وثائـــــق تونـــــس السريــــــــــة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/mohamedkrichennn.jpg width=100 align=left border=0>


محمد كريشان
القدس العربي


بين كل فينة وأخرى يخرج في تونس من يقول، من الصحافيين أو من بين من يقدمون أنفسهم على أنهم يعملون في مواقع ألكترونية مختصة في الصحافة الإستقصائية، إنه حصل من مصدر ما ، لا يحدده بالطبع، على وثيقة سرية جدا وغاية في الأهمية قد تكون مقطعا مسجلا بالصوت والصورة لجماعة يخططون لأمر جلل، أو تقريرا رفعته جهة ما في وزارة الداخلية، أو تعليمات أمنية يقول إنها صادرة من هذه الجهة إلى تلك الجهة، أو حتى خبرا يقول إنه ظفر به من مسؤول أمني ما.



وأمام تعدد هذه الحالات وانحصارها في المجال الأمني بالدرجة الأولى ودخول أصحابها في ما يشبه التنافس المحموم عن أيهم الأبرع في اقتناص الأخبار الأكثر إثارة وخطورة، فإننا نجد أنفسنا أمام ثلاثة احتمالات: الأول أن بعض الصحافيين التونسيين أصبحوا من النباهة ما يجعلهم يصلون إلى ما لا يصل إليه زملاؤهم في أعرق الديمقراطيات إلا بصعوبة بالغة وفي مناسبات تعد على الأصابع. الثاني أن الأجهزة الأمنية في تونس أصبحت مستباحة إلى درجة أن وثائقها وتقاريرها لم يعد لها من السرية إلا الاسم. الثالث: أن هناك جهات أمنية تتبرع لبعض الصحافيين بهذه المواد والأسوأ أنها قد تكون تفعل ذلك في إطار صراع داخل الأجهزة نفسها أو بين بعضها وجهات سياسية معينة خاصة عندما يتم أحيانا تسريب أخبار خطيرة من خلال مكالمة هاتفية مجهولة المصدر إلى الصحافي أو حتى مجرد رسالة نصية على هاتفه النقال.
ما يتم تناقله في هذا السياق أخبار تتعلق مثلا بمن يقف وراء اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد في شباط (فبراير) الماضي أو القول بوجود جهاز أمني مواز داخل وزارة الداخلية يعمل لحساب حركة 'النهضة' الإسلامية أو أن أمن المطار مخترق من عناصر تسهل دخول وخروج من تريد خارج الإجراءات الأمنية المعروفة أو أن هناك فرقة اغتيالات تتدرب على السلاح لها علاقة بجهة سياسية ما... وغير ذلك كثير... مع ذكر أسماء محددة وتواريخ معينة في حبكات تبدو مشوقة ولكن لا أحد قادرا على الجزم بصدقها من عدمه.
ماذا يحصل بعد الكشف عن مثل هذه الأخبار الخطيرة؟ لا شيء!! وزارة الداخلية تسارع إلى التكذيب وكذلك حركة 'النهضة' ولكن لا هذا التكذيب ولا ذاك بقادر على وضع حد لسلسلة التساؤلات المعلقة التي تتركها تلك الأخبار خاصة عندما يكون منسوب الثقة في تونس اليوم محدودا للغاية من الكل تجاه الكل. لم نسمع بأي جهة رسمية تفتح تحقيقا في أي مما سيق من شبهات أو اتهامات. لا أحد قطع الشك باليقين رغم أن هذه القصص تبدو متماسكة وموثقة بعناية وخطورتها الأبرز ارتباطها بالأمن الوطني للدولة بكل ما تعنيه الكلمة.
الخوف الآن كل الخوف هو أن الأجهزة الأمنية التونسية، وهي التي لم تستعد بعد ثقة المواطن، قد دخلت في صراعات لا أحد يعرف ملامحها بالضبط ومدى امتدادها إلى عالم المال والسياسة، وأنها في صراعها هذا لا تتورع عن توظيف الصحافيين بعلمهم أو بدونه. الصحفي ليس صندوق بريد لإيصال هذه الرسالة أو تلك كما أنه ليس أداة أو جسرا لتصفية حسابات لا تخصه ، حتى إن كانت بعض القصص المعلنة صحيحة.
السبق الصحفي مغر للجميع ولكنه لا يأتي كما اتفق دون تمحيص كبير وتدقيق صارم. عندما يحصل الصحافي على ما يقول إنه وثيقة سرية على غاية من الخطورة فليس مطلوبا منه أبدا أن يسارع هكذا بالتخلص منها برميها في سوق التداول الإعلامي والسياسي. واجبه المهني والأخلاقي يقتضي منه تحري صدقية الوثيقة والاتصال بكل من ورد إسمه فيها حتى تكتمل عناصرالقصة فيقف بنفسه على ما هو أكيد فيها فلا يعتمد سواه . بذلك هو يلتزم 'مسافة أمان' معقولة تجاهها فيحترم نفسه ومهنته والحقيقة وجمهوره.





