مشاكسات: مؤسساتنا التربوية بين المعنِّــف و المعنَّــف

<img src=http://www.babnet.net/images/5/alonf.jpg width=100 align=left border=0>


في ما سبق كان ولي التلميذ يذهب إلى مدرّس ابنه ويقول له بكل صدق: /احسبه كولدك، وحاسبني بجلده/، معنى هذا أن ولي التلميذ كان يطلب من المدرس أن يستعمل مع ابنه كل الطرق الممكنة بما فيها العنف الشديد (المحاسبة بالجلد) حتى يتعلم ويسلك طريق الجادة إذا كان رافضا للتعلم وكان متمردا...
اليوم اختلف الأمر كثيرا، وذاك الأسلوب القديم المشبع بالعنف في التعامل مع التلاميذ لم يعد معتمدا وتجاوزته الأحداث من جهة ومنعته القوانين والتراتيب المعمول بها في المؤسسات التربوية من جهة أخرى، نظرية المحاسبة بالجلد اندثرت من زمان لأن المؤسسات التربوية ليست مذابح ومسالخ ... العنف المادي والعنف اللفظي الموجهان إلى التلميذ مرفوضان جملة وتفصيلا ولا أحد يقبل بهما لأنهما يجردان التلميذ من إنسانيته ويسببان له كثيرا من المشاكل، وعوضا عن هذا العنف أصبحت هناك مطالبة بالحوار مع التلاميذ والاستماع إلى شواغلهم وإلى آرائهم وإلى قراءاتهم الخاصة لما يقع وذلك تجنبا للصدام بين المدرس والتلميذ، والحوار مع التلاميذ يحقق نتائج ممتازة جدا ويقوي الثقة بينهم وبين مدرسيهم....
المدرس لم يعد مسموحا له أن يمارس العنف ضد التلميذ للاعتبارات التي ذكرناها، ولكن لأسباب أخرى أيضا وهي أن كثيرا من التلاميذ يكونون مصابين بأمراض مختلفة مثل الحساسية وصعوبة التنفس مشاكسات:وأمراض القلب، وفيهم من يستعمل أجهزة دقيقة جدا تجاوزا لمشاكل صحية، وبالتالي فإن ممارسة العنف المادي ضد هؤلاء التلاميذ المصابين بالأمراض المختلفة سيؤدي حتما إلى وقوع مشاكل صحية لا تحمد عقباها...

اليوم قلت ظاهرة العنف الموجه من المدرس إلى التلميذ الذي صار يرد الفعل مباشرة إن تعرض إلى العنف بنوعيه وهو يعلم أن القانون في صفه، ولكن للأسف الشديد أصبح التلميذ هو من يمارس العنف ضد الآخرين: هو من يمارس العنف ضد زملائه وكلنا نذكر كيف أن تلميذا اعتدى في السنة الفارطة على زميله بآلة حادة بساحة المدرسة في إحدى المؤسسات التربوية، ومن يمر من أمام المدارس والمعاهد بعد انتهاء الدروس سيرى أن هذه الأمكنة صارت ساحات وغى ونزال ومبارزة بين التلاميذ أنفسهم تدور بينهم خصومات حادة جدا فيها كر وفر يتضرر بسببها كثير من التلاميذ، وهو من يمارس العنف ضد مدرسيه، فكم من مدرس (أستاذ أو أستاذة) مارس أحد التلاميذ العنف الشديد ضده باستعمال آلة حادة أو باستعمال سائل خطير جدا...



