الإسلاميون الوسطيون ليسوا كلهم نهضاويين

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/babnetlogoggg.jpg width=100 align=left border=0>



د.خالد الطراولي









ليست مفاجأة أن يصطبغ المشهد الاسلامي الوسطي في تونس بهيمنة حركة النهضة، والمبررات لذلك كثيرة منها التاريخ حيث كانت الحركة تمثل تجمعا هائلا لكل من يرى في المشروع الاسلامي حبل نجاة لواقعه المعاش، كما أنها تشكل ولا شك عند المواطن التونسي العادي ممثلا للإسلام في بعده السياسي. كما أن من الأسباب التي لا يجب إنكارها في هذا المجال هو البعد النضالي للحركة حيث ظلت شوكة في حنجرة الاستبداد ودفعت الثمن باهضا لذلك. غير أن هذه الأسباب الموضوعية زادها تمكنا البعد المادي حيث أصبحت حركة النهضة من أثرى الحركات السياسية على النطاق العربي، وهذه بوابة هامة للتوسع والهيمنة والتضخم. ولكن رغم هذه المعطيات لا يمكن أن تمثل النهضة كل الفسيفساء الإسلامية الوسطية حيث يمكن رصد مستويين هامين في هذا الإطار:





*الاسلاميون المستقلون :

هم لفيف كبير لا يستهان بعدده، منهم بقايا الاتجاه الإسلامي السابق والذين اختلفوا سابقا ولاحقا مع الحركة الأم لأسباب عدة وفضلوا البقاء خارج السرايا وقد حاولت حركة النهضة استرجاع بعضهم في المؤتمر الأخير وكان النجاح نسبيا. وهؤلاء يمثلون ولاشك مخزونا سياسيا هاما لما يحملونه من تجربة سياسية ورصيد نضالي حيث مروا من نفس طريق العذابات من سجون ومنافي، كما يحملون ولاشك إضافة نوعية للمشهد بتنوع آرائهم وقراءاتهم التي تنبعث من المرجعية الإسلامية.

كما نجد صنفا آخر من الاسلاميين المستقلين تتمثل في مجموعة كبيرة ممن عايشوا التجربة السياسية عن بعد وكانت عصا الجلاد وسنوات الجمر قد حبستهم عن البروز وفضلوا الاكتفاء بضمان الحد الأدنى من إسلامية مشروعهم، الذي وقع اختزله في تربية أولادهم ومحافظتهم على الجانب الشعائري في حياتهم الخاصة والأسرية دون أن ينسوا الطابع السياسي لمشروعهم النضالي الذي وضع على الرفوف في انتظار أيام أسلم. وهؤلاء لا يمثلون صنفا متجانسا ولا شك حيث التحق بعضهم بصفوف حركة النهضة وفضل آخرون البقاء خارجا لعدم مطابقة آرائهم ومقاربتهم مع أطروحات الحركة.

أما الصنف الأخير من الإسلاميين المستقلين فهم ممن اكتشف البعد السياسي للمشروع الاسلامي عبر مطية الصحوة والباب الشعائري، والذي ساهمت الثورة بتجليه عبر إطار الحريات المتاح. وهؤلاء صنف جميل وعلى الفطرة لم تطبخه السياسة بعد ولم يعرفها من بوابتها المعتادة، ويمكن أن يشكل لاحقا إضافة نوعية للمشروع السياسي بإدخال جانب مهم من البعد الروحي للميدان السياسي وربط مشروع الأرض بمشروع السماء في إطار من التسامح والسلام.



*الإسلاميون المتحزبون :

ويمكن الحديث عن نوعين، منهم طرف التحق بالعمل السياسي من بعد الثورة وهو يحمل المرجعية الاسلامية في جعابه فنال التأشيرة لحزبه ويمكن الحديث في هذا الباب عما يقارب العشرة أحزاب مثل حزب الأمان والأمانة والعدالة والتنمية وهي أحزاب جديدة على الساحة يغلب على بعضها ارتباطها بمؤسسها مع غياب نسبي للمشروع وعدم وجود إضافات وتميز واضح في أطروحتها السياسية ولذلك فهي تكاد تكون غائبة على المشهد وانحسر فعلها بعد الانتخابات وبقي منحصرا في بيانات يتيمة لأحد الأحزاب دون غير.