Comments


28 de 28 commentaires pour l'article 62806

Consensus  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 16:15           
Malheureusement c'est anachronique dans les médias tunisiens depuis l'ère de bourguiba en passant par l'ex dictateur cette culture de déformer, de lancer des rumeurs nuisibles sur al'adversaire politique , les louanges mensongères sur certains dirigeants mafiosis , le survol de l'information , la soumission aux politiques , le manque de courage , la faiblesse de l'ame journalistique pour des raisons d'interet et de corruption , la peur
d'affronter le pouvoir exécutif et de relater ses travers avec objectivité, la manipulation des tunisiens jusqu'a l'arrivée de la parabole et leur vision sur le monde

Ahmed01  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 16:01           
وأنا أيضاً فهمتُ جيدا السيد كريشان ، الصحفيّ الموظف في قناة الجزيرة . الأسلوب الذي يشي هنا بأبويّة النصح بلغة ظاهرها الموضوعيّة وباطنها العذاب تلامس موضوع المقال ولا تلج إلى الجوهر لأن ذلك مُلزم ومكلف ذلك أن القضية تطرح فرضيات أولاها : من له المصلحة في إسكات صوت بلعيد. طيعا لا يجيب عن هذه الفرضيىة بل يمضي بالقارئ في مماحكات لا تسمن لا تغني من جوع ولسان حال القارئ يقول : كأنّي من ليلى الغداةَ كقابضٍ على الماء خانته فروج الأصابعِ

AhmedFrance  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 15:03           
Les tunisiens parlent trop! une certaine perte de dignité est banalisée.
la tunisie est un beau pays incomparable avec nos voisins, je sais bien de quoi je parle. les tunisiens, malheureusement, ont perdu la notion de patriotisme.



Directdemocracy  (Oman)  |Mardi 2 Avril 2013 à 14:36           
ولا و كيف الرباشة متاع الكنوز في عهد الطرابلسية ...

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 14:05           
فهمتك، إي نعم فهمتك سي كريشان، تريد القول أنه لا وجود لدوائر أجنبية وجهات مخابراتية لديها صلة ببعض الإعلاميين في تونس في نفس الوقت الذي تمتلك فيه القدرة على اختراق أجهزة الأمن والتعامل مع بعض عناصره بما يخدم أجندتها ويحقق مصالحها ويدفع بالبلاد نحو المسار السياسي المنشود لديها!

غض الطرف عن هذا الاحتمال الرابع وتبرئة الغرب من كل محاولات التغلغل في جميع الأوساط وأهمها الوسط الأمني والإعلامي، إن جاء من إعلامي نزيه لا صلة له بمثل هاته الجهات، فإن إمكانية اعتبار هذا الفعل وقوفا عن استكمال عناصر القصة ورمي لرأي شخصي في سوق التداول الإعلامي والسياسي تبقى واردة خاصة بعد قراءة هذا المقال!




