ذكرى 18 أكتوبر: جمعهم الإستبداد و فرّقتهم الإنتخابات

<img src=http://www.babnet.net/images/9/document18octobre.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

تمرّ هذه الأيّام الذكرى الثامنة لوثيقة 18 أكتوبر 2005 للحقوق و الحريات التي جمعت أطيافا سياسية مختلفة وهو أيضا ذكرى إضراب الجوع الشهير الذي خاضه مجموعة من المناضلين من المعارضة التونسية ضدّ نظام بن علي , لقد أكّد ذلك الإتفاق قدرة الفرقاء السياسيين على تجاوز الإختلافات الإيديولوجية و النظر لتونس جديدة تتسع لجميع التونسيين دون إقصاء. عندما يلتقي حمة الهمامي و أحمد نجيب الشابي و علي العريض و زياد الدولاتي و خميس الشماري و لطفي حجّي و غيرهم.... على مجموعة من الحقوق و الحريات مثل مدنية الدولة و حقوق المرأة و الحريات الأساسية للمواطنين فإن ذلك يعدّ انتصارا للنخبة التونسية . لقد كانت اجتماعات ماراطونية في منزل السيد نجيب الشابي ثم في منزل السيد حمة الهمامي و غيرهم تحت رقابة بوليسية صارمة من أجل تونس أجمل و مستقبل أفضل . عندما يلتقي الإسلامي و الشيوعي و الليبرالي و القومي فإنّنا نتحدّث عن تونس الحُلم التي كانت إحدى أهداف الثورة في الحرية و الكرامة و عدم الإقصاء .







أثبتت النخبة السياسية وقتها قدرتها على التعايش و القبول بالإختلاف و التنوّع , و استطاعت أن ترسل رسالة لنظام الإستبداد بأنّ الشعب التونسي جدير بنظام ديمقراطي متطوّر و حداثي .

لو عاد الجميع لروح وثيقة 18 اكتوبر 2005 لاختزلنا الكثير من الوقت في صياغة الدستور داخل المجلس الوطني التأسيسي , فالجميع يلاحظ أنّ أغلب القضايا الخلافية تمّ حسمها في تلك الوثائق , لكن ما الذي حصل بعد الثورة لينفرط ذلك العقد الفريد ؟

لقد فرّقت السياسة النخبة التونسية بعد الثورة, فبعد عقود من القمع برزت الحريات السياسية كأحد مكاسب الثورة فأصبح الإصطفاف الحزبي و النزعة الإيديولوجية هي الغالبة على المشهد السياسي فظهرت الحسابات الحزبية و الشخصية الضيّقة و تغلّب المعطى الذاتي على الموضوعي و غابت المصلحة الوطنية , هذا التنافس السياسي و الرغبة في الوصول إلى السلطة حكم على هذه النخبة الدخول في صراع محموم استرجعوا فيه كل الصراعات الإيديولوجية السابقة .
كان لابدّ من انتخابات لحسم الصراع و معرفة اختيار الشعب وهي أرقى وسيلة في الديمقراطيات المعاصرة , لكن للأسف الشديد فقد زادت نتائج الإنتخابات في تأجيج ذلك الصراع فتحوّل التنافس السياسي إلى عداوة بل أصبح البعض يتحدّث عن صراع وجود مع الحزب الحاكم اليوم , وهو تطوّر خطير يلغي التعايش السياسي بين الفرقاء . هناك من رفض نتائج الإنتخابات بسبب حصاده الهزيل رغم تاريخه النضالي الكبير في سنواتى الجمر , و هناك من اعتبر تلك النتائج تفويضا شعبيا لقيادة مرحلة انتقالية صعبة .

إنّ الوطن أكبر من الأحزاب و يجب أن ترتقي النخبة السياسية لمستوى رجال الدولة فتتعالى عن خلافاتها و حساباتها لتنظر في المصلحة الوطنية خاصة بعد ظهور تهديدات ارهابية ووضع إقليمي و دولي متقلّب .
للإشارة , من صاغ و أمضى على وثيقة 18 أكتوبر 2005 هي الأطراف السياسية التي تؤمن بالتعايش بين التونسيين و رفضتها الأطراف الإستئصالية , و هم اليوم من يساهمون في تعفين الوضع السياسي.

