إلى منكري سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم

<img src=http://www.babnet.net/images/8/taalbiiikkkk.jpg width=100 align=left border=0>



بقلم حـاتـــــم الكـــــسيبي







لستم بالقرآنيين فذاك اسم لا يصلح لمُسمّى، وما تلوكونه عبر وسائل الإعلام المغرضة لا يعدو أن يكون سوى خزعبلات قديمة جديدة ابتدعها المستشرقون الملاحدة ونشروها في عوالمهم وثقافاتهم فأخذتموها عن جهل وقلّة دراية بدين أجدادكم، واخترتم مسلكا تخالونه يحفظ الدين و الحداثة في آن واحد، ولكنكم أخطأتم الطريق وتهتم في فيافي الجدل العقيم و السفسطائية.

إنما القرآني من تعلق قلبه و روحه بكتاب الله العزيز فحفظه عن ظهر قلب وطبقته جوارحه فالتزم حدوده واتبع حلاله وانصرف عن نواهيه. فالقرآني يرقى درجة عند كل آية يقرؤها يوم القيامة ويرتل ما وعاه صدره فينال المراتب العليا مع الصديقين والشهداء. أما تسميتكم التي اخترتموها فهي لا تعدو أن تكون إلاّ كمن يطلق على الفحم اسم البياض أو يسمي الأعمى بصيرا. كيف لكم أن تنكروا سنة رسول الله وقد جاءكم بالوحي وصحابته أهل محبته و أعضاده في الفتح وتركيز الدين، ففيهم المبشرون بالجنة كما أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفيهم من أجرى الله على يديه الكرامات، فمعظمهم قوّامون صوّامون لا يدخرون جهدا في سبيل الله، فماذا فعلتم للإسلام حتى تقارنوا أنفسكم بهم وتسمحون لألسنتكم أن تنال منهم أو أن تقللوا من شأنهم؟

قد يلج منكرو سنّة محمد صلى الله عليه وسلم باب التشكيك في التاريخ و طول الأمد بين البعثة و تدوين السنّة، فيدّعون التحريف والتزوير. و لكنّ هذا الباب ضيّق لا يسمح بتمرير مثل هذه التّرهات بعد أن تعهد الله بحفظ الوحي و قد ارتضاه ليدوم إلى آخر الدنيا ولكافة البشر. فما بالك بصانع يبيعك آلة حديثة دون كتاب يساعدك على تشغيلها وتحديد مواطن الخلل إن قدّر لها أن تتعطب، ثم ما رأيك في قوم يحكمهم دستور أعد بكل تمحيص و تمعن ولكنهم أغفلوا إحداث القوانين المنظمة و المنبثقة عن ذلك الدستور. إنّما ينمّ هذا الجحود و الإنكار لسنّة خير الأنام على هروب من التكليف وانغماس في حيوانية الإنسان، فدون سنّة لا يمكن لنا أن نحسن الصلاة ولا الزكاة ولا الحج ولا غيرها من المناسك، فكل التفصيل جاءت به السنّة وبيّنته بكلّ وضوح وتدقيق. فقد يزعج التكليف بعض المنتسبين إلى دين الإسلام ويجعلهم في حرج القيام بالعبادات فيدرؤون تلك الغضاضة بأفكار لا أساس لها و بيان، فيقفون موقف التلميذ الغبي الساقط في الامتحان ويطالبون بآية واحدة من القرآن الكريم تنصّ صراحة عن سنة رسول الله. ولقد كرّمه ربّه وعصمه من المعاصي و الكذب والنفاق والرياء وكل الأمراض التي تصيبنا، فذكره بعديد الخصال ولعلّ الآية التالية دليل من الأدلّة العديدة التي تنزّه كلامه وأفعاله صلى الله عيه وسلم، قال تعالى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى  وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى . أمّا عن ورود لفظ سنّة في القرآن فيعتبر ذلك الطلب سفسطة بالغة البله و الحماقة، فكتاب الله ما كان في يوم من الأيام قاموسا للغة العربية، ولن تجد فيه أيضا عديد الكلمات كقانون و تاريخ و آلة و غيرها كثير و كثير. أما إن كان القصد بالسنّة اصطلاحا فيكفيكم كلام الله دليلا و حجّة، قال تعالى : مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم حين تنبأ بمقدمكم وأخبر عنكم منذ قرون مضت، فعن عبد الرحمن بن أبي عوف عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه .





Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 62759

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Mercredi 3 Avril 2013 à 08:58           
عجبا من عديد التعليقات التي دافعت عن الشيخ المتصابي دون علم ومعرفة بما قال وصرّح، فيذكرهم كاتب المقال بالآية والحديث ولكنهم ينصرفون إلى أهواءهم فيحبذون قولا غير قول الله ورسوله.
للتذكير شيخكم المتصابي نعت السنة الفارطة على أمواج الأثير أم المؤمنين عائشة ب "قح....." فهل هذا دليل ايمان وقرآن أم خرف وبلاهة ألا تفقهون الآية " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً "

Ragov  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 17:55           
و كثيراً ما وقع للمؤرخين و المفسرين و أئمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثاً أو سميناً و لم يعرضوها على أصولها و لا قاسوها بأشباهها و لا سبروها بمعيار الحكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تحكيم النظر و البصيرة في الأخبار فضلوا عن الحق و تاهوا في بيداء .....الوهم و الغلط ابن خلدون

Medoxos  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 17:33           
حسب ما سمعت الطالبي يرفض كل حديث يتعارض مع القران، السؤال إلي نحب نسمع إجابته من اللذين يعارضون الطالبي، هل أن فكرة الأستاذ الطالبي فعلا توحد جميع المسلمين أم لا ؟؟

Langdevip  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 17:23           
@mousalim
bien dit

Ragov  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 17:10           
لم افهم ما الذي اختلف فيه كاتب هذا المقال مع الطالبي؟؟؟ الطالبي لم يرد السنة النبوية الواردة علينا نحن الان جملة و تفصيلا.. انما رد الاحاديث و السنن المنسوبة زورا و بهتانا للنبي الاكرم و التي للاسف تسرب بعضها للصحيحين... اذ انه يقول بالسنة و الاحاديث التي لا تتعارض مع كتاب الله و ليكن في علمكم ان الطالبي ليس اول من طرح هذه المسالة ....اقرؤوا الصفحة الاولى من كتاب المقدمة لابن خلدون و انظرروا ماذا قال ابن خلدون 1452ميلدي

Srettop  (France)  |Mardi 2 Avril 2013 à 09:51           
في إيران هناك أحاديث في ...الصهيونية

MIMIMIMI2  (Tunisia)  |Mardi 2 Avril 2013 à 00:46           
Monsieur talbi est au dessus de vous tous

vous ne lui arrivez même pas à la cheville

Toonssii  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 21:28           

@ omar usa

toujours des commentaires plus ou moins déplacés , et cette fois-ci complètement hors match comme l'été le club africain lors du derby (malgré que je suis clubiste ).!
t'a pas étudié les sciences du hadith pour en parler..!
les règles et les conditions d'admission du discours prophétique sont sévères à un tel point que les discours qualifiés d'authentiques ne peuvent jamais être mentis et à la limite s'ils sont pas transmis littéralement (comme c'est le cas majeur), ils assurent au moins le sens du discours ..


OmarUSA  (United States)  |Lundi 1 Avril 2013 à 15:38           
L'auteur de l'article ne semble pas vraiment comprendre la pensee' du dr. talbi, qui est loin d'etre un ignorant comme il veut nous faire croire l'auteur bien illumine'. en manque d'arguments, l'auteur lance des insultes ici et la sans vraiment nous dire ou' est le tort. dr. talbi croit seulement aux hadiths qui sont en harmonie avec le texte coranique. les musulmans des deux premiers siecles n'etaient pas parfaits ou exemplaires, en
preuve toutes les tueries et dechirures commises au nom de l'islam. donc, il aurait pu arriver que des hadiths soient inventes' ou modifies' pour une raison ou une autre. talbi est un innovateur digne de tout respect et sauf les ignorants peuvent craindre toute nouvelle tentative qui ne ressemble pas aux livres jaunes.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 12:23           
منذ بدء تاريخ الانسان العاقل كان الصراع بين اتجاهين اتجاء الحرية المرتفعة السقف مع حدود صغيرة وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ واتجاه رافض للموانع ويطالب بالحرية المطلقة عبر شن الحملات الاعلامية المظللة بقلب الحقائق لمنع أي التزام بالمحاذير -ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو
تكونا من الخالدين -ومنكري السنة هي لغاية التنصل من الموانع وتحويل الاسلام لدين بلا شريعة وطرقات بلا علامات منظمة للجولان .والسنة في حاجة لاعادة تنقيتها مما يتناقض مع القرآن الكريم وما يتنافى والصفات التي وصف بها الخالق سبحانه وتعالى رسوله الكريم عليه الصلاة وأزكى التسليم ....

AhrarTounes  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 11:29           
الله أكبر و لله الحمد

Adell  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 10:42           
حسبنا الله فيهم ومن يدعمهم من وسائل الأعلام الفاسدة نقمة تونسية ....لخِ


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female