بشرى أكبر من انتصار قيس سعيد..

نصرالدين السويلمي
يجب أن نعترف الآن جميعا بان الحذر فضيلة والشك الهاتك رذيلة، وإن من غير القليل الذين شككوا في كل المؤسسات كان المجتمع في مجمله يمارس الحذر حين يستنفر هنا وهنا لهذا الخبر او ذاك، كانت كل حركة تبعث على الريبة، من هيئة الانتخابات الى حركة الصناديق إلى الاتحاد الذي سحب مراقبيه إلى الوضع أمام مراكز الاقتراع الى ليلة الأحد المشحونة بالشكوك، شعب لا يهنأ لكنه ومن فرط حذره يقع بعض من الأحيان في التشكيك الحاد.
يجب أن نعترف الآن جميعا بان الحذر فضيلة والشك الهاتك رذيلة، وإن من غير القليل الذين شككوا في كل المؤسسات كان المجتمع في مجمله يمارس الحذر حين يستنفر هنا وهنا لهذا الخبر او ذاك، كانت كل حركة تبعث على الريبة، من هيئة الانتخابات الى حركة الصناديق إلى الاتحاد الذي سحب مراقبيه إلى الوضع أمام مراكز الاقتراع الى ليلة الأحد المشحونة بالشكوك، شعب لا يهنأ لكنه ومن فرط حذره يقع بعض من الأحيان في التشكيك الحاد.
اليوم انتصر قيس سعيد ونجت قرطاج من كارثة محققة، لكن الانتصار الاكبر هو هذه المؤسسات التي كلما ما بالغنا في الحذر منها كلما أكدت بعد النتائج أنها مضت ولن تعود، حلقت ولن تسقط، وأنها مقرّة على مشاركة الشعب في حلمه مهما كانت الضغوطات، هيئة انتخابات مؤسسة عسكرية ومؤسسة امنية، ركائز تثبت مع كل انتخابات أنها تنحّت بعيدا عن الصراع المميت او المقيت، خاصة ذلك المفصلي الذي يحدد مصير البلاد، هنا في تونس كل المؤشرات مشفوعة بالتجارب السابقة تؤكد أن المؤسسات الدستورية ارتقت الى مصاف الاحتراف، واننا اقلعنا ولم يعد من الممكن الحديث عن تزوير النتائج بأشكال دراماتيكية، ومن يريد المضي بعيدا عن الشبهات، عليه أن يتجنب النتائج المتقاربة والاحتكاك الرقمي المنهك للاعصاب، عليه اذا انتصر ان يوجع، ان يحلق، عليه ان يعد العدة لانتصارات كاسحة تقطع الشك باليقين وتساعد المؤسسات الدستورية في التماسك أمام كمية الاغراء الرهيبة! لا شك ان نسبة عالية كالتي تحصل عليها قيس، ستجعل الهيئة في مأمن، وتدفع القوى الشريرة التي تتحسب للطعون المخاتلة على نسب تراوح 2و3و4%، الى الانتحار تحت حوافر الياس.
ايها الشهداء.. ناموا بسلام فإن أرواحكم تثمر منذ سبعطاش ديسمبر، وإننا نتحرك بثبات وجهتنا الشاطئ ، نبني ونتعثر.. لكننا نمضي نحو الهدف السبعطاشي الجميل، ايها الشهداء ، تداولوا الفرح في ما بينكم ولا تخبروا المقابر المجاورة! افرحوا ولا تستعلموا مكبرات الصوت، ففي جواركم شهداء اشقاء ما زالت أرواحهم تتوق لحلم يئن تحت أحذية العسكر، أيها الشهداء، اننا على بعد مسافات ضوئية من أشقائنا العرب.. إننا ننجح هذا المساء.. وكل صباح وكل مساء..
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 190920