كاتب و محلل سياسي




Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 72982

Laabed  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 21:42           
Tous des perdants ;seuls les islamistes ont gagné le jackpot .les joueurs parrainés par dieu seront toujours les heureux gagnants.

Ammar  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 16:08           
Le 18 octobre 2005 est une date phare dans l'histoire de notre pays. Les forces vives contre la dictature se sont réunis au-delà de leurs divergences idéologique pour dire non à la dictature et annoncer le début de sa fin, le jour même de l'inauguration du sommet mondial de la société d'information SMSI que le dictateur a voulu une vitrine à son régime. Le 23 octobre 2011, le peuple a donné la majorité de ses voix à ceux qui ont su rester
fidèle à l'esprit du 18 octobre et notamment Ennahdha et le CPR.

Charif  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 13:23           
وين كانوا ها المناظر الي كل يوم يمدّوا في وجوههم في التلفزة ,وينو بن تيشة و محسن مرزوق و بن فرحات و بن حميدة و بن مبارك و السبسي . شكرا باب نات على هذه الصورة و شكرا سي بولبابة على التذكير بالمناضلين الحقيقيين

Atefabh  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 10:24           
وحدك في الوهرة يا سمير ديلو


ANTIREVE  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 09:55           
Il manque Bajbouj et Kessila sur la photo souvenir.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 09:48           
إنها سنة الحياة وسنة التنافس على سطح كوكبنا ومنذ اللحظة الأولى التي إنطلقنا من معسكنا نحو البويضة وحدنا نفس الهدف وهو إيصال المعلومات المقدسة والمشفرة الى مكانها الطبيعي والتي بالنحاح في المهمة سنفوز بالحياة لكن لواحد فقط من 250 مليون نسخة شاركت في ماراطون الأهوال والمغامرات المدهشة . والإنتخابات هي مجرد إعادة إستنساخ رحلة الأهوال إلى بويضة السلطة لكن بطريقة مسالمة لا غير أما محاولات الغاء الانتخابات فهو عدم تلقيح البويضة ما يعني موت الأحزاب
وموت
السلطة ....

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 09:46           
إنها سنة الحياة وسنة التنافس على سطح كوكبنا ومنذ اللحظة الأولى التي إنطلقنا من معسكنا نحو البويضة وحدنا نفس الهدف وهو إيصال المعلومات المقدسة والمشفرة الى مكانها الطبيعي والتي بالنحاح في المهمة سنفوز بالحياة لكن لواحد فقط من 250 مليون نسخة شاركت في ماراطون الأهوال والمغامرات المدهشة . والإنتخابات هي مجرد إعادة إستنساخ رحلة الأهوال إلى بويضة السلطة لكن بطريقة مسالمة لا غير أما محاولات الغاء الانتخابات فهو عدم تلقيح البوضة ما يعني موت الأحزاب وموت
السلطة ....

Mouwaten2  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 09:40           
ياناري على صغري

Swigiill  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 09:28           

جمعتهم عصا بن علي و فرقهم الطمع في السلطة

Titeuf  (Switzerland)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 08:24           
بالله وينهم بن تيشة, قسيلة ,العكرمي, بن مبارك, الزواغي, الهاني, بن فرحات ,المكي
(الرجولية تحضر و تغيب وبعد الثورة الأرنب ولات سيد (أسد

3IBROUD  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 08:21           
لقد برهنت المعارضة عن فشلها في لعب دورها السياسي أثناء المرحلة الانتقالية في تونس و هي لا تعدو أن تكون إلا مجموعة من البلطجية تعامل الشعب معاملة الدواب. تكرس منطق الوصاية و لم تفهم بعد منطق الديمقراطية.

Dalii  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 07:48           

و تحية خاصة لعبد الرؤوف العيادي الذي يصدع بالحق و يفضح العملاء بدون حسابات


Dalii  (Tunisia)  |Vendredi 18 Octobre 2013 à 07:44           

فرقتهم الفلوس...! بعضهم باعوا ضمائرهم و بلادهم لفرنسا و غيرها


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female