مكافحة للإرهاب أم دروشة إعلامية أمنية؟

<img src=http://www.babnet.net/images/7/dakhilia.jpg width=100 align=left border=0>


عبدالكريم زغدودي

حالة الانفلات الإعلامي في تغطية الظاهرة الإرهابية في تونس تدعو إلى الأسى...وتصريحات من يسمّون أنفسهم خبراء تدعو للقرف...أماّ تسريبات الرسميين حول العمليات الإرهابية وحيثياتها فهي لا تعدو كونها استبلاه للعقول ودروشة ورعوا نية في مواجهة خطر جدي يتهدّد مصير دولة برمّتها.

في جميع دول العالم التي واجهت الظاهرة يُصنّف الخبر الأمني في دائرة الممنوعات الكبرى قبل تسريبه من طرف السلطات المختصّة التي قد تعمد أحيانا لتسريب أخبار تضليلية الغاية منها الحصول على أخبار صحيحة أو استدراج بعض المبحوث عنهم إلى أخطاء مميتة.



أما في تونس فالمنافسة على أشدّها لتسريب أكبر كم من المعلومات مهما كانت درجة مصداقيتها وبأقصى سرعة وكأن الجميع في مسابقة من سيربح المليون...وهذا في حدّ ذاته استهتار بأرواح الأمنيين الذين يعملون في الميدان ويواجهون الظاهرة وجها لوجه وهو يُصنّف جريمة في أغلب الدول الديمقراطية ولا علاقة له بحريّة التعبير.
نعم، مكافحة الإرهاب فكريا وإعلاميا مطلوبة للتخفيف من انتشار الظاهرة أمّا تسريب الأخبار الأمنية فهو صبّ للزيت على النّار وترويع للمواطنين وخدمة مجانية للظاهرة نفسها تحت مسمّى محاربتها.
مُكافحة الإرهاب تقتضي أوّلا:


- تشكيل غرفة عمليات أمنية مشتركة تحت إمرة جهاز من الأجهزة يُشترط فيه الانضباط الكامل والحرفية المطلقة وهذا غير متوفّر في أجهزة وزارة الدّاخلية التونسية حاليا لما تعرفه من انتشار للنقابات الأمنية المتحوّلة إلى أحزاب سياسية غير معلنة تخدم أجندات مجهولة تصبّ في خانة الثورة المضادة.
ولا أرى أي حلّ آخر غير تكليف الوحدات الخاصة في الجيش الوطني بالمهمّة مع تشريك جهاز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الداخلية والقوات الخاصة للحرس الوطني.

-غرفة العمليات تكون مسنودة بجهاز استعلامات لأن الحرب على الإرهاب حرب استعلامات وحرب استباقية قبل أن تكون مواجهة مسلّحة.

-منع تسريب المعلومات الأمنية ومعاقبة من يقوم بذلك عبر القضاء ألاستعجالي لتلاعبه بأرواح الغير وهو في مكتبه المكيّف.

-الدعوة لمؤتمر وطني حول الإرهاب ومكافحة الإرهاب في الوقت الراهن كلمة حق يُراد بها باطل،أوّلا لأن الإرهاب لا يُكافح بالمؤتمرات في بداياته بل بالاستعلامات والمواجهة الميدانية وتونس أبعد ما تكون عن الحاجة إلى عكاظيات حمه الهمامي وغيره من الساسة والنقابيين وقد أثخنوا تونس طيلة ثلاثة سنوات بعكاظياتهم...تونس تحتاج إلى دولة صارمة وعادلة لمواجهة المخاطر المُحدقة بأمنها ومستقبلها.

-إن الدعوة إلى سنّ قانون للرّحمة والتّوبة في المرحلة الحالية لن يّساهم إلاّ في ضرب هيبة الدّولة في الصميم، نعم للرّحمة ولفتح باب التراجع ولكن بعد إثبات النجاعة الميدانية.
ولو أخذنا عملية القصرين الإجرامية نموذجا للاستهتار والرعوانية فبإمكاننا ملاحظة الآتي:

- فور وقوع العملية حدّد السيد وزير الدّاخلية أسماء ومكان تواجد المنفذين...طيّب إن كان الأمر كذلك لماذا لم تواجهم الأجهزة المختصّة قبل وقوع الكارثة؟

- السيد الوزير المكلّف بالأمن قال إن العملية كانت مفاجئة والسيد وزير العدل قال إن العملية كانت نصف مفاجئة، في انتظار التخفيضات، هل كان الأول ينتظر بريد الكتروني على علبة رسائله قبل التنفيذ؟ والثاني كان ينتظر رسالة نصيّة قصيرة قبل العملية على هاتفه الجوّال؟

