من كرْبل السّياحة ، لماذا لا يكربل الفلاحة

<img src=http://www.babnet.net/images/9/amelkarrrrr.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

قد تكون السّياحة رافدا من روافد المال ، و قد تشكّل بابا لإضفاء بعض الحركيّة في السّوق الإقتصاديّة ،،، لكن ما يعرفه الخبراء و يقدّره العارفون بأنّ هذه النّشوة الإقتصاديّة لها سلبيّات، و مضارّ ها أكثر من المنافع ،،،،

و لهذا سعت كثير من الدّول التي لها باع في السّياحة إلى خلق مشاريع موازية و خطط بديلة ، ذلك لأنّ السّياحة ترتبط بكثير من العوامل كالوضع الإقتصادي العالمي و السّياسي و حالة الأمن و الإستقرار الدّاخلي للبلدان المضيفة و الحروب و المضاربات التنافسيّة و غيرها .



و لقد دأبت تونس منذ الإستقلال على الترويج للسياحة و العزف على أوتار الضرورات الإقتصاديّة و حاجة البلاد لتوفير العملة الصّعبة و غير ذلك من الحجج ، لكن منذ الإستقلال أيضا بقي الحال على ما هو عليه لوضعنا الإقتصادي الذي لم يشهد ( الطفرة ) الموعودة التي يبشّر لها دوما المسوّقون للسياحة .

بل السياحة التونسيّة ساهمت في تكريس تقسيم البلاد تنمويّا ، لتزدهر سواحل البلاد و تنفصل عن عمقها وينحصر اهتمام الحكومات المتعاقبة على – تونس السّياحيّة – و يبقى داخل البلاد يعاني التهميش و الفقر و البطالة و الضّياع .
السياحة ساهمت أيضا في الإختلال الديموغرافي و هجرة الشباب من مواطنهم إلى أضواء المدن السّياحيّة ليحدث الفراغ في الدّاخل و رفض العمل الفلاحي مقابل بطالة تتزايد داخل المدن تدفع حتما إلى تغذية عالم الجريمة بكلّ انواعها .
و الأهم أنّ النّصيب الأوفر من عائدات السياحة حتما يستقرّ في جيوب أباطرة رأس المال ، و لا تنتفع البلاد إلا بنزر قليل مقابل توفير بنية تحتيّة و خدمات من الطراز الرفيع ( لْعيون السوّاح ) لا تتوفّر لكثير من المناطق ، و قد يتبخّر هذا النّزر مع الإمتيازات و التهرّبات الجبائيّة ..
السّياحة كرّست النفور لدى الشّباب من كلّ الأعمال اليدويّة و صرفت الطاقات الشّابة عن الخلق و الإبتكار وأغلقت كل العقول الطامحة إلى ثروة طائلة تأتي مع إحدى العجائز التي تجود بها رياح السّياحة ..!
هذه هي السياحة في تونس و هذا ما جنيناه منها طيلة العقود الماضية و لن نجني أكثر من هذا ، بلاد اختصروها في عنوان خاسر طيلة عقود من الزّمن ، فخسرت العقول و السّواعد و أهملت باقي المقدّرات و على رأسها الفلاحة ..
لنا من الأراضي ما ينبت ( ذهبا ) و لنا من المياه ما يكفي لذلك و العوامل المناخيّة أكثر من مساعدة ، كما أنّه لنا من السّواعد المحالة قسرا على البطالة أكثر و أكثر ،، فقط تنقصنا الإرادة السّياسيّة التي أهملت طيلة العقود الماضية و لازالت كلّ اهتمام بالفلاحة بكلّ قطاعاتها ، و استهانت بالحوافز للإشتغال بها ، و لم توليها المكانة التي تجب في مخطّطات التنمية ، و لم ترصد ما يشجع على إحيا ء الأراضي و استصلاحها ، حتى غدت الأراضي الخصبة و الصّالحة بوارا و جفّت الينابيع الطبيعيّة كما صعب استجلاب المياه من باطن الأرض ،، و لم يبق قائما من الفلاحة إلاّ بعض الغراسات و المنابت ذات المردود الربحي السّريع لا تفي بالإكتفاء و لا تكوّن رصيدا فلاحيا مستقبليّا واعدا ...
فهلاّ انتبهت الحكومات اللاّحقة لهذا الخور ، و هلاّ تداركت ما ينتظرنا و الأجيال التي تلينا جرّاء هذا الإهمال المتعمّد للقطاع الفلاحي من احتياج كليّ للإستيراد و من مزيد الإرتباط و الإرتهان للخارج ؟
هل تبادر ب( كربلة ) الفلاحة كما فعلت مع السياحة و صنعت معها ما تصنعه مع النّشاط السياحي و جعلت على رأس وزارتها من يفقه واقعها و جنّدت لها ما تجنّده من دعم و دراسات و بنى لوجستيّة و غيرها من المتطلّبات ؟؟؟
هذا ما ترجوه ( الوطنيّة ) وحبّ هذه البلاد و ما يدعوه واجب خدمة الصّالح العام .




