هل يُكمل قيس سعيد ما بدأه المرزوقي ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d8236f953da21.34801825_hpmjlgenqiofk.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

لنستريح الآن فوق بساط الواقعية، ونشرع في إعادة توزيع الإرادات بين العقل والعاطفة بما يرضي الوطن، سنؤكد قبل ذلك ان أملنا كبير في عبور المرشح المنتدب من الثورة قيس سعيد لحاجز نبيل القروي، لسنا ضد نبيل السياسي فسبعطاش ديسمبر التي أعطت الحقوق المدنية لعبير موسي لن تحجبها عن غيرها، إنما نحن ضد الخدعة السينمائي والخدعة الغذائية، بل نحن اصلا ضد الخدعة السياسية، نبