رسالــة إلــى القادة العــرب … ما بعد سرت

قمة سرت قمة الـ/مكانك راوّح/ بل قمة الهروب إلى الإمام، قمة الغروب الذي ما بعده شروق لهكذا نظام، قمة الموت البطيء، بحصار أو بإعدام، قمة فلسطين التي صارت مجرد أوهام، قمة العروبة التي مابرحت الشام، قمة البيان الذي يتلى في كل ختام، قمة القدس التي أضحت كنيس وحاخام.
أطال الله عمر العام سام فهانحن في أجمل انقسام، في الوطنية إنما أقزام وفي الديمقراطية أزلام.
الوشم صار وسام، الأحداق جفت قهرا كما الأقلام، فما لنا إلا الصمت. فالمصمت ياسرت خير الكلام .
أطال الله عمر العام سام فهانحن في أجمل انقسام، في الوطنية إنما أقزام وفي الديمقراطية أزلام.
الوشم صار وسام، الأحداق جفت قهرا كما الأقلام، فما لنا إلا الصمت. فالمصمت ياسرت خير الكلام .
ليتهم لم يجتمعوا فلا قرارا ولا حربا ولا سلام، لا المعتصم هنا ولن يظهر لنا أي إمام. مقاومة، ممانعة، تعددت الأسماء ومبهمة أكثر من الإبهام، تبت يد أبا لهب فبعد أن استيقظ نام، شعوبنا تساق كما الأغنام، مسرحيات هنا وهوليودية هي الأفلام، سيف للإسلام يورثه حسام، بيـان إن لم يكن مداما فهو حتما مرام، حلولنا واضحة وظاهرة هي المهـــام. صبحنا كم ليلنا ظلام بظلام، غدنا آت ملونا كما الإعلام، الأيام هي الأيام، الأعوام هي الأعوام، فمن قعد منّا نام ومن غرق فينا عام، ومن قاوم أو مانع فبالشهادة هام، والهروب إلى الأمام ياعرب خير التزام.
القمة العربية صارت في السوء عادة، في كل عام هناك محطة ولاّدة، يجتمع السادة، سادة الصف الأول اعني القادة، أولئك الذين ينامون على التنديد كوسادة، ويستيقظون على فراش الإشادة طبعا بلا إرادة، يرقصون على أنغام الإبادة، فغزة صار فيها الموت عادة والحياة إنما كحصان طروادة.
أما باحة الأقصى حيث المصلي يقارع بالدم جلاده وأزقة العراق هاهي غداقة، بل ورّاقة حيث سجين الحرية لا يرى من نهاره أو صبحه إلا قسوة سواده.
قمة سرت قمة الملك الظرغام الذي أخفى إمام واظهر إمام، أبى إلا أن يعش تواضعا إلا في الخيام وأبى أن ينام حتى يرى سيف العروبة بل الإسلام، رجلا بكل المهام، رجلا ما عاد غلام، يمسك الزمام ويرفع بالجهاد الأعلام. فهنيئا لنا على الدوام، ديمقراطياتنا، حرياتنا، تتقدم وراثيا هروبا إلى الإمام.
رحم الله العروبة وتلك الأغاني الطروبة، فحتى الوقفة على الأطلال صارت محسوبة، والوحدة العربية إنما هي تلك القضية الملبوسة.
قدسنا الشريف دنسوّه بمستوطنات مدسوسة وقبعات عنصرية بالإجرام مكبوسة، ونحن من مشرقنا إلى مغربنا كأب العريس الذي يتزوج أم العروسة، لا يعرف ماهية المخططات المدروسة كجاهل حطم بجهله كل حاسوب وحاسوبة. غصن الزيتون أكلته السوسة والحمامة البيضاء إنما هي جاسوسة، وكما يقال في تونس الخضراء القضية بأكملها هي قضية القطوسة .
فالي قمة أخرى يا عرب لكن يا ترى ماهو السبب... ! فعجبا عجب، فمنا من ضرب ومن من هرب ومنا من شرق وما غرب، ومن أثنى بالفطيرة قد شجب.
قدسنا بلا عودة قد ذهب. وغزة تحترق بالكاز والحطب. والضفة إنما دولة للعفة بنيت من قصب. والعراق ومرّ المذاق بالمذهبية الطائفية قد إلتهب. وخيما للفرقة قد نصب. فهذا بنا بالخطب الشماء قد خطب وهذا بسيف الديمقراطية والحرية لحقوق أخيه قد شطب، فعجبا عجبا ياعرب، لقمة أخرى لا يوجد أي سبب إلا الصمت بغضب. ورفع العتب فالعنب لا يعصر هكذا يا عرب.
ريــاض مرعـي
------------------------

رياض مرعي, ولد باللاذقية بسوريا , رجل أعمال, شاعر وصاحب دور نشر بالامارات العربية المتحدة , يعيش متنقلا بين أوروبا والإمارات وتونس, من أصدقاء باب نات منذ سنوات, أراد السيد مرعي ان يشارك زوار الموقع بكتابة خواطره حول القمة العربية التي انعقدت بسرت بالجماهيرية العظمى.
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 26993