Comments


19 de 19 commentaires pour l'article 84272

Tunifree  (Tunisia)  |Samedi 3 Mai 2014 à 15:15           
اهم سؤال بالنسبة لي
هو لماذا و نحن في القرن 21 تلقى مثل هذه المقالات الرديئة و التي ان دلت على شيء فهي تدل عن جهل صاحبها المدقع بالموضوع الذي يتناوله (سياحة اقتصاد و تنمية في مقال الحال).. صدى لدى الكثير من الناس ؟

Elmejri  (Switzerland)  |Mercredi 30 Avril 2014 à 08:40           
اصابة وفد سياحي بريطاني بالكوليرا في احد نزل الحمامات

http://www.dailymail.co.uk/travel/article-2614812/Holidaymaker-sues-Thomas-Cook-contracting-CHOLERA-staying-three-star-hotel-romantic-break-Tunisia.html


SOMBOL  (Tunisia)  |Mardi 29 Avril 2014 à 14:29           
Verra-t-on pousser des choux-fleurs dans notre Sahara ?

Alize  (Tunisia)  |Mardi 29 Avril 2014 à 11:46 | Par           
حقيقة مستوى مزري وتعليقات تحت الصفر الا من رحم ربك.لقد عمل ابطالكم في التروكيا الكئيبة على تهميش السياحة ووجهوا كامل طاقتهم للفلاحة فاظهروا من الكفاءة ما جعل انتلجنا في القمح يسقط الى حدود 60 في 100 من انتاجنا العم في العقود التي همشت فيها الفلاحة ؟!؟!؟!؟! فعوض ان نكربل الفلاحة اظن من الاسهل ان نباكر الفلاحة(نسبة الى باكير) حتى تتحسن الامور وسؤال غير بريء لسي باكير. هل تستطيع ان تعطيني مثالا واحد في العالم اين تكون المدينة الساحلية متخلفة عن المدينة الداخلية؟!؟! لكنها لوبانة الشيء المعتاد لا اجتهاد ولا تخمين ولا عمل بل هو البكاء ثم البكاء فالبكاء على تهميش اسسه من يلعنونه.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 29 Avril 2014 à 11:00           
@Nouri أبو جهاد وقع إغتياله في ضاحية سيدي بوسعيد لا في حمام الشط ورغم ذلك فإن ما نقلته يبقى هام وخطير للغاية ويضع الوزيرة موضع شك وريبة بل يورط كل الحكومة بمعنى أن القيادة للسفينة التونسية هي بيد الموساد .

Nouri  (Switzerland)  |Mardi 29 Avril 2014 à 08:03           
@ BENJE
أستغرب أكثر فأكثر وأتسائل عن مستواك العلمي والثقافي يا أستاذ في كلية من كليات باريس،
لتعلم أن هناك الحياة الخاصة والحياة العامة في القانون الدولي لحقوق الإنسان وتوجد قرآت خاصة لكل بلد حتى بين بلدان اإتحاد الؤوروبي، ينص هذا القنون بأن كل شخص يمارس عمل داخل الحياة العامة (كرئيس دولة أو وزير أو شخصية سياسية حتى ثقافية ووو...) الجمهور لديه الحق في الحصول على معلومات على هذه الأشخاص مثل (الصحة، والأسرة، والوضع المالي الخ ...

كيف لاتعرف ذلك وانت تسمع أخبار فرنسا صباحا مساء، حياة الشخصية لرئيسكم هولند وعدة وزراء تنشر في السوق كالبطاطس.
غريب أمرك يا أستاذ

3AIBROUD  (Tunisia)  |Mardi 29 Avril 2014 à 08:03           
Notre secteur touristique est très en retard par rapport aux autres pays. Si on a misé sur cette activité, le vent n'est plus en poupe avec nos villes dégueulasses, notre infrastructure délabrée et nos jeunes à mentalité pourrie. D'autre part, les tours operators dans les capitales occidentales n'ont rien "laissé à la caisse en Tunisie". Quant au karboulage (ou criblage) de cette activité, il n'aurait qu'un effet éphémère, pas plus.
Alors que dire dans le domaine agricole où il y a du bois rugueux !

