المأساة السوريّة على الأراضي التونسيّة...نداء إستغاثة

بقلم هيثم قرّاوي
منذ إنطلاق الثورة السوريّة و التي قابلها نظام الأسد بالعصا الغليظة أملا منه في وئدها في المهد، شاهد العالم الأخرس عبر الشاشات مجازر و إنتهاكات لا يحصيها إلا الله و شُرّد الشعب المسكين و مُزّق كل ممزّق...
إشتغلت الآلة الحربيّة البعثيّة في شعبها بقوّة لم نشهدها ضد العدوّ الأول فهدّمت الدّور و قتّل الأطفال و بتنا لا نستطيع إحصاء المفقودين فرائحة الدم تفوح من كل الجسد السوري...
ما سأتكلم عليه هو ما يخصّنا كتونس في هذه الأزمة،ما يخصّنا إنسانيّا على الأقلّ في ظلّ التعتيم الكبير الذي نشهده على تواجد لا جئين سوريّين يعيشون المهانة على أرض تونس الكرامة ،يتجرّعونها كلّ يوم تسوّلا في الشوارع و الجوامع و أمور أخرى يندى لها الجبين لمجرّد التفكير فيها و ليس لعرضها...
كانت الحكومة التونسيّة أوّل من طرد القائم بالأعمال السوريّة في تونس في خطوة لتحريك ضمير العالم حول المجازر اليوميّة التي

ربّما الحكومة لا تقدّر الموقف جيّدا،لكنّنا نعلمها أنّه و منذ مدّة توافد على بلادنا بطرق أغلبها غير شرعيّة عشرات العائلات السوريّة من حودنا الجزائريّة و الليبيّة و عبر مختلف المنافذ،عائلات تتسوّل على الطرقات و في أغلب القرى و المعتمديات كما أن بعض هؤلاء بات يتعرّض للإبتزاز و الإستغلال نظرا لوضعهم الإنساني الصعب...
ما على الحكومة إلاّ أن تتحمل مسؤوليتها في توفير ملجئ لهذه العائلات قبل أن تتفجّر الوضعيّة و يصبح التعامل معها أكثر تعقيدا...
مخيّم يقام بأحد مناطق الجمهورية يكون تحت إشراف الهلال الأحمر و تفتح باب التبرعات و سيكون الأمر أفضل بكثير من تركهم في العراء...
هي صرخة نأمل أن تصل للمسؤولين و للإعلاميّين و لنشطاء المجتمع المدني للتحرّك بسرعة كي لا يضيع الزمام و نفقد صورة ناصعة حققناها أيام الثورة الليبيّة،فبشار الأسد سيزول عاجلا أم آجلا و تبقى صورتنا أمام الشعب السوري كما هي أحرارا شرفاء كرماء...
اللهم إنّي بلّغت...فإشهد
Comments
29 de 29 commentaires pour l'article 50926