المواطن ''فــدّ'' أو عزوف المواطن عن السياسة والسياسيين

<img src=http://www.babnet.net/images/6/drkhaled.jpg width=100 align=left border=0>


د.خالد الطراولي
[رئيس حركة اللقــاء]



أحمل عبر هذه السطور رسالة إلى عنواني وإلى غيري من السياسيين، من واقع متأزم يحمل رمادية المكان والزمان، رسالة من المواطن البسيط وغير البسيط، الذي لم يعد يهتم كثيرا لهذه الموائد المستديرة والمستطيلة، ولهذه الحوارات المتلاحقة، وللوجوه التي تصول وتجول من منبر لمنبر ومن شاشة إلى أخرى وتدخل علينا بيوتنا وتنغص علينا أحوالنا.



السياسيون اليوم في واد والشعب في واد آخر، الأحاديث المملة والمواجهات الديكية بين المنافسين السياسيين، واستعراض عضلات الخطابة ومسرحيات التنابز بالألقاب من باب خفي، وحيث كل فرد يغرد على ليلاه، لم تعد تجد صداها عند المواطن العادي المهموم بقفته وربطة المعدنوس وباكو الحليب ، بل هناك حالة من الملل والضجر وحتى الغليان الخفي الذي يمكن له أن يتعاظم وينفتح على المجهول.
ليس هناك أدنى شك اليوم، أن مصداقية رجل السياسة عموما قد اهتزت إن لم تكن اضمحلت، سواء كان في السلطة حيث لم يعد ما يجد ما يقدم من مطالب التريث والانتظار والتفهم والهدنة، وخيب آمال الكثير من التونسيين عن حق أو باطل، أو من المعارضة التي بينت من خلال جولاتها واستعراضاتها أن أغلبها يفقد الوعي الكامل لمسؤوليته الوطنية ويبقى في مربعه الناقد والرافض دون بديل...حملات انتخابية قبل أوانها نشهدها يوميا من أعلى هرم السلطة إلى أدناها في كل المنابر والشاشات، وحكايات قشرية تملأ المشهد وكأنها تريد للتونسي أن ينسى أو يتناسى حاله من غلاء وتدهور حالته الاجتماعية عموما، حتى اضحت السياسة أفيونا للشعوب، يريدها البعض مخدرا وملهيا عن الاحساس بحقيقة أوضاعهم.... رئيس وحكومة في ذكرى احتفال بالعيد الثاني للثورة في عقر دارها، عيد في مستوى القشور والفلكلور ووضع الدار لم يتغير أو هكذا يبرز...مجلس نيابي يتخبط من باب إلى باب ويتباطئ ويتلكأ، البعض يغيب والبعض يحظر جسده ويغيب عقله وبعضه يحج... الكل يريد للكرية أن تتواصل حتى يحلب ما يستطيع حلبه لأنه متيقن أن عقد الكراء لن يتجدد.
لن تفاجأنا الأيام القادمة بعزوف كلي للمواطن عن السياسة والسياسيين عموما ويمشي الباهي في جرة الخايب وسوف ترون انتخابات قادمة إن وقعت بغياب وانسحاب للمواطن يهز من مصداقيتها وحتى شرعيتها، ولن نتفاجأ من تذمرات تتصاعد نحو منازل ومستويات خطيرة ومهلكة.
هذه حال السياسة والسياسيين اليوم من زاوية المواطنة وهي أزمة هيكلية وليست ظرفية تنبع أساسا من ثقافة سياسية سلبية وإحساس خاطئ ومغشوش بالمسؤولية الوطنية واهتزاز قيمي وأخلاقي، من اعتبار للسلطة غير خدمة الناس والتفاني في ذلك، إلى اعتبارها موقع الامتيازات والمناصب والحقائب. ولن تتغير عقلية المحكوم إلا بتغيير عقلية الحاكم، ولن تتشكل عقلية العوام إلا بتغيير عقلية النخبة، ومن عقلية الامتيازات إلى عقلية العطاء والبذل... ولكن عندما تصبح السياسة موطن التكليف والعمل الدؤوب والشاق من أجل الصالح العام هل تجد الطوابير والصفوف وعراك الديكة من أجلها؟ ولكن وبعيدا عن الوعظ والإرشاد فإني أتلمس بعض الحل وفي أجلى تعبير عن هذه العلاقة وجدتها في هذه الآية الكريمة من سورة القصص [تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين] كانت الآية التي رددها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وهو في لحظات الإحتضار...رسالة غير مضمونة الوصول لذوي الألباب من السياسين وأصحاب القرار. رفعت الأقلام وجفت الصحف.



Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 58134

Adamistiyor  (Tunisia)  |Vendredi 21 Decembre 2012 à 00:18           
يا طراولي مهمتك ان تقدم مشروع للمواطن
لا ان ان تتمعن في وصفه فد او مافدش

Mandhouj  (France)  |Jeudi 20 Decembre 2012 à 23:12           
@ l'auteur, dans tous les cas on vit notre propre servitude volontaire (ةtienne de la boétie). nous étions capables de faire fuir ben ali, mais au même temps nous étions capables de laisser le gouvernement m.gannouchi se constituer avec l'ugtt équipe ben ali et certain partis du décor démocratique de ben harab (pdp...), au même temps nous étions capables de laisser faire venir bce pour nous raconter (...), et réorganiser sereinement les
mécanismes d'elfassade (...), nous étions capable de parvenir par le consensus à un mode électorale qui se discute, même s'il est assez représentatif à la société politique tunisienne. après tout ceux qui ont prédit la fin du monde pour le 21 décembre 2012, ils se sont trompés, il s'agit plutôt de la fin de l'automne, et de le début de l'hiver, et c'est là, en hiver, ou la semence reçoit assez d'eau et les arbres arrêtent de perdre leurs
feuilles mortes, et après l'hiver ce ne que le printemps, non pas le printemps arabe comme nous le présente certaines presses occidentales et même de chez nous, mais peut-être le printemps pour les objectifs de la révolution, l'espoir fait vivre. qol houa min indi anfoussikoum. servitude volontaire ou choisir librement ses représentants? le vécu de la personne, de la société reste le vrai effet miroir, une reproduction de ses propres volontés
et capacités. dans tous les cas la justice gagnera, la liberté gagnera et l’émancipation de l'individu se traduira par des meilleurs choix pour un meilleur avenir personel et collectif. ben ali harab, et on n'oublira jamais que ben ali harab. mandhouj tarek.

Averti22  (Tunisia)  |Jeudi 20 Decembre 2012 à 15:29           
مقال يحمل حقائق مرة وان كانت بنفس متأزم حيران . شكراي للكاتب وان كنت اضيف مصححا فكرته الرئيسية حيث اعتبر اصلاح الحكام والنخب سابق على اصلاح المحكومين وعامة الناس. بينما الاصل هو مقولة مشهورة : كيفما تكونوا يولى عليكم. فنحن نجني من خلال المستويات الضحلة لنخبنا وانعدام روح الريادة والبناء لديها ما اسسناه من خلال تدهور انظمة التعليم والتربية والثقافة والاعلام

Hahahahahaha53  (Tunisia)  |Jeudi 20 Decembre 2012 à 14:48           
Une analyse excellent que je partage entièrement

bravo a l'auteur

j’espère que les gens de l’opposition et de la troika vont le lire

Anouar12  (France)  |Jeudi 20 Decembre 2012 à 14:26           
Les bras casses et les ratés doivent partir du gouvernement :
moncef ben salem
rafik abdessellem


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female