BENJE  (France)  |Lundi 28 Avril 2014 à 22:36 | Par           
@ Nouri (Switzerland)
Vous savez que publier les données personnelles est interdit sans doute en suisse comme en France !
En plus Ca avance a quoi de nous raconter et de qualifier le ministre de sioniste ! C'est hors sujet car le sujet ici c'est la réforme de l'agriculture en Tunisie pour augmenter la production et assurer l'autosuffisance alimentaire !
Vous aurez pu nous raconter ce que vous avez appris en suisse sur le secteur d'élevage et la production laitière par exemple au pays de Nestle !
Personnellement je connais une région qu'est l'ouest en France qui a eut les problèmes du rejet des jeunes pour les métiers de l'agriculture et leurs départ pour la ville Mais heureusement l'agriculture s'est mécanisée et n'a plus besoin de bras et un fermier peut s'occuper de sa propre ferme comptant une centaine de vaches laitière tout seule ! et cette région est devenue la première région de production laitière en Europe !
Mais c'est un métier qui reste dure !
En Tunisie la réforme agraire doit être mise en œuvre : A Bensalah a essayé un système coopératif qui a été un fiasco a cause du sabotage par des gros propriétaires des terres agricoles comme les oliveraies a Sfax et qui ne connaissent rien en agriculture ils emploient les ouvriers comme des esclaves . Ce système doit être revu et corrige et surtout discuter pour convaincre les agriculteurs de le mettre en œuvre

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 28 Avril 2014 à 20:18           
منقول:

أمال كربول هي إبنة محمد كربول مدير الامن في عهد المخلوع (1988) والذى شغل ايضا خطة امين عام قار للتجمع الدستورى الدمقراطى

وقد ورد إسمه في التحقيقات كمتعاون في إغتيال إسرائيل للمناضل أبو جهاد في حمام الشط تونس ..

ما بين كربول الأب وكربول الإبنة قاسم مشترك اسمه الكيان الصهيوني

Bimofa  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 19:40           
المتفرج دائما فارس محتج ولو كان مكان الشخص لما تمكن من تقديم نصف الأداء على أقصى تقدير.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 18:53           
@Jereviens تمنياتي لك يا أخي بالنجاح والتوفيق في مجال الفلاحة وتذكرني بصديقنا المنجي العباسي الذي يناضل من أجل تشغيل أبنائه من أصحاب الشهائد العليا في الفلاحة .

FATYOU  (France)  |Lundi 28 Avril 2014 à 18:45           
كربل يكربل مكربلا
يظهرلي موش تكربل بيكم الكل وتصبحون متكرلين لأمال كربول

Lechef  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 18:31           
C'est un bon article
En effet ,le secteur de l'agriculture très important dans l'économie des pays peut fonctionner en parallèle avec l'émergence du secteur de tourisme
On peut aussi '' karbouler '' l'agriculture avec Mme Karboul qui peut faire des recettes magiques favorisées par plusieurs actions de sa part
C'est à Karboul de jouer le jeu dans ce sens

Jereviens  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 18:29           
@mousalim
احلم يا خويا...هانا غارقين في البطاطا...ربي يخلص اوحالنا

Amor2  (Switzerland)  |Lundi 28 Avril 2014 à 17:18           
هاته السياحة التي يتباكون عليها حينا و يتباهون بها أحيانا ماهي إلا قطاع هش لا نفع و لا فائدة منها للسواد الأعظم من التونسين، لأنها أصبحت تستقطب فئة متعفنة مقملة من السياح أمثال الإسرائليون الذي حتى و إن قدموا إلى تونس لا يتعدى إستهلاكهم كأس شاي ... المشرفون على قطاع السياحة و خاصة كربولة هي غبية و متصهينة ... هل الإسرائليون سوف ينعشون السياحة التونسية؟؟؟ سوف أضرب مثلا لا لبس فيه. شركات القمار العالمية و في جميع كزينوهات العالم هي ملك
لليهود و كذلك مصانع آلات القمار هي يهودية ، مع ذلك لعب القمار ممنوع في إسرائيل!!!! أليست هاذه مفارقة عجيبة.؟؟؟.. فماذا ينتظر الإقتصاد التونسي من السياح الذين يأتون من هؤلاء القوم؟؟؟ يد فارغة و الأخرى لا شيء فيها

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 28 Avril 2014 à 17:01           
@ MOUSALIM
انا لا أتفق معك لان كربول ليس لها أي علاقة لا بالسياحة ولا بالفلاحة، لكن كوزيرة الثقافة فلها خبرة بفن الرقص

Libre  (France)  |Lundi 28 Avril 2014 à 16:24           
Le tourisme tunisien est un tourisme des pauvres non rentable

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 15:54           
أطالب رئيس الحكومة بنقل وزيرة السياحة إلى وزارة الفلاحة حتى تتراقص كل الضيعات بوفرة الإنتاج وجودته وتعم الخضرة من الشمال إلى الجنوب .

Ahmadi55  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 15:47           
أرجو من العارفين بالامور المالية ان يطلعوا الشعب التونسي بقيمة القروض والمنح المسندة الى القطاع السياحي وقيمة المنح والقروض المسندة للقطاع الفلاحي حتى يتبين التوجه العام للدولة في ما يخص التنمية الاقتصادية وخاصة في ما يتعلق في السعي الى تحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female