لقد ضحكت عليك نخب العار يا ريّس..!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ff2052de43447.92669200_fnqikjgphloem.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

انقلب الموقف المصري من شرعيّة طرابلس بشكل كبير لعدّة أسباب لعلّ أبرزها الاستعمال المهين لمصر من قبل محمّد بن زايد وذهابه بعيدا في ابتزاز السيسي على خلفيّة تمويل انقلابه العسكري على الشرعيّة وعلى ثورة 25 يناير.





بسرعة عبّر النظام العسكري عن رغبته في مدّ جسور الحوار ثمّ انتقل إلى الفعل فزار ليبيا ثمّ اتفق مع الطرف الليبي على خطوات عمليّة، ثمّ ها هو رئيس مجلس إدارة إتحاد غرف التجارة والصناعة الليبيّة محمّد الرعيض يستعدّ لمغادرة طرابلس ضمن وفد من رجال الأعمال الليبيّين تجاه القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع الجانب المصري في مختلف القطاعات. ومن المرتقب أن تفتح هذه الزيارة الأبواب على مصراعيها أمام تدفّق السلع المصريّة واليد العاملة المختصّة والشركات المصريّة التي بدأت تنسّق مع الأخرى التركيّة للحصول على حصّتها من إعادة الإعمار. قبل ذلك كان محمّد الرعيض سافر ضمن وفد ليبي إلى روما لعقد إتفاقيّات وتفاهمات وحثّ الجانب الإيطالي على العودة إلى السوق الليبيّة.

يعبر رجل الأعمال والملياردير الليبي محمّد الرعيض رئيس مجلس إدارة إتحاد غرف التجارة والصناعة الليبيّة من أصدقاء تونس ولديه استثمارات في بلادنا. وسبق للرعيض وأكّد أنّ التبادل التجاري بين تونس وليبيا ينهار حيث تراجع إلى النصف، وقال أنّ "معظم رجال الأعمال الليبيّين لجؤوا إلى أسواق أخرى مثل تركيا بدلا عن السوق التونسيّة".

تتحرّك طرابلس تجاه إيطاليا التي دعمت الشرعيّة ووقفت مع الخطوات التركيّة في ليبيا وغطّت عليها داخل الإتحاد الأوروبي، ثمّ ها هي طرابلس تستجيب لأوّل مبادرة مصريّة وتشرّع الأبواب! بينما حاولت قوى الخراب في تونس ولسنوات عرقلة أي علاقة جديّة مع شرعيّة طرابلس، ودأبت على مهاجمتها ووصفها بالإرهاب ومدّت جسور التواصل مع اللواء المتمرّد خليفة حفتر، ثمّ زاد الطين بلّة قدوم قيس سعيّد الذي انحاز إلى الموقف الفرنسي وأطلق تصريحات من باريس المعادية المتحالفة مع حفتر أثارت الأشقّاء خاصّة حين لمّح إلى نهاية شرعيّتهم وطالب القبائل بكتابة دستور ليبيا.

علينا أن نتذكّر أنّ سلطة طرابلس كانت صديقة ومقرّبة من مكوّنات الترويكا ثمّ شكّلت علاقات فريدة مع الحزب الأوّل في البلاد "النّهضة" وكانت تحثّ تونس على حسم موقفها المتذبذب المتردّد واقتحام السوق الليبيّة، وكانت مستعدّة للتعاطي مع تونس قبل العالم بأسره، وذلك موثقا بتصريحات من كبار مسؤولي طرابلس، لكن النخب ومراكز القوى الموصولة بالإمارات وبالتالي بحفتر أقعدت الموقف التونسي وكبّلته، ثمّ ختمها سعيّد .. كانت النخبة التونسيّة تبحث عن عسكرة المشهد على غرار مصر، فتركهم عسكر مصر وانغمس في الكعك الليبي من بوّابة طرابلس، ثمّ واصل قيس سعيّد بحثه عن طريق وسط بين الدولة والميليشيا، بينما حذّرته بطانته من طرابلس كما حذّرته من أنقرة كما طالبته بالتفحيج بين دوحة الاستثمارات والمساعدات وأبو ظبي المؤامرات، ولعلّ صفعة محمّد بن زايد له عادت على تونس بالخير الوفير حيث دفعت بقيس إلى قطر فعاد بما لم تدفع ولن تدفع عشره دول الحصار.

كلّ هذا سبق لأحرار سبعطاش ديسمبر وقالوه واضحا جليّا، ثمّ ها أنتم تقفون عليه لكن بعد تزاحم الخطاب على باب طرابلس، بعد أن زحفت الدول للفوز بقطعة من الكعك الليبي الشهي، لقد خذلتم تونس وعاندتم واستكبرتم ثمّ ها هي الحقيقة تسطعكم، لم تسمعوا ونظرتم ثم عبستم وادبرتم واستكبرتم.. إذا اسمعونا الآن في في غيره لعلّكم ترشدون، اسمعوا وعوا: لا تحتاج تونس إلى حوار وطني، تحتاج فقط إلى التوقّف عن طاعون الإضرابات وأن يسحب الإتحاد ميليشياته من المؤسّسات العموميّة وأن تهتم القوى السياسيّة بالصناديق كفيصل وحيد وتجرّم من يلوي عنقه إلى غيره من الخيارات، وأن نعمل جميعا على تثبيت الانتقال الديمقراطي بأدوات ديمقراطيّة ووفق دستور البلاد.. انسوا العسكر والدبّابات والتصعيد الثوري، انسوا التترس بالبؤر النقابية وبتركة عبد الوهاب عبد الله انسوا المنابر الخبيثة التي نبتت في قاع جحيم الحقبة النوفمبرية.. ثوبوا إلى وطنكم، انسوا الدولة الموازية والحكومة الموازية.. اعقلوا قبل أن نخسر تونس كما خسرنا السوق الليبيّة.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 218048

