التجهيل الإقتصادي ....إلى متى؟؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/8/moezjoudilarge.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي (*)

في القاموس اللغوي للمجال الاقتصادي لا وجود لمصطلحات إسمها صيحة فزع أو نداء إستغاثة أوناقوس خطر لأن هذه مصطلحات أدبية إنشائية تعكس حالة نفسية عصابية وإرتباكا قد يكون ناتجا عن الجهل والأمية الإقتصادية أو الرغبة في الاثارة بهدف تحقيق أهداف بعيدة عن حقيقة المسألة الاقتصادية وإن كثرة وتواتر إستعمال مثل هذه المفردات في المشهد التونسي يبدو أن لها غايات سياسية وايديولوجية غير بريئة خاصة إذا علمنا أنها كثيرة الاستعمال من أطراف نعلمها لا تعرف معنى للمهنية والحرفية ومازلنا نتذكر كيف كانت هي نفسها منذ زمن قصير تصدع رؤوسنا بأكذوبة المعجزة الاقتصادية لصانع التحول والتغيير .





فمن الحقائق المؤكدة أن الاقتصاد التونسي ليس على أحسن ما يرام وذلك لأسباب سابقة عن الثورة ومعطيات لاحقة عنها ولكنه في أسوأ الأحوال ليس في الحالة الكارثية التي يصورها البعض ممن يريد الاستفادة من هذا الوضع سياسيا ويحاول جاهدا المزايدة في هذا المضمار فالشيء الثابت أننا لسنا في حالة إفلاس ولا إنهيار بل نعيش حالة ركود وتقلص لفرص التوظيف والاستثمار وأن فرص النهوض والتجاوز متوفرة وممكنة لو وضعنا الخلافات السياسية والايديولوجية جانبا وعملنا على إنقاذ الموقف بطريقة جدية وصادقة

إن التركيز المبالغ فيه على حوادث عرضية واشكاليات آنية وتضخيمها بطريقة غير عقلانية من شأنه أن يربك المشهد الاقتصادي ويجبر أصحاب رؤوس المال على الانكماش والانتظار في وقت نحن في أمس الحاجة للطمئنة وإعادة الثقة للمستثمرين لكي يقتنعوا أننا نمر بكبوة اقتصادية محدودة في الزمن والتداعيات وأن رجوع النسق العادي للتنمية ما هي الا مسألة وقتية وظرفية و هذا الكلام ليس من باب التطمين والتفاؤل المبالغ فيه بل يرتكز الى حقيقة مرونة الاقتصاد التونسي وقدرته على إمتصاص الصدمات و تجاوز الازمات على مر الفترات السابقة رغم تغلغل وإستشراء منظومة الفساد والإفساد داخله ( رشوة – عمولات - محسوبية – محاباة )

و لنا أن نتساءل لماذا تصر بعض المنابر الاعلامية الورقية والالكترونية على نشر مقالات غير مهنية وغير حرفية و تحاليل مشوهة للواقع لا تستند الى معطيات دقيقة بل تعتمد المغالطة والاثارة في مجال تخصصي علمي لا يحتمل اللغة الانشائية والتحاليل الزائفة وهذه من الوقائع التي تثيرالشكوك والريبة خاصة مع توالي وتواتر مثل هذه المقالات والتحاليل التي تذهب بعيدا في نشر صورة سوداوية و مبالغ فيها عن الوضع الاقتصادي التونسي .

ولازلت أذكر ولن أنسى ما حييت كيف إنتفض محافظ البنك المركزي السيد الشاذلي العياري ذات يوم في وجه مقدم الأخبار الرئيسية بالتلفزة الحكومية لما أصر هذا الأخير على عناده بكل حمق وصلف والتشكيك في تصريحات المحافظ وكيف يجرؤ صحفي غير متمكن من أبجديات التوازنات المالية والاقتصادية الكبرى من مناقشة ومحاورة أحد أهم وأبرز القامات الاقتصادية والمالية التي أنجبتها تونس منذ الاستقلال
لقد أنتفض في وجهه محافظ البنك المركزي وهو المعروف ببرودة الدم و بالهدؤء والسكينة وقال له بنبرة حادة :
نحن نعيش مشاكل إقتصادية و أنتم تركزون على السلبيات و تتعمدون طمس الايجابيات... أنتم تعبرون على نقمتكم ولا تقدمون نظرة موضوعية... .تقولون ليس هناك تنمية وهذا غير صحيح ....تقولون ليس هناك تقدم وهذا غير صحيح .....وأنتم تتجاهلون مجهوداتنا لتوفير السيولة الكافية للبنوك بدون أي خلل وتغضون النظر عن الأموال الطائلة التي سحبت من البنوك إبان الثورة الناتجة عن خوف حرفاء البنوك ونحن بصدد إستردادها شيئا فشيئا بإرجاع الثقة وأنتم تحاولون إحباط المعنويات .
حدث هذا الحوار في التلفزة التونسية أمام ملايين المشاهدين بين مدرسة من مدارس الفقه المالي والاقتصادي بتونس وبين صحفي غارق في الأمية الرقمية والجهل الإقتصادي .

