حتّى ننتخب صحّ ...فالتاريخ لن يعذرنا أيّها التونسيّون

<img src=http://www.babnet.net/images/6/tunisie_vote2.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بـــاكير (*)

بداية يجب أن يدرك أيّ ناخب ( وطني ) أنّ لصوته قيمة فارقة و أنّ ما سيؤشّر عليه له عميق الأثر في الميزان الإنتخابي و له بالغ الأهميّة لترجيح كفّة نتائج الصّندوق ، و بالتّالي فإنّ المسؤولية (الوطنيّة ) عظيمة و جدّ حسّاسة ...

كما يجب أن ندرك – حقيقة -و نقرّ – واقعا - أنّ كامل المشهد الإنتخابي مازال يتخبّط في الغوغائيّة و لا يستجيب تماما للمواصفات الديمقراطيّة المطلوبة و المنشودة ، زاده التكالب الواضح من غالب النّخب السياسيّة على الفوز بالمغانم المادّية حتّى من التي تدّعي ظاهرا التقدّميّة و الوطنيّة و ترفع شعارات الخدمة الطوعيّة للوطن و الشّعب ، لكنّها واقعا تُبطن سابق الإصرار و الترصّد ،،



كذلك الشّخوص و الأحزاب التي لا تمثّل وزنا سياسيّا و لا تأثيرا شعبيّا قد تجاوزت كلّ الرّهانات و الإستحقاقات الضروريّة التي تمليها المرحلة إلى التهافت طمعا لاصطياد المناصب و اقتناص فرص البروز للأضواء و البحث عن الشّهرة أو مقايضة و لهفْ ( هبْرة ) مال فاسد...

كذلك نسجّل ( على الأقلّ لأكثر القوائم ) غيابا للبرامج الإنتخابيّة الجادّة و الوعود الصّادقة في ظلّ واقع إقتصادي صعب و هشّ مرتبط و لصيق بالظروف الإقليميّة الحارقة وتذبذب مؤشّرات الإقتصاد العالمي المتقلّب . و هو ما يؤكّد أنّ أيّ شعارات رنّانة و غير مبنيّة على أسس مدروسة - فقط منمّقة بألوان ورديّة - رفتعها الحملات الإنتخابيّة تُعدّ ضربا من الخيال و نسجا للأحلام يصنّف في باب ( الطُّعم ) الإنتخابي .و أنّ أي حكومة مقبلة مهما كان لونها و مهما كانت نوعيّة تشكيلتها لا و لن تقدر بأيّ حال أن تحدث حلولا سحريّة فوريّة و لا ينتظر منها أيّ عاقل محبّ لتونس أن تغرق البلاد في أنهار من لبن و عسل مصفّى ..!
لهذا و أكثر منه لابدّ لنا أن نركّز اهتماماتنا في العمليّة الإنتخابيّة على خطوط عريضة و نقاط ذات أولويّة قصوى و ممكنة حتّى نحاول إيجاد أقرب ناتج للمعادلة التي تجمع بين المصالح الكبرى للوطن والبديهيّات العامّة مقابل مَن نعطيه أصواتنا و نمنحه ثقتنا لحكم الشّعب و البلاد في قادم السنوات .
نعطي أصواتنا بحكمة لمن نرى أنّه أقرب للعمق الشّعبي ، و نجتهد ( نظرا للمسؤلية ) بأن تحلّ عقولنا محلّ العواطف لنرجّح الأقرب في استجلاب المصلحة و درْء المفسدة .و الأقرب إلى عمقنا و الأدرى بهمومه و آلامه وآماله ...
كما لا ننسى أنّ ديننا و هويّتنا خطّ أحمر لا يحقّ لنا أن نضعهما بين أيدي العابثين و وكلاء الإستئصال و التغريب ..و لابأيدي من يسهل عليه التفريط فيهما و مقايضتهما أو بيعهما .
كذلك وجب أن نستجمع ذاكرتنا القريبة و البعيدة حتّى نقطع مع كلّ أسباب عذاباتنا الماضية ولا نعيد لدغ أنفسنا من نفس الجحر مرّتين ..عندها لن يكون لنا عذرا و لن يعذرنا التاريخ أيضا .. بل سيتشفّى فينا أيّما تشفّي في ما سنصنعه بأيدينا ، و عندها ينطبق علينا و يصحّ فينا مثَـل ( على نفسها جنتْ براقش ) ...!

* كاتب صحفي



Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 93596

Ahfedkhaled  (Tunisia)  |Vendredi 24 Octobre 2014 à 09:45           
نصيحة الحسن البصري الى امير المؤمنين عمر ابن عبد العزيز

اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل مفسد، وقوة كل ضعيف ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله، الرفيق الذي يرتاد لها أطيبَ المرعى ويزودها عن مراتع الهلكة، ويحميها من السباع، ويكنفها من أذى الحر والقر.

والإمام العدل يا أمير المؤمنين، كالأب الحاني على ولدِه، يسعى لهم صغيرًا، ويعلمهم كبارًا، يكتسب لهم في حياته، ويدَّخر لهم بعد مماته، والإمام العدل، يا أمير المؤمنين، كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها: حملته كرهًا ووضعته كرهًا، وربته طفلاً تسهر بسهره، وتسكن بسكونه، ترضعه تارةً، وتفطمه أخرى، وتفرح بعافيته، وتغتم بشكايته، والإمام العادل يا أميرَ المؤمنين وصيُّ اليتامى، وخازن المساكين: يربِّي صغيرهم، ويمون كبيرهم،
والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوانح: تصلح الجوانح بصلاحه وتفسد بفساده،
والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وعباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملَّكك الله كعبدٍ ائْتَمَنه سيده، واستحفظه مالَه وعيالَه، فبدَّل المالَ وشرَّد العيال، فأفقر أهله، وفرَّق ماله، واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجرَ بها عن الخبائث والفواحش، فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأن الله أنزل القصاصَ حياةً لعباده، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟
واذكر، يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلةَ أشياعك عنده، وأنصارك عليه: فتزوَّد له ولما بعده من الفزع الأكبر،
واعلم يا أمير المؤمنين أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه، يطول فيه ثواؤك، ويفارقك أحباؤك، ويُسلمونك في قعره فريدًا وحيدًا، فتزوَّد له ما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه،
واذكر يا أمير المؤمنين إذا بُعثِر ما في القبور، وحُصِّل ما في الصدور، فالأسرار ظاهرةٌ، والكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، فالآن يا أمير المؤمنين وأنت في مهل قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل،
لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحكم الجاهلين، ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين، فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، فتبوءَ بأوزارِك وأوزارٍ مع أوزارك، وتحمل أثقالك، وأثقالاً مع أثقالك، ولا يغُرنَّك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك، ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيِّباتك في آخرتك.. لا تنظر إلى قدرتك اليوم، ولكن انظر إلى قدرتك غدًا وأنت مأسورٌ في حبائل الموت، وموقوفٌ بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين
والمرسلين وقد عنت الوجوه للحيِّ القيوم،
إني يا أمير المؤمنين وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغه أولو النهى من قبلي، فلم آلك شفقة ونصحك فأنزل كتابي إليك كمداوٍ حبيبَه يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له من ذلك من العافية والصحة، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.


babnet
*.*.*
All Radio in One