Amor2  (Switzerland)  |Lundi 4 Janvier 2021 à 14:01           
نكبة الشعب التونسي في نخبته البالية المتكلسة المتعفنة... نخبة تتدعي الحداثة والحداثة بريئة منها... نخبة الأوراق الصفراء كوجوههم المصفرّة القاتمة البائسة الحزينة ... نخبة الوبال والخراب التي أبتلي بها الشعب التونسي....!!! و لنا على سبيل المثال هذا المسمّى لطفي العماري لم يفوت أي فرصة مهما كانت على مهاجمة قطر و تركيا وأردوغان وحكومة الوفاق الليبية و كل ما يمت للإسلام بصلة... يلوك دائما علكة الإسلام السياسي والأنفاق والمجاري البولية!!!! مادحا السيسي
ونظام البراميل المتفجرة وما حام حولهم...!!! و أمثال هذا السفيه كثر من نخب العار!!!!
ولا ننسى الدور الخرابي و التخريبي الذي يمارسه إتحاد الخراب والتخريب!!!!!

Sarramba  ()  |Lundi 4 Janvier 2021 à 10:18           
أخي نصر الدين، أرى أنك أعطيت و توقّعت للصّهيوني والمجرم والسفّاح السّيسي ما ليس له وما لايملك وما لايفقه، بل هو خادم وعبد ما يملِي عليه الصّهاينة وخاصة الولايات المتّحدة. فهو ينفّذ حرفيّا أو يُعزل أو يُقتل
بالمناسبة، وتعليلا لما أقدبم، لاحضنا غياب واختفاء الأمركية وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا "ستيفاني ويليلمز" (ونائبة سفير أمريكا في ليبيا في آن واحد) عن المشهد اليبي بعد أن احلته ليلا نهارا، في ليبيا و جينيف وتونس والمغرب... لتفرض تقسيم الشقيقة ليبيا الى ثلاثة أقاليم

يبدو أن المشروع الأمريكي الذي يرجع الى عهد جورج بوش وكندَليزا رايس لتمزيق كامل الشرق الأوسط الى دويلاة، وجد حده مع ليبيا

Jehaislestraitres  (France)  |Lundi 4 Janvier 2021 à 06:56           
جايين تكذبو وتلفقو على سيدكم الرءيس الشريف قيس سعيد.الغنوشي والنكبة الخونة والمنافقين دمروا تونس وشعبها منذ 10سنوات لم يرى الشعب إلا النفاق والسرقة والخدع .رجعتو التجمعين وعصاباتهم ونبيل مكرونة السارق والخامج يا تجار الدين.وليتو تتكلم على الحنكة في السياسة.... والله متحشموش.

Essoltan  (France)  |Dimanche 3 Janvier 2021 à 22:56           
Bravo Nasreddine , votre ANALYSE est une bouffée d'air qui nous soulage de cet étouffement provoqué par notre élite débile et incompétente qui ne cesse de sculpter le MAL TUNISIEN ...

Aziz75  (France)  |Dimanche 3 Janvier 2021 à 21:54           
منذ عقود خلت،السياسة التونسية كانت غير منحازة بطريقة لقيطة يسودها الإرتجال و التبعية المجحفة بدون أدنى سبب. هذه الوضعية جعلت من تونس مثل أي شخص جلس بين كرسيين، طريقة ليس فيها أي إعتدال. و اليوم تعيش السياسة الخارجية بطريقة بطيئة و فيها عقدة الخوف من المستعمر القديم الجديد.. لولى حنكة و فراسة الغنوشي لما إلتفت إلى البلاد أي دولة صديقة أو شقيقة. السبب في هذا التلعثم، اليسار المنهزم ،الذي يريد التموقع على الخارطة السياسية وهو على علم بظعغه و عدم
قدرته على إقناع الشعب إلى أفكاره.

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 3 Janvier 2021 à 20:14           
الحمد لله انهم ساندوا حفتر ولم يساندوا الحكومة الشرعية لانهم ما ساندوا احدا الا خاب واندثر
اما سعيد فهو استاذ لم يخرج من قسمه لا يقبل باحد سواه ولا يملك خبرة ولا دهاء سياسيا بل يزدريهما
وبطانته على شاكلته فهو من اختارها وهل يسمع استاذ رايا او نصيحة ممن يعتبره طالب في قسمه

Samsoum1000  (Poland)  |Dimanche 3 Janvier 2021 à 19:08           
رئيس لا يفقه شيء في السياسة زد على بطانة عمياء آخر همها وطن جريح.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female