Thinice  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 13:26           
هل يوجد صحافي تونسي تنطبق عليه خاتمة المقال؟

Amir1  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 12:44           
يا سي محمد، أنت في مثل هذا الوقت من العام الماضي حضرت في الوطنية الأولى
وكتبت مقالا في إحدى الصحف العربية أعاد هذا الموقع نشره (ونرجو أن يظيفوا الرابط)، تحاملت على الحكومة وحذرتها من أن "تقترب" من "رجال" الإعلام و سلطته الرابعة
ربما دعوتك اليوم -من باب رفع العتب- ومحاولة إظهار صوت إعلامي تونسي يتوخى المصداقية والمهنية، إن لم يكن إظهار صوتك الشخصي. لكن لتعلم أنه ليس لنا إعلاميين. لنا أجهزة يركبها كل من هب ودب

Valeur  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 12:26           
هذه هيا لوطنية وحب الوطن فعلي الصحافين في تونس أن يتعلمواالدرس علي أنالوطن أغلي وأعزمن هذه المهاترات حتي لوكانت صحيحة

AhmedFrance  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 11:27           
Merci monsieur krichen . il faut les éduquer ces pseudos journalistes qui n'ont aucun respect pour leurs pays!

LIONTUNIS  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 10:23           
تحيات و تقدير إلى كل التونسي في كل مجال التحري قبل الحكم. كما اشكر الاستاذ محمد كريشان على ذكائه في تسير موقف قبل الوقوعه في الفخ تحريض على الفتن.

Swigiill  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 10:18           
بعض الصحافيين
مثل المتسول الجائع الذي ترمي له لحما نتنا قد يتسبب في هلاكه لكنه ياكله بنهم شديد دون التحقق منه.

SOS12  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 10:16           
خــــــــصوصـــــية

ستقام الدولة المدنــــية في تونس بجـــهد كــــبير

وبـــــــــتقطع احــــشاء الصحفيين القدامى والمدونون الجــــــدد

من الدخل ومن بعض القنوات مثل الجزيرة وفرنس24

ورزق الحاسد عــــند المـــحسود

Swigiill  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 10:13           
التزغريط اكثر من الكسكسي.

Mortaucons  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 10:12           
Une analyse qui se veut objective pour des journalistes qui sont en réalités des voyous et des pourris

Nouri  (Switzerland)  |Mardi 2 Avril 2013 à 09:48           
Le journaliste tunisien est comme un "tabbel d'un mezoued" qui se prend pour mozard.

SHARNY  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 09:26           
Bravo monsieur krichene vous méritez tout le respect .

Kattou  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 09:01           
Bravo krichen. tu as donné un cours de journalisme à des pseudo-journalistes dont le passage à l'institut de presse de tunis n'avait servi à rien.
en tunisie, nous souffrons, malheureusement, du manque de discernement et d'un manque flagrant du respect de la déontologie, sans compter le niveau, effroyablement, bas de la majorité de ceux qui ont choisi d'embrasser la carrière de journaliste. ni en arabe, encore moins en français, ces journalistes qui ont trouvé, dans la pléthore des chaines radio et tv, un échappatoire se permettent, même, des vulgarités pour contribuer au nivellement, par
le bas du niveau intellectuel et culturel du citoyen tunisien. la preuve vient d'être donnée par les resultats d'une enquête qui fait ressortir que 80 pour cent des tunisiens n'ont jamais acheté ou lu un livre.
pour conclure, je te dis cher krichen que tu as beaucoup de chance que tu ne vis pas dans ce pays et que tu as échappé, ainsi, à la médiocrité

Tasim  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 08:58           
برجولية زايدالمعللم معللم

Chebbonatome  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 08:07           
عليّا و على أعدائي
جماعة لا يعجبهم العجب
منطق الخاسرين
انهم يسرقون الفرح من أعيُن التونسيين