أما النوع الثاني فيمكن اختزاله في حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي، حيث مثلت هذه الحركة اختلافا في مستويين عن بقية الطيف الإسلامي الوسطي، فهي تأسست قبل الثورة سنة 2005 من قبل مجموعة من الأفراد في المهجر وبقيت تكتب مشروعها على صفحات موقعها على النات والذي وقعت قرصنته من قبل نظام بن علي عديد المرات[www.liqaa.net]. فهي بالتالي تتميز بتراكم كتاباتها ونضالاتها على الشبكة العنكبوتية ووجدت في الهجرة فضاء حر للإبداع والإنتاج ونشرت عبر مؤسسها 5 كتب في هذا المجال. كما تتميز هذه الحركة بإضافتها للمشروع السياسي بتركيزها على البعد الأخلاقي والمنظومة القيمية، حيث جعلت الأخلاق مكونا لرمزها وشعارها ثم جعلت البصمة الأخلاقية والقيمية تلازم كل مشروعها في مستوياها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حيث برزت كتابات الصيرفة الاسلامية والاقتصاد الاسلامي كمنتوج أخلاقي وقيمي لهذا المشروع. أما التميز الثالث الذي تحمله هذه الحركة فهو البعد الحضاري لمشروعها حيث لا تختزل إضافتها في بابها السياسي والاجرائي ولكن تسعى إلى تكوين مدرسة في الاصلاح والنهوض الحضاري من بابها الأخلاقي والقيمي.



ختاما

إن المشهد السياسي الإسلامي الوسطي قادم في الأيام القادمة على التشكل من جديد عبر إيجاد قطب سياسي مختلف عن حركة النهضة، يوجد توازنا محمودا داخل هذا الإطار ويشكل بديلا جديا ومنافسا، وينقذ المشروع الاسلامي من التغول أو الاستعلاء أو السقوط أو حتى الزيغ في بعض الممارسات والاجتهادات غير المحمودة، وذلك عبر قراءة أخرى للمرجعية الاسلامية في بعدها الوسطي مع إضافات جديرة بالاهتمام وتحوم غالبا حول سباعية محورية : الإسلامية، الوطنية، الأخلاقية، المدنية، الوسطية، الواقعية، والمعيشية.



Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 53167

Maxula  (France)  |Jeudi 16 Août 2012 à 23:59           
Excusez-moi mais il me semble déjà que le titre de l'article comporte deux termes contradictoires, les linguistes appellent cela "oxymore"ou pour les purites "oxymoron"...
en effet les termes "islamistes" et "centristes" (donc dans son acception "modérés") sont contradictoires parce que je ne crois pas que l'on puisse être à la fois "islamiste" (l'islam serait-il devenu une idéologie...?) et "modéré"...
un "islamiste" ne peut pas être "modéré" puisque son but -ultime- c'est de gouverner selon le coran (devenu bréviaire...) qui ne souffre d'aucune lecture autre que littérale...ou au pied de la lettre...
on ne peut pas interpréter le coran...on le prend comme tel, dans sa totalité, sans interprétation possible sinon on n'est pas "islamiste"...donc, pas musulman aux yeux des islamistes...
enlever donc le terme "centristes" (ou "modérés") du titre redonnerait toute sa cohérence à l'article...à condition bien sûr de revoir celui-ci de fond en comble...ce qui reviendrait à le soumettre au miroir de la réalité...la triste réalité de l'idéologie religieuse (cf. le chiisme en iran...ou le sunnisme en arabie...).
à bon entendeur, salut...!

Nejmeddine  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2012 à 19:37           
Bravo docteur mais on veut une concrétisation, on aimerai bien voir le parti liqaa avec son histoire guider de telle alternative pour sauver comme vous le dites le projet islamique

Srettop  (France)  |Jeudi 16 Août 2012 à 15:15           
متأسلم سواء نهضاوي، سلفي ،أخونجي، كلو حاج موسى و موسى حاج

Arabi  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2012 à 14:57           
Article superflux et très légès.

