب الصّدق والمسؤولية و توافق النخب و العمل بالقواسم المشتركة للمجتمع التونسي يَضَلُ شبح المعركة الحاسمة يلوح في الأفق، لأننا تعودنا كباقي العُرْبَان أنْ لاَ يَبْقى لدينا حاكم أسبق على قيد الحياة.

من تواضع اليوم وَكَفَّ عن الاشتراطات وسَفاهة الصّبيان وهَدَّأ من روعه وَرَحِمَ هذا الوطن بقليل من الصَّمت والهدوء، قد يذكره التاريخ بقليل من الحُسْنَى ويملك قلوب الناس فيطلبونه للحكم طلبا...
أَمَّا آلُ الغَطْرسة والمكيدة وإقامة الشرِّ في كل زاوية فأمرهم هَييّنٌ، وان طال ليلهم...فَصُبْحُهم ان شاء الله....قريب.

كاتب تونسي


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 98964

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 28 Janvier 2015 à 17:32           
حقا مشكلتنا ومصيبتنا في نخبنا التي كانت تسبّ وتشتم في بن علي وعندما عاد الأمر إليها بدأت تتمارض وتتكاسل وتحط العصا في العجلة. والنخبة اختيرت من الشعب. لو كان الشعب ثوري بأتمّ معنى الكلمة لما صوّت لهؤلاء. والخلاصة كيفما تكونوا يولّى عليكم. فبحيث هذا ماجناه الشعب على نفسه وما جنى عليه أحد

Samaref  (Tunisia)  |Mercredi 28 Janvier 2015 à 10:28           
كره الجبهة الشعبية الايديولوجي للنهضة جعلها تنسى المصلحة الوطنية وربما تنسى نفسها

Samaref  (Tunisia)  |Mercredi 28 Janvier 2015 à 10:24           
Les deux derniers paragraphes résument tout. Aljabha achaabia épprouve une haine idéologique à ennahda donc à 33% des électeurs. c'est ça le mal de la tunisie. Nida tounis joue sur cette haine pour écarter ennahda et garantir une route bien goudronné devant lui pour ramener la tunisie à la situation d'avant révolution.

Tahrir  (Tunisia)  |Mercredi 28 Janvier 2015 à 08:50 | Par           
مقال يحاول ان يلامس الواقع ولا يتحسس الحل . وعليه فان واقع الحال واقع مفتعل ومدروس يشبه الي العديد من الحالات التي تعيشها الدول التي تنعت بالعربية ! وأنا لا افهم معني دولة عربية؟ كل دولة دخلها الغرب باسم الديمقراطية خلق وضع من القلق والحيرة وانعدام الثقة وعدم الاستقرار. وضياع إرادة البناء والتغيير . خذ علي سبيل المثال. الواقع السياسي اللبناني وذلك الصراع الطائفي المحموم ، وكذلك الواقع السياسي العراقي والصراع المزدوج الطائفي العرقي بين الشيعة والسنة وبين الأكراد والعرب والتركمان والأرمن . فالعاقل يدرك ان ما يسمي التوافق كذبة كبيرة مثلها مثل الديمقراطية اللعينة تكرس الاحتلال وأعوانه وتصنع لنا وضعا تلو الوضع يغرقنا في وضع جديد. وهكذا دواليك . الم تلاحظوا انه كلما وقعت أزمة أو سوء تفاهم يسافر ما يسمي بالزعماء العرب الي الغرب للجلوس علي طاولاتهم ؟ وأريد ان اسأل هل قدم الفرنسيون والألمان سابقا الي بلاد العرب لحل مشاكلهم ؟ هل قدم الإسبان الي بلاد العرب لحل مشكلة القومية الباسكية والكتالونية؟ الإجابة لا وعليه فالحل يكمن في تغيير المنظومة التي تحكم البلد منظومة من جنس عقيدتنا تمتلك أرضية عقدية ينطلق منها الجميع لبرامجهم واطروحاتهم ، فالغرب عندما أي يغير اعتمد علي موروثه واستنبط نظاما من جنس عقيدته المسحية ، ولذا إذا اردنا حلا لتأخرنا علينا البحث في ارثنا سنجد النظام الراقي والوافي لمشاكلنا

Mandhouj  (France)  |Mercredi 28 Janvier 2015 à 00:07           
الصندوق افراز ارادة التوافق
و كل من يتجه إلى غير التوافق ، فهو يمارس الإقصاء .

و أظن أننا نتجه نحو تكليف شخصية أخرى لتشكيل الحكومة .
الاستاذ الصيد هو نفسه غير مقتنع بما فعل ، و الأن ليس له المسافة الكافية و الضرورية من كل الفرقاء السياسيين لتشكيل حكومة قوية ، و لو يكن لها 120 نائب يصوتوا لها .
ستكون حكومة ضعيفة و دون الاجابية المطلوبة في هذه المرحلة .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female