قدّاس ذكرى وفاة الزعيم

<img src=http://www.babnet.net/images/5/allahyarhmou.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــــــــازن



ليكن الزعيم بورقيبة رحمه الله بانيا لتونس الحديثة ومؤسسا لدولة سعت عبر الزمان للاستقلال و الخلاص من السيطرة الأجنبية التي تفرض عليها الوصاية و التبعية. ليعشق من شاء ذلك الزعيم الذي كلما خطب أخذ العقول و كلما قوبل سلب احترام الناس و تقديرهم. ليكن بورقيبة عظيما في أذهان التونسيين فيفرحون لذكرى مولده و يقيمون الأفراح طيلة أوسو و يذكرون نضاله و يحتفلون بعودته إلى ارض الوطن في ذكرى غرة جوان. لننسى ولو لفترة قصيرة تصفية زعماء الحركة الوطنية و القضاء على الفلاقة قاهري الاستعمار الفرنسي و افتكاك أراضي المواطنين أيام التعاضد. لننصرف عن كل تشكيك في كل ما نسب إلى زعيمنا من مجد و جهاد فنتخذه ملهما و مصلحا كخير الدين وغيره ممن أنجبت هذه الأرض الطيبة. ولكنني لا أجد سببا وجيها لإحياء ذكرى وفاته إلا تملقا و اختلاقا للمناسبات التي يحاول خلالها المذنبون في حق الوطن النجاة من الثورة المكلومة المترنحة التي أعياها زخم الفوضى و الردة.



كذلك اتخذت الأقوام الفانية آلهة تقدسها وتمجدها ثم تعبدها زلفى وتقربا إلى الله. إنّ الأسطورة لتروي صلاح اللات و دماثة خلقه وهو المطعم لحجاج مكة في التاريخ القديم الغابر، فلقد حدّث البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ اللات كان يلتّ سويق الحاج أي يعجن العجين للحجاج فلما مات عظموه وعكفوا على قبره ثم جعلوه إلهًا. و لقد ذكر القرآن الكريم أسماء الأصنام التي اتخذتها قريش فألهت الصالحين وعبدتهم تقربا لله زلفى حسب ظنهم، قال تعالى أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . و ذكر الله أيضا في كتابه العزيز أصنام قوم نوح وهم من الصالحين الذين اتُخذوا آلهة من دون الله لفرط إعجاب الناس بهم و بمناقبهم عبر الأزمان التي تلتهم ، قال تعالى وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا .
انّ الإنسان الذي يعيش القرن الواحد والعشرين في غنى عن ذلك التأليه بعد أن علم الحق حقا و رزق إتباعه وعلم الباطل باطلا و رزق اجتنابه باكتمال الوحي و تبيانه وتيسير أصول الدين و بيان أحكام شريعة الله في خلقه. لقد ولدت الخضراء عباقرة في العلم والحضارة و أنجبت القادة الفرسان والمصلحين على مدى قرون خلت، فهذا ابن خلدون العلم الذي ترفرف أوراق مجلداته فتقطر نظريات اجتماعية خالدة اهتدى إليها الفلاسفة والمصلحون بعد جهد وعناء، وذاك ابن الجزار الطبيب الذي ذاع صيته فتناقلت الحضارات علمه و ترجمت مؤلفاته إلى عديد اللغات. و لنا في خير الدين المثل في صلاح الرأي و سعة المعرفة والسعي الحثيث نحو بناء الدولة التونسية الفتية المتميزة بعراقة التمدن وهي المزيج من الحضارات المتراكمة عبر القرون. إنّ المختلقين لمناسبات الحج إلى روضة بورقيبة و تمجيد قبره مجرد تجار وطنية زائفة يحاولون عبثا إعادة نظام تهاوى طوال عقود بعد أن عبثت أيادي التنقيح الدستوري كما شاءت فجعلت زعيم الحركة الوطنية رئيسا مدى الحياة ثم أعادته نفس الأيادي إلى الإقامة الجبرية تحت حكم المخلوع، واليوم تحاول جاهدة تأليهه بعد أن عجزت أطروحات الحداثة و حقوق الإنسان و الإرهاب زعزعة شخصية التونسي فراحت توقظ ماضيا سموه البورقيبة أين كانت تنعم بسطوة الحكم و تستأثر بثروات الشعب و تبددها جهلا و عنجهية فارغة.





Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 83068

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 22:20           
أبو زياد
نعلم جيدا معنى القداس فلا اللغة العربية تعوزنا ولا تاريخ
الاديان و طقوسها مجهول لدينا و لكننا قصدنا ما لمحت اليه فنعرف اللبيب بفهمه و نعلم عدد الحمقى والمغفلين الذين تكاثروا ابان الثورة

Hyboxyz66  (Tunisia)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 19:55           
في ذكرى وفاة من دمر الدين في تونس وأورث المخلوع تدميرها من بعده.................ملة واحدة

Alize  (Tunisia)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 17:59 | Par           
الغريب ان من ارجع بورقيبة للصورة هم من ارادوا تشويهه والصاق كل مشاكل تونس الحالية به وعوض تقديم البدائل و الحلول يقدمون اخطاء الخمسينات و الستينات بعقلية القرن الحالي على كل لكل اخطاؤه وايجابياته والمهم هو العمل لكن ان نبقى في نفس المكان نسب ونلعن من سبقنا و لا نستطيع حتى ان نكون في مستوى مستوى مسؤولية مناطة بعهدتنا فذلك مؤسف حقا . الاكيد ان من يحي ذكرى وفاة بورقيبة و عددهم يزداد كل عام هو يقينهم بانه برغم كل سلبياته احب تونس بدون حسابات وان من يعترضون على حب الناس له احتفلوا بعيد الاستقلال بشعارات رابعة و صور مرسي وعليه فان هي في الاغلب ردة فعل طبيعية على من غنوا ،اقبل البدر علينا... على قائدهم و طلبوا رضا الله عليه في حياته فمبالكم بعد وفاته و لن اضيف شيئ تحيا تونس

Alize  (Tunisia)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 17:59 | Par           
الغريب ان من ارجع بورقيبة للصورة هم من ارادوا تشويهه والصاق كل مشاكل تونس الحالية به وعوض تقديم البدائل و الحلول يقدمون اخطاء الخمسينات و الستينات بعقلية القرن الحالي على كل لكل اخطاؤه وايجابياته والمهم هو العمل لكن ان نبقى في نفس المكان نسب ونلعن من سبقنا و لا نستطيع حتى ان نكون في مستوى مستوى مسؤولية مناطة بعهدتنا فذلك مؤسف حقا . الاكيد ان من يحي ذكرى وفاة بورقيبة و عددهم يزداد كل عام هو يقينهم بانه برغم كل سلبياته احب تونس بدون حسابات وان من يعترضون على حب الناس له احتفلوا بعيد الاستقلال بشعارات رابعة و صور مرسي وعليه فان هي في الاغلب ردة فعل طبيعية على من غنوا ،اقبل البدر علينا... على قائدهم و طلبوا رضا الله عليه في حياته فمبالكم بعد وفاته و لن اضيف شيئ تحيا تونس

Meinfreiheit  (Oman)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 16:04           
أكبر خديعة و وهم ....هو هذا الذي في الصورة ...

AbouZied  (Tunisia)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 16:03 | Par           
نقول مراسم ولا نقول قداس . فالمصطلح الثاني يتبع الديانة المسيحية .

Zigomar  (United Kingdom)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 14:28 | Par           
كلام معقول جدًا ....ليتنا نتعلًم من اخطايًنا والذين سبقونا لكن هيهات فكلًنا يتصوًر انً ما ياًتيه عين الصًواب

Amor2  (Switzerland)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 12:39           
شكر الله سعيكم..
عبيد الطواغيت من يجعلون من الطاغية آلهة مقدسة كالبقرة عند الهندوس يتباركون بفضلاتها و يغتسلون ببولها و يمجدون ذكراها .. فهؤلاء العبيد عباد الطواغيت أبتليت بهم دول العالم الثالث و أحيانا في بعض الدول النامية دون غيرهم من العالم المتحضر الذي يعشق الحرية ، فالفرق بين العالم الغربي و عالم بني عربان أن الغرب يعبد الأفكار و العربان يعبدون الأشخاص.

Dachamba99  (Tunisia)  |Dimanche 6 Avril 2014 à 10:22           
بورقيبة حي يشوي و ميَت يكوي.
ما رأي ابن خلدون في بني هلال و بني سليم ؟ في كلَ الأحوال ليس ببعيد عن رأي المازري الحدَاد في الرَعاع ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female