Kahlaoui  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 07:42           

لا ينفع العقار في ما افسده الدهر... انهم حثالة لا مثيل لها... يكفيك ان تتابع نقمة تي في نعم نقمة بالقاف لترى مستويات لن تراها حتى في مكرونيزيا.... انهم تربوا عند بال علي بال و ليس بن.. و ما دام من هب و دب له جريدة و تلفزة و لا من *مشكم* لهذه الفئة فلن يهدا لهم بال حتى يتقاتل التونسيون و هذا ما يسعون اليه ليرجع سيدهم بال علي او يتحسر التونسيون على ايامه... و المشكلة الامر ان هناك من ما زال يصدق صحافيي تونس

Nouri  (Switzerland)  |Mardi 2 Avril 2013 à 07:33           
Un bon article, merci monsieur krichen

Libre  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 07:26           
Les jjjjournalistes tunisiens sont des gens qui n'ont pas de principe justes alienes a des commerçants pourris et corrompus sont des menteurs anciens leches bottes des nuls amis des voyoux par consequent sont juste des delinquants
et le ministere de l'interieur doit les poursuivre

SOS12  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 07:26           
س كــــــــرشان

نـــجدك هاته المرة كتبت بـــجدية خلافا لما كتبتــــه من قـــــبل

الا تــــعلم ان كل الاجــــهزة مـــريضة ولــــكن اشدها فــــتكا هو الاعــــلام

فاصبحت بعض الاطراف فيه تمارس علاقات مشبوهة مع سياسيين وحقوقيين وامنيين وافتكو دور المخابرات المعهودة
وباسم الصحافة الاستقصائـــية اجازو لانفسهم الجوسسة المقنــــــنة فكان اخراجهم شــبهات واحتقرهم المتتبع
اما الاجهـــزة الرسمية بــعللها القديمة والجــــديدة فـــخيرت الــــصمت على جـــــهاز مـــاضيه محموم وحاضره متلطخ بالخيانات والوقاحة والوشاية والسخرية

Mandhouj  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 06:59 | Par           
Ce qui nous manque en Tunisie: une vraie intégration des objectifs de la révolution. Nombreux, sont les tunisiens qui croient encore que le système ben Ali doit et peut revenir encore une fois, dommage pour eux. Il faut une révolution au niveau de leur mental collectif... Comment gagner çà? Il faut de l'effort. Ben Ali harab. Mandhouj tarek.

Elahrardjerba  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 00:28           
المشكلة سيدي فى انعدام الثقة ،دخلنا دكتاتورية جديدة اذا انتقدتك اصبحت عدوا لك،التيار الحاكم الان همه الكرسي ،لم يتغير شيء في بلدى سيدي سوي نوعية الدكتاتورية التى اصبحت تحكمنا،الرشوة زادت،الفساد اكثر من الماضى.....

AhmedMed  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 23:23           
والله كلهم يمارسون الدعارة لا اكثر و لا أقل // وإن في الأمر بعض الصدقية ما تراخوا لحظة واحدة
انما الأمر يا سيدي مثله مثل الـــ1.400.000 التي كذبها ولد حميدة وصدقها الأقزام لعلهم يكبرون ولو في المرآة
هؤلاء الصغيرون (لا الصغار) يبحثون عن أي شيء يخفون به قزميتهم
أما ثانيا فإن الأمر يتعدى أن يكون البحث عن خبر ن بقدر ما هو ترك البلاد في حالة استنفار قصوى 24 ساعة /24 ساعة كي لا يرد هذا الشعب انفاسه ليرى ماذا يجري
3.إن وصية موسيليني :اكذب واكذب حتى يصدقونك يمارسها اليوم الكذابون والسفهاء في بلادي التي ك كأن لم يبق بها غيرهم
4. موعدنا في الحلقة القادمة سنقزمهم أكثر إلى درجة لن يتعرفوا بها إلى ذواتهم
ومثلما يردد طارق "بن علي هرب" خلي يا بن حميدة والا بن غربية


Khalfaoui  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 22:43 | Par           
اخر جملة في المقال يحترم نفسه و مهنته و الحقيقة و جمهوره ... أسف سيدي الكريم لا يوجد في تونس

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 22:29           
دورة تدريبية للصحافيين التونسيين ممن نصب نفسه زعيما لهم ....


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female