جدل واسع بعد تصريحات إبراهيم عيسى حول "مذبحة بحر البقر"

أثارت تصريحات الإعلامي إبراهيم عيسى بشأن دعوته إلى "نسيان مذبحة بحر البقر" موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قال في مقطع مصوّر على منصة يوتيوب إن المصريين "ينبغي أن يتجاوزوا تلك الحادثة كما تجاوزوا مذابح الاحتلال الإنجليزي"، على حد تعبيره.
وتعود واقعة بحر البقر، التي تُعد من أبرز أحداث الحرب المصرية الإسرائيلية، إلى يوم 8 أفريل 1970، حين قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية بقرية بحر البقر التابعة لمحافظة الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 30 طفلًا وإصابة العشرات.
وتعود واقعة بحر البقر، التي تُعد من أبرز أحداث الحرب المصرية الإسرائيلية، إلى يوم 8 أفريل 1970، حين قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية بقرية بحر البقر التابعة لمحافظة الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 30 طفلًا وإصابة العشرات.
في حديثه، قال عيسى:
"متقعدش تقولي إحنا مش هننسى اللي عملوه (إسرائيل) في بحر البقر، ليه مننساش بجد؟ طيب ما إحنا نسينا للإنجليز مذبحة 25 جانفي ومذبحة دنشواي."
ردود غاضبة وتنديد واسع
سرعان ما فجّرت هذه التصريحات موجة غضب بين النشطاء والمثقفين، الذين اعتبروا كلام عيسى "إساءة لضحايا المذبحة" و"تطبيعًا غير مباشر مع العدو الإسرائيلي".فقد كتب أحد المدونين:
"لماذا يا إبراهيم عيسى تطلب نسيان جريمة عدو ما زالت جرائمه مستمرة في غزة والضفة؟ كان الأجدر أن تذكّر الناس بكل جرائمه، فذاكرة الشعوب لا تُمحى ما دامت المأساة متجددة."
وأضاف آخر:
"إبراهيم عيسى يطلب نسيان ما فعله الإسرائيليون بأطفال بحر البقر، لكنه لا ينسى واقعة خالد بن الوليد قبل قرون، أي منطق هذا؟"
النسيان والتذكر في الذاكرة الوطنية: بين دنشواي وبحر البقر
— Rashad Hamed (@rashadhamed) October 4, 2025
طرح إبراهيم عيسى سؤالًا حول مفهوم "النسيان" أو "التناسي" في الذاكرة الجمعية للشعوب التي تعرضت لعدوان. والمقارنة بين حادثة دنشواي وجريمة قصف مدرسة بحر البقر.
- حادثة دنشواي (1906) كانت فعلًا استعماريًا عقابيًا أراد… pic.twitter.com/eglH53S8vp
أما المحامي طارق العوضي فكتب عبر حسابه:
"نهاية إبراهيم عيسى.. مجزرة مدرسة بحر البقر ليست حدثًا نسيه التاريخ، بل جرح في قلب كل مصري. من يهوّن هذه الجريمة يسقط في بئر الخيانة الأخلاقية والوطنية، فمصر لا تنسى والتاريخ لا يرحم."
تفاعل فني وشعبي
من جانبه، علّق الفنان صبري فواز قائلاً:"يا أستاذ إبراهيم.. إحنا لا هاننسى اللي حصل في بحر البقر، ولا اللي حصل في دنشواي، ولا اللي عمله الإنجليز ولا العثمانيين.. إحنا مابننساش حاجة من الهكسوس لحد النهارده."
ودعا عدد من الناشطين إلى إحياء ذكرى المذبحة وتذكير الأجيال الجديدة بها، مؤكدين أن الوعي الوطني يقتضي الحفاظ على ذاكرة الضحايا في مواجهة محاولات "التزييف أو التهوين".
الأستاذ الكبير #إبراهيم_عيسى يدعو لضرورة نسيان ما فعلته إسرا ئ ي ل بأطفال بحر البقر قبل سنوات قليلة.. لكنه لا يقبل نسيان أن خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة قبل قرون طويلة#أحمد_الصاوى#أحوال_تنويرية pic.twitter.com/R99izZ1T39
— Ahmad Al-Sawy (@sawyelsawy) October 3, 2025
بين الذاكرة الوطنية والتاريخ المصري
تُعد مجزرة بحر البقر رمزًا للعدوان الإسرائيلي ضد المدنيين المصريين خلال حرب الاستنزاف، وقد وثّقتها الأمم المتحدة ونددت بها عدة دول في حينها.وتحتفل مصر أيضًا بذكرى معركة الإسماعيلية في 25 جانفي 1952 التي تحولت إلى عيد الشرطة تخليدًا لصمود قواتها أمام الاحتلال الإنجليزي، كما تحتفي محافظة المنوفية سنويًا بذكرى حادثة دنشواي (13 جوان 1906)، التي أصبحت أحد أهم رموز المقاومة الوطنية ضد الاستعمار البريطاني.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 316053