- التسريبات الرّسمية-هكذا- تقول إن المجموعة المسلّحة استحوذت على سيارة مجموعة من السكارى لتنفيذ العملية؟؟؟؟ ما شاء الله الجماعة خطّطوا لمهاجمة بيت وزير الدّاخلية واعتمدوا على الدعاء الصالح ورضا الوالدين للحصول على وسيلة نقل؟ يعني لو لم يجدوا سكارى لتراجعوا عن التنفيذ؟ هل يتم تجريم السكارى لتواجدهم في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ؟ وهل أولئك السكارى لم يُفكّروا في تبليغ مصالح الأمن؟أم أنّ المجموعة المهاجمة كان يبدو عليها التقوى والصلاح وستُعيد السيارة المسروقة فور الانتهاء من المهمّة؟ أي استبلاه هذا؟

- ثمّ ما معنى الحديث عن الجانب المفاجئ في العملية؟ وما معنى اللوم الشديد تجاه حرفية الأمنيين؟ ألا يعلم الجميع أن الرصاص عندما ينطلق من مخزن الكلاشنكوف لا يرحم ولا يترك فرصة للردّ ولو كان الضحية رامبو نفسه؟ وما معنى التباكي على سنّ الضحايا؟ هل هناك سنّ محدّدة يجوز فيها التهاون مع الأرواح البشرية؟

تلك هي مأساتنا ومأساة تونس.





Comments


19 de 19 commentaires pour l'article 86183

AntiDI  (Tunisia)  |Lundi 2 Juin 2014 à 16:33           
Il y a ceux qui commettent des actes terroristes sur le terrain et il y a ceux qui en cachette sympathisent avec eux en essayant par tous les moyens de diffuser des informations discréditant les forces de l'ordre et ce dans le seul but est de semer la zizanie et installer le doute chez les tunisiens.
Les terroristes islamistes comme leurs sympathisants qui de temps à autre postent des commentaires sur ce site, se considèrent comme Djihadistes. Or ces cafards ignorent que l'islam ne peut conquérir le monde avec des kalachnikovs et des voitures piégées.

Antidotebalsam  (Tunisia)  |Lundi 2 Juin 2014 à 16:17           
ماهيش دروشة إعلامية و أمنية: هاذي إسمها دعارة أمنية و إعلامية منظمة و تجارة حرب أبطالها و فرسانها ناقوبيين مرتزقة من نوعية الصحبي الجويني الناطق الرسمي باسم أمن كمال مردوخ و الأمن الموازي الحقيقي، و إعلاميين خونة و مرتزقة مستعدين يخدموا مع إبليس المهم يقبضوا بصرف النظر على الجهة اللي تقبضهم (المخابرات العسكرية الجزائرية، آل خصيان، آل سلول، فرنسا،إسرائيل..) بخلاف الفلوس اللي تجي من أصهار المخلوع صخر و شيبوب و بقية الشلة متاع المجرمة و السراق
المعروفين.

Libre  (France)  |Lundi 2 Juin 2014 à 16:13           
Absolument d'accord avec vous
merci
une police incompétente durant 60 ans ne peut devenir l'inverse en deux ans
la compétence de ses policiers c'est passer leur temps avec des journalistes médiocres

Tunisie  ()  |Lundi 2 Juin 2014 à 16:00           
دروشة إعلامية أمنية

Elyaschik  (France)  |Lundi 2 Juin 2014 à 15:57           
Les premier responsables dans la propagation du térrorisme c'est le parti des ikhouan , ils seraient inéluctablement appelés à la barre un jour , pour répondre des crimes qu'ils ont permis à ce qu'ils soient commis , quand vous entendez ghannouchi parler des salutistes comme de ses fils et qu'ils lui rappellent sa jeunesse bien sûr sa jeunesse il ne faut pas s'étonner que la tunisie est arrivé là où elle est maintenant .

Slimene  (France)  |Lundi 2 Juin 2014 à 09:51 | Par           
@Alaoui.Encore un pro-salafistes venu des pays helvétiques!

