نجيبة و القرارات العجيبة

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
لا أحد يستطيع أن ينكر أن هامش الحرية الإعلامية في تونس بعد الثورة لا يضاهيها أي بلد عربي أو إسلامي آخر بل و يمكن مقارنته بالبلدان العريقة في الديمقراطية . طبعا , هذا المكسب ليس منّة من الحكومة أو أي طرف سياسي بل هو من بركات الثورة المباركة و تضحيات شباب تونس الأبيّ. لكن رغم ذلك تصرّ نقابة الصحفيين بقيادة نجيبة الحمروني على تسويق صورة مغايرة للمشهد الإعلامي التونسي في الخارج عبر دعوتها اليوم 3 سبتمبر 2013 إلى إضراب عام في الإعلام العمومي احتجاجا على سياسة التعيينات التي تتّبعها الحكومة في الفترة الأخيرة على رأس المؤسسات الإعلامية خاصة الإذاعية منها و التي اعتبرتها محاولة لتطويع وسائل الإعلام و تركيعها . و يبدو أن هذا الإضراب يراد له أن يكون موعدا سنويّا بعد إضراب 2012 رغم تركيز الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري و إقرار الفصلين 115 و 116 , هذا القرار اعتبره الكثيرون تصعيدا غير مبرر لأن ّ الإضراب العام يعني وجود انتهاكات خطيرة , و لا يمكن الجزم بتلك الإّدّعاءات إلا عند ملاحظة التدخل في الخط التحريري أو استغلال ذلك المنبر الإعلامي لأغراض حزبية و سياسية ضيّقة و ذلك لم يحصل اللهمّ إذا كان الحكم على النوايا و ليس الأفعال .
لا أحد يستطيع أن ينكر أن هامش الحرية الإعلامية في تونس بعد الثورة لا يضاهيها أي بلد عربي أو إسلامي آخر بل و يمكن مقارنته بالبلدان العريقة في الديمقراطية . طبعا , هذا المكسب ليس منّة من الحكومة أو أي طرف سياسي بل هو من بركات الثورة المباركة و تضحيات شباب تونس الأبيّ. لكن رغم ذلك تصرّ نقابة الصحفيين بقيادة نجيبة الحمروني على تسويق صورة مغايرة للمشهد الإعلامي التونسي في الخارج عبر دعوتها اليوم 3 سبتمبر 2013 إلى إضراب عام في الإعلام العمومي احتجاجا على سياسة التعيينات التي تتّبعها الحكومة في الفترة الأخيرة على رأس المؤسسات الإعلامية خاصة الإذاعية منها و التي اعتبرتها محاولة لتطويع وسائل الإعلام و تركيعها . و يبدو أن هذا الإضراب يراد له أن يكون موعدا سنويّا بعد إضراب 2012 رغم تركيز الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري و إقرار الفصلين 115 و 116 , هذا القرار اعتبره الكثيرون تصعيدا غير مبرر لأن ّ الإضراب العام يعني وجود انتهاكات خطيرة , و لا يمكن الجزم بتلك الإّدّعاءات إلا عند ملاحظة التدخل في الخط التحريري أو استغلال ذلك المنبر الإعلامي لأغراض حزبية و سياسية ضيّقة و ذلك لم يحصل اللهمّ إذا كان الحكم على النوايا و ليس الأفعال .

من يدّعي القول بالتضييق على وسائل الإعلام بعد الثورة فهو يجافي الحقيقة و التونسي ذكي و لا يمكن أن تنطلي عليه مثل هذه الترّهات فمن يتابع رئيس الدولة و رجال الدّولة يقزّمون يتلك الطريقة و ينعتون بأبشع النعوت دون احترام لأخلاقيات المهنة و لم توجّه لهم نقابة الصحفيين و لو لفت نظر بسيط كما لم ترفع ضدّهم قضية واحدة , وقتئذ نفهم من يدافع عن حرية التعبير و من كان ساكتا أو منبطحا في حقبة الإستبداد الطويلة و نعرف من سجن و تعذّب في السجون دفاعا عن الكلمة الحرّة و لكم في الصحفيين الذين اعتقلوا لتغطيتهم انتفاضة الحوض المنجمي و ما حصل لهم من قمع رهيب . كما يعلم التونسيون أن الإعلام كان وصمة عار إبّان الثورة , و لمن نسي يمكنه الرجوع إلى ما كتب يوم 14 جانفي 2011 ساعات قبل هروب المخلوع.
لا يعني ذلك أن نسمح بأن تطلق الحكومة يدها لتفعل ما تريد في وسائل الإعلام فكل سلطة تسعى للنّفاذ إلى مواقع التأثير على الرأي العام لكن لا يصل الأمرإلى التصعيد الحادّ و الدخول في إضراب عام لادّعاء بطولة و عنتريات لم نرها عندما كنّا ننتظر وقفة احتجاجية بسيطة أيام عبد الوهاب عبد الله .
كاتب و محلل سياسي
Comments
22 de 22 commentaires pour l'article 70786