Civil  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2012 à 10:34           
كل مسلم حق و الحمد الله لابد ان يكون الاسلام هو مرجعه للحكم على ما يعترضه من مسائل حياتية يومية
وهنا يكمن دور الامام في توضيح المسائل للعامة و تبيان ما ورد فيه نص و الاجتهاد و تحكيم مبدا الشورى في ما يخص الامور اللتي لم يرد فيها نص
و هذه المرجعية طبيعية عند المسلم بل ضرورية لاكتمال دينه فلا يمكن ان يعيش المسلم بعيدا عن الفقه الاسلامي الذي سيرشده ان كان ما سيأتيه من فعل مباح و ماهي عاقبته في الدنيا و الاخرة
اما و قد انقطع السبيل بالمسلم عن فقهاء عصره
و يرجع ذلك لتواتر الحكام الظالمين في اخر عهد الخلافة ثم ما ارساه الاستعمار من مرجعيات دخيلة
برز لنا واقع جديد
اصبح فيه المسلم مطالبا بترك دينه وتبني قيم جديدة تتناقض مع ما اوصى به المولى عز وجل في الرسالة المحمدية
و اصبح المتمسك بما فرضه الدين الحنيف في ما يتعلق بتنظيم المجتمع متعصبا و متشددا حتى انه في عهد الشرفي سيء الذكر تم استبدال السور التي بها ايات الجهاد من البرنامج الذي يدرس لتلاميذ الابتدائي و هذا على سبيل الذكر لا الحصر
و كاننا نستحي من بعض ما يوجد من ايات قرانية لا تتماشى مع المواثيق الدولية و التسامح بين الشعوب
و في ظل هذا الواقع و بعد الثورة الكثير انتخب النهضة على سبيل الانتقاء
par élimination
و ليس موالاتا لها او اتفاقا و قناعة تامة بافكارها و توجهاتها
و لان باقي الاحزاب اما ستعيد التجربة التى تدعى بالدستورية و التي اصبح لدى الشعب حساسية مفرطة منها
و اما ترتكز على افكار تتعارض مع الاسلام كالشيوعية و غيرها و مهما كذب الرفاق محاولين الخداع و القول بغير ذلك فالشعب واع بنقاط الخروج عن سياق الاسلام في افكارهم
في الختام الاعتدال و التسامح هما اساس التعامل في المجتمعات المختلطة
وهنا وجب الاعتراف بالفسيفساء المكونة للمجتمع
و بان معظلة تونسي =مسلم لم تعد بديهية
و ان حصر الاسلام في حزب من اكبر الاخطاء بل جريمة في حق الاسلام و المسلمين

SOS12  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2012 à 10:32           
Monopole

dans toutes ses conventions nahdha n'a jamais monopolisé l'islam y compris celle de 1981.

nahdha, parti civil, à référentiel islamique et non occidental avec le maintien du journal cps.

m.kaled à parti :

islamiste
centriste
citoyen
civil

se sent malheureux de voir nahdha ayant le même
profil, mais avec la grande avance sur tous les partis islamistes et laïcs.

nous proposons à m.khaled de se présenter à la justice et demander du juge administratif de lever les droits du parti nahdha et de monopoliser lui même tous les droits.

la suppression de nahdha de l'espace politique pourrait calmer tous les partis et m.kaled qui partage les mêmes valeurs.

Lechef  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2012 à 05:40           
C'est tout à fait raison car cette masse d'islamiste a voté aussi ennahdha durant les dernières élections . mais avec les mauvais résultats escomptés et les quelques dérapages visibles actuellement , d'autres distorsions et répartitions verront le jour avec une majorité islamiste , modéré et tolérante dans l'application de chariâa. en effet , tout texte de coran qui est indiqué en clair , précis et à la portée de tout lecteur sans aucune
ambiguité , ne nécessite aucune discussion au préalable et sera appliqué sans discussion préalable exemple '' le mirath'' , mais les textes susceptibles de plusieurs interprétations où les savants eux-mêmes ne sont pas réunis pour une seule explication , le dialogue est permis jusqu'à l'accord de la majorité . a mon avis , c'est cette catégorie qui commence à s'imposer est apte à remporter les élections pour toujours.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female