Mandhouj  (United States)  |Dimanche 1 Juin 2014 à 16:51           
Le combat contre le terrorisme est un combat de professionnels et de convaincus, et non pas de ceux qui se la jouent capables.
ben ali harab
mandhouj tarek

Echahed  (France)  |Dimanche 1 Juin 2014 à 08:52           
شقيق الشهيد علي الغضباني يكشف حقائق مهمة:
https://ar-ar.facebook.com/photo.php?v=879819925377730&set=vb.279628932063502&type=2&theater

Alaoui  (Switzerland)  |Samedi 31 Mai 2014 à 22:45 | Par           
Effectivement, je pense que Dakhilia et El ilam sont en train de se payer notre , faites attention

Iamfree  (Oman)  |Samedi 31 Mai 2014 à 20:30           
مثم حتى مشكل سيدي رمضان قريب و العروي ممكن اتصدقو الناس بحكم حشيشة رمضان ,,,,

ABOKHALIL  ()  |Samedi 31 Mai 2014 à 19:58           
العربي وعطاه البي حصان

MSHben1  (Tunisia)  |Samedi 31 Mai 2014 à 19:00           

توة جيتوا لكلامي اللي العرب متخلفين جدا و منهم الشعب التونسي اللي فيه الارهابيين الوهابيين و فيه العلمانيين المنفصمين و كارهي الدين و عملاء الغربيين المستعمرين و قلة قليلة من الحكماء و المعتدلين اما الاكثرية العظمى او السواد الاعظم فهم لا دين لا ملة فهم يخوضون مع الخائضين و هم سذج و دراويش و فوضويين و غوغائيين و مجرمين و زطالينو محرقي العام و الخاص و قطاع للطرق و قطاع للمعامل و مضربين و كسالى و فنيانين في الصحة و في التعليم و مستكرشين و مرتشين
بالقضاء و بالمحاماة و اضراباتهم اضرابات صبيانيين و هم تبعا و لا مستقلين مستعمريهم هم نقابيات و نقابيين دراويش و متخلفين و لا تنسوا الجاهلين اؤلائك الذين على اعوان الصحة و على الاطباء و على الامن و على الاطارات التعليمية معتدين . انهم جميعا هلكوا الحرث و النسل فكان هلاك الوطن و الدين و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و سحقا للقوم الظالين و الظالمين .

انا mshben1 قوة الحق و التحليل المبين .

Scyf55  (Tunisia)  |Samedi 31 Mai 2014 à 18:55           
فيروز

BenAbdallah  (Canada)  |Samedi 31 Mai 2014 à 18:53           
On ne peut pas combattre le terrorisme avec Ennahtha au pouvoir.Arrêtez les responsables d'Ennahtha, interrogez les et vous aurez les listes nominatives des terroristes, leurs lieu de cachette et toutes les adresses des dépôts d'armes..
NON à tous les extrémistes, à tous les terroristes, à tous les fascistes, et à tous les minable Nahdhaouis complètement déjanté.

Vivement qu'on se débarrasse de tout ce monde médiocre et infréquentable pour retrouver enfin,une sérénité et une paix indispensable pour le devenir et l'essor de notre pays.

Addel  (Tunisia)  |Samedi 31 Mai 2014 à 18:37           
اللي يتفرج في التلفزة يقول ولينا نعيشوا في حرب
يزيوا كل واحد يخدم خدمتوا في صمت
بالحق اعلام يرقص علي جثث الضحايا
شوفوا الفساد في البلاد و الرشوة و الوسخ و اعملوا حملة علي الاداراة الفارغة من الموظفين كلها فاصعة و تكركر

Laabed  (Tunisia)  |Samedi 31 Mai 2014 à 17:59           
التواسة لهم باع كبير في الارهاب على المستوى العالمي و كل الجماعات الارهابية تضم توانسة بينها و اكثر العمليات الارهابية في العالم شاركوا فيها توانسة و من يقول الشعب التونسي شعب مسالم هو كلام مضروب و الارهاب لم يعد صناعة للتصدير بل اصبح للاستهلاك المحلي،يا فرحتك يا تونس بشبابك المسلم

Jendoulyon  (France)  |Samedi 31 Mai 2014 à 17:51           
التوانسة داؤهم داء تحوس تفهم الدوخ

Tayara  (France)  |Samedi 31 Mai 2014 à 17:35           
ذلك لانكم صدقتم ان الاسلاميين ارهابيين وانصار الشريعة ارهابيين السلفيين ارهابيين النهضه ارهابيين الاخوان ارهابيين اشكون بقى مش ارهابي القتله السراق النداء المال الفاسد ...اشرب ياشعب أشرب ياثورة ادغيدغ في السجن ؟؟؟؟

Tayara  (France)  |Samedi 31 Mai 2014 à 17:31           
برك الله فيك


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female