ضرب الطبلة و البندير

أبو مـــــازن
استعملت عديد الأحزاب ذات المرجعية الدستورية والتجمعية ومن دبّ حولها من تشكيلات الفرق الموسيقية الشعبية فأيقظت عكاظيات الحزام بين عموم الناس فتمايلوا و صفقوا لاتقان الزكار والطبال وابتهج السياسي المترشح لنجاح حملته الانتخابية و حذا حذوه مناصريه فأيقنوا بالفوز المبين.
استعملت عديد الأحزاب ذات المرجعية الدستورية والتجمعية ومن دبّ حولها من تشكيلات الفرق الموسيقية الشعبية فأيقظت عكاظيات الحزام بين عموم الناس فتمايلوا و صفقوا لاتقان الزكار والطبال وابتهج السياسي المترشح لنجاح حملته الانتخابية و حذا حذوه مناصريه فأيقنوا بالفوز المبين.

بلاهة حفظتموها ممن فرّ و ممن سبقه لما كنتم تجلسون شهرا بالتمام والكمال في عز الصيف تستمتعون بفن ضرب البندير والفرق النحاسية وكنتم تسمونها فرحة شعب وهو المقهور في رزقه وقوته وحريته وتنقلاته. لم تجدوا قولا مجديا سلسا يقنع الناخبين و يدعم توجهاتكم و برامجكم الاخبارية، لم تقدروا على مخاطبة العقل الذي عانى ويلات الاستبلاه والاستحمار كلما أعلنتم مسميات العهد الجديد وخيار المستقبل و يد الله مع التجمع و عهد الامتياز و غيرها من الشعارات الفضفاضة الذي أرقتنا فكنا نجتنب سماعها بغلق التلفاز لساعات والانصراف الى الراديو حتى هبت علينا تكنولوجيا ‘البارابول‘. لم تقدروا على العقل فخاطبتم الحزام الذي همّ بالاهتزاز والرقص، فالتونسي أضحى باحثا عن لحظة فرح بعد أن رأى ويلات الاستبداد و ويلات الارهاب لمّا اختار الشعب غيركم. فها هو يخبو تارة و يعود تارة أخرى في تناغم كبير مع ما يدور في بلادنا من أحداث.
لن ينفع ضرب البندير وافتتاح الحملات الانتخابية بالدف والتزمير وان رقص التونسي وهلل مطربا لسماع دوي الطبل فهذا عشق قديم متجدد لا يفتأ أن يتركه لحين حتى يدغدغه من جديد. لن يقتنع التونسي بالزكرة مهما عزفت و تماليت الرؤوس طربا فالقوم يطلبون نجاح الثورة التي لم يندموا عليها وتعزيز الحريات التي جنوها من انتفاضتهم على القهر والجبروت. فلا يغرنكم التصفيق والرقص فنحن نطرب لسماعها ولا نستأنس خطابكم الذي تلقونه في الاجتماعات الشبه مهجورة وفيه تمويه و تزوير للحقائق. لتبحثوا عن أساليب متطورة تجنبكم النتائج الهزيلة التي حصلتم عليها في السابق فتعتمدوا الاقناع و تتركوا الكبرياء والصلف الذي يجمع أغلب نخبكم فلا ينزلون للشارع و لا يقاسمون الناس أفراحهم وأتراحهم وأمنياتهم و همومهم. ذلك ميزان الصدق عند عامة الشعب لا يغيرونه مهما مرت الأزمان والأحداث.
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 93306