التطبيع الإماراتي.. شهادة عدم صلاحية فلسطينية لدحلان (خبراء)

الأناضول -
رام الله -
رأى خبراء فلسطينيون أن اتفاق التطبيع وضع دحلان في الزاوية، وكشف توجهه المناوئ للقضية الفلسطينية وعدم صلاحيته للسلطة
- عبد المجيد سويلم، الخبير بالشأن الفلسطيني: تأييد دحلان للاتفاق كشف أن هناك ما يربطه بالإمارات
- أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية: دحلان وتياره تحولا إلى أداة بيد بعض الأنظمة العربية وخاصة الإمارات
- الباحث سليمان بشارات: لا يحظى دحلان بمقبولية كبيرة على المستوى السياسي ولا الشعبي
قال خبراء سياسيون فلسطينيون، إن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، وضع القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، في "الزاوية" وكشف توجهه المناوئ للقضية الفلسطينية، عبر تنفيذ أجندات بعض الدول العربية.
وأضاف الخبراء، في تصريحات منفصلة لوكالة الأناضول، أن "دحلان" تحول إلى أداة لتمرير مخططات الإمارات، وبعض الدول الأخرى.
في 13 أغسطس/آب الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
وقوبل الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بتنديد فلسطيني، وتأييد ثلاث دول عربية: عمان، مصر والبحرين، إلى جانب تأييد "دحلان".
وعن هذا التأييد، قال عبد المجيد سويلم، الخبير بالشأن الفلسطيني، إن "اتفاق التطبيع أكبر من شخص دحلان، وقد كشف تأييده للاتفاق أن هناك ما يربطه (دحلان) بالإمارات".
وتابع: "الاتفاق كشف عن توجه القيادي المفصول المناوئ للحق الفلسطيني، ولإجماع الفصائل التي ترى في الاتفاق خطرا على القضية الفلسطينية".
واستبعد المتحدث، سهولة عودة دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني، نتيجة الرفض الشعبي والفصائلي لتياره.
ووفق سويلم، فإن "لدى الشعب الفلسطيني هموم ومشاكل وقضايا أكبر من أن يفكر بشخص دحلان وعودته".
من جانبه، رأى أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية، في الجامعة العربية الأمريكية بمدينة جنين (شمالي الضفة)، أن لاتفاق التطبيع تأثير على الأبعاد السياسية والاستراتيجية للقضية الفلسطينية، وستنعكس عليها بشكل مباشر.
وأضاف: "لا أعتقد أن الاتفاق سيؤثر إيجابا على تيار دحلان، فعمق التيار في الشارع الفلسطيني ما زال ضيقا، وهناك مقاومة مجتمعية لهذا التيار، ومثل هذا التحول في تبني الاستراتيجيات".
وقال: "دحلان وتياره (الموالين له)، تحولا إلى أداة بيد بعض الأنظمة العربية وخاصة الإمارات وبشكل مجاني".
واستبعد المتحدث، قدرة دحلان على العودة للحكم في السلطة الفلسطينية، عبر بوابة الإمارات، وحتى إسرائيل.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية، استغلال التيار لإثارة بعض الإشكاليات في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكي يروج لنفسه بأنه البديل.
وبحسب يوسف، فإن "العمق الشعبي الفلسطيني، وعدالة قضيته، ومدى واقعية اتفاق التطبيع ستكون عوائق أمام تيار دحلان".
وقال: "في المدى القصير، والمتوسط لن يكتب لتيار دحلان النجاح، رغم محاولات تسويقه للفلسطينيين على أنه البديل".
وأشار إلى أن "تيار دحلان الوحيد فلسطينيا الذي أيد اتفاق التطبيع، مما يعني أنه شذ عن الإجماع الفلسطيني".
بدوره، ذهب الباحث الفلسطيني بمؤسسة "يبوس" للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، سليمان بشارات، إلى أن مستقبل دحلان السياسي مرهون بعدة محددات، أولها الدعم السياسي الخارجي أمريكيا وعربيا، وهذا ربما حصل عليه من خلال الأدوار التي لعبها سابقا.
أما المحدد الثاني، بحسب بشارات، فهو "القبولية الفلسطينية"، فما زال هناك عدم وجود مقبولية كبيرة على المستوى السياسي ابتداء من رئيس السلطة الفلسطينية وصولا لعديد من القطاعات المهمة وهذا واضح منذ إقصائه من حركة فتح، بالإضافة إلى عدم قبوله شعبيا.
ووفق بشارات، فإن المحدد الثالث، وربما الحاسم، هو القدرة المستقبلية له في تجنيد دعم مالي وسياسي يجعل الأطراف الرئيسية السياسية في السلطة الفلسطينية ترى أنه مخلصا لها من واقع يتأزم مع مرور الوقت.
وأضاف: "يحاول دحلان استغلال علاقاته (الإماراتية الأمريكية الإسرائيلية)، لكي يحقق تجنيد هذا الدعم المالي والسياسي".
واستطرد: "الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقبة أساسية أمام تحقيق أهداف دحلان للعودة للضفة الغربية، والعودة للمشهد السياسي".
وفي الوقت نفسه، قال بشارات إن "الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يعزز من دور دحلان، وقد يحاول استغلاله لتعزيز مجموعة من القوى أو الجماعات السياسية أو المؤسسات المغلفة بالغطاء الاجتماعي والخيري في الضفة الغربية بشكل خاص لبناء القاعدة الشعبية أو الحاضنة التي قد تسهل عليه العودة في حال توفر حالة الفراغ السياسي الذي ينتظره".
والإمارات هي أول دولة خليجية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، وثالث دولة عربية بعد مصر (1979) والأردن (1994).
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 210487