وفي الختام نؤكد إن المنابر الاعلامية و الاقتصادية موكول لها مهمة تنوير الرأي العام التونسي حول الاوضاع الحقيقية بدون تلميع مفتعل ولا تشنيع مبالغ فيه وهذه المهمة لا يمكن أن تنجح بدون التخلص من مخلفات العهد السابق والتي كانت لا ترى من الالوان الا الاسود القاتم أو الوردي الزاهر لقد آن الأوان لكي تهب رياح التغيير على الاعلام الاقتصادي التونسي ويتحول الى مجال التخصص والتمكن من أبجديات معاني المؤشرات والمعايير المالية والاقتصادية والتخلص نهائيا من عمليات إستغلال المؤشرات المالية والاقصادية للتنادي بقرب إنهيار إقتصادي غير موجود الا في المخيلات أو في الجهة المقابلة في تلميع إنجازات وهمية أو مكاسب خيالية ولن يتأتى لنا ذلك الا إذا تركنا المزايدات السياسية جانبا وعملنا على تنوير الرأي العام بالحقائق الاقتصادية إيجابا أو سلبا بدون تهويل ولا إثارة لأن السفينة لو غرقت لا قدر الله فلن ينجو من الغرق أحد.

(*) كاتب تونسي وخبير بنكي


Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 61629

Nader1er  (Tunisia)  |Mardi 12 Mars 2013 à 17:33           
عادل السمعلي عضو نقابة الصحافيين لما كان يترسها ناجي البغوري زمن بن علي و هو منقلب عن الهيئة الشرعية بتعليمات من عبد الوهاب عبد الله ...يا عادل ،ساندت ديكتاتورية بن علي الفاسدة ، و ها انت تساند ديكتاتورية تجار الدين الناشئة ...لذا لا يسعنا الا ان نقول صحة اللحية يا تجمع و ان لم تستح فلن ندعك تفعل ما تشاء

TITI2  (Tunisia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 15:06           
من لا يعرف بعْدُ بأن بلادنا نكبتها في ما تدّعيه بعض من نخبتها...

Observateurneutre  (Saudi Arabia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 14:11           
Free_mind (tunisia)
la tunisie n`a jamais de son histoire atteint une réserve supérieure a 142 jours .... cette année elle a atteint un max de 116 jours et elle est aujourd`hui a 107 jours ... nous avons payé début mars une tranche importante des crédits sur l`année 2013.... tu veux savoir autre chose avant de dire n`importe quoi???????????

Fikou  (Tunisia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 13:02           
البلاد هاززها الواد وسي عادل السمعلي يقول عام صابة
كان أجدر بك أن تخصص موضوع عن التجميل الإقتصادي الممنهج من طرف الحكومة وٱبواقها من أشباه محللين

Tounsi_Classe  (France)  |Lundi 11 Mars 2013 à 12:07           
@l'auteur de l'article: ces termes sont utilisés partout dans le monde! les opposants en france par exemple parle de catastrophe, de crise, ...

il semble que vous êtes isolé du monde et qlqn qui parle d'économie doit avoir une culture économique et bien informé dans le monde économique mondial

puis je t'invite de lire un article récemment publié qui compare le bilan du maroc et celui de la tunisie durant ces deux ans, tu vas pleurer sur ton pays (bien évidement si tu l'aimes vraiment!)
a titre d'exemple, le maroc a réalisé 93% de son projet 2020 (qui vise 20 millions touristes et entrer au top 20 des destinations mondiales), avec une progression d'investissement étrangers de 28% en 2012 (incomparable à celui de la tunisie car il ne le doit pas aux opérations de privatisation et d'acquisition d'entreprises ayant appartenu au clan ben ali)

voilà, si t'essaie d'analyser en profondeur la situation économique loin de vos fantasmes politique ça sera plus intéressant pour vous et les lecteurs!
a bon entendeur dans l'espoir de lire la prochaine fois un article de qualité à la hauteur d'une personne se dit "khabir économique" car chalektoulou son niveau "khabir"

Ammar  (Tunisia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 10:42           
Moez eljoudi ou l'expertise économique.... rcdiste à 4 sous

Ronin  (Tunisia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 10:15           
Les pires ennemis de l'écononmie tunisienne sont l'ugtt, l'ugtt puis l'ugtt!

Nasseur  (Tunisia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 10:07           
بعد الانتخابات و إثر فشل الكثير في نيل ثقة الناخبين كثر استعمال مصطلحات مثل التخوفات و المخاوف و و الارتبك و التردد و الانحطاط و التراجع و التدني و الفشل... و ما إلى ذلك من العبارات التي تعبر عن موقف سياسي و إيديولوجي متخذ تجاه من يقومون بتسيير شئون البلاد، و لكن غالبية المواطنين متفطنون لهذه النخب الفاشلة و هم لهم بالمرصاد

Alchahadatolileh  (Tunisia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 10:04           
هناك لا يمت لأهل الإقتصاد بشئ دائما لا ترى إلاوجهه في كل مندبة من منابر إعلامنا العميل للإستعمار الفرنسي البغيض الذي لم يتوقع أن جل الشعب التونسي يبغضه ماعدى الأقلية التي طلبت منه التدخل في شؤن بلادنا العزيزة أن ردوا ان تونس إنهارت إقتصاديا هاك النهار بحول الله لن تروه أبدا رغم قائد الزطلة قاتل اليوسفيين والذي باع تونس

Free_Mind  (Tunisia)  |Lundi 11 Mars 2013 à 09:18           
Après le pret que la tunisie a eu il ya 3 ou 4 mois on avais une réserve de devise de plus de 160 jours.
aujourd'hui on est a 106 jours.
on a perdu le tiers de nos réserves de changes en 3 mois


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female