ودخل الأولياء على الخط فإذا هم أيضا يندفعون ويبادرون إلى التطاول على المدرسين وتهديدهم صراحة وممارسة العنف ضدهم بكل الأشكال...
والسؤال: هل من الضروري أن تكون هناك علاقة تصادمية بين أكثر الأطراف في المؤسسات التربوية؟؟!! وهل لا بد من العنف في مؤسسات من المفروض أن تكون منارات للعلم والمعرفة وليس لأن يكون هناك ضارب ومضروب وأن يكون هناك معنِّف (بكسر النون) ومعنَّف (بفتح النون)؟؟!! ولماذا هذا الميل السريع إلى تعنيف بعضنا البعض؟؟!! أين الحوار الذي يدعو إليه الجميع؟؟!! أليس الموقف كوميديا جدا ومضحكا جدا: يمنع منعا باتا على المدرس أن يعنف تلاميذه ماديا أو لفظيا وفي المقابل يصبح هو نفسه عرضة للعنف وهدفا له أي ينتقل من دور المعنِّف إلى دور المعنَّف ؟؟!! هل صرنا قولا وفعلا مجتمعا عنيفا جدا أداة تعاملنا هي العنف ولا شيء غيره؟؟!! في منازلنا عنف، وفي شوارعنا وطرقاتنا عنف، وفي مؤسساتنا التربوية عنف، وفي ملاعبنا ومدرجاتها عنف؟؟!! هل من المعقول أن يصبح العنف الموجه إلى بعضنا البعض خبزنا اليومي؟؟!! نحن حمينا أبناءنا التلاميذ من العنف الذي يتعرضون إليه في القسم في كل مراحل الدراسة وهذا يعد مكسبا هاما جدا بل هناك قوانين جديدة تمنع على الآباء أنفسهم تعنيف أبنائهم فمن يحمي المدرس من هذا الغول المخيف؟؟!! وما هي أسباب العلاقة التصادمية العنيفة التي تربط بين بعض المدرسين وتلاميذهم أو بين المدرسين وأولياء التلاميذ؟؟!! وهل يضطر هذا المدرس يوما أن يقصد المؤسسة التربوية وهو مصحوب بالبودي غارد لعله يحمي نفسه من العنف الذي في انتظاره من أكثر من طرف ولعله ينجو بنفسه من دور المعنَّف؟؟!!
مشاكس




Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 29982

Momo.  (Tunisia)  |Vendredi 8 Octobre 2010 à 23:23           
Le problème des punitions corporelles ne se pose plus puisque nos enfants font ce qu'ils veulent et n'ont dans la tête que la revendication de leurs droits ... un phénomène ultra-grave aujourd'hui : le pillage des élèves ! des profs qui essayent de rendre difficile leur cours de maths au maximum pour les obliger à leur payer des séances d'étude supplémentaires, surtout dans les lycées pilotes (monastir par exemple) ... au secours.....

Juste un rappel  (United States)  |Vendredi 8 Octobre 2010 à 13:40           
Les enfants (0-18 ans) sont protégé(e)s par la convention internationale sur les droits de l'enfant, que notre pays a signé et ratifié. le problème de la violence en milieu scolaire est un fait, mais d'aucune manière, les solutions envisagées ne doivent être contraires aux, ou menacer, les droits des enfants. ceci comprend leur intégrité physique et mentale. ce principe assimilé, bonne chance pour éradiquer la violence en milieu scolaire (et partout où on regarde d'ailleurs!)

Newmika  (Tunisia)  |Vendredi 8 Octobre 2010 à 13:01           
Moi , hier , j'etais devant une ecole et il y avait une bande d'enfants qui frappaient un autre, mais alors la j'ai eu l'impression d'etre devant une bande de futurs criminels.... j'ai du intervenir et leur dire de s'arreter de le frapper.... et le pire personne n'intervient, tout le monde regarde, les enfants sont tres violents et j'ai peur qd ces jeunes de 10 ans seront grands !!! combien de violents on aura en tunisie !!!!!!! faites qqe chose!!!!! c grave

Elchinois  (Tunisia)  |Vendredi 8 Octobre 2010 à 12:05           
A alia; vous dites que la violence est due aux enseignants (la majorité),parcequ'ils ne sont "pas tres bien habillés,parcequ'ils ne savent pas s'exprimer ,c-à-d,que vous jetez votre dévolue,et je sais que vous n'etes pas la seule d'ailleurs, sur ces personnes ,qui malheureusement aujourd'hui sont le souffre douleur des parents,des élèves,du ministére etc... pourquoi ne pas parler des réformes ratées (voire inutiles),de la nonchalence des élèves (pas tous bien sur) de leurs tenues vestimentaires,presque sexy (ah! oui,c'est la mode),de leurs langages.

Alia  (Tunisia)  |Vendredi 8 Octobre 2010 à 10:36           
La part des enseignants dans la progression des violences à l'école ou au lycée est évidente; voyez la tenue ,le langage,le niveau de certains sinon de la majorité des enseignants est vous serez édifiés . un enseignant habillé proprement et sobrement (pas richement),qui traite ses élèves avec égard (et fermement),qui maîtrise ce qu'il enseigne est respecté par tous .

Roua  (Tunisia)  |Vendredi 8 Octobre 2010 à 09:40           
هذه العلاقة بين المدرس والتلميذ هاأننا نجني ثمارها ضعف في المستوى التعليمي والأخلاقي المدرس اصبح مكبلا بالقوانين لاعقاب بدني ولا لفظي ولا خطية بالله عليكم من لديه وصفة للتعامل مع التلاميذ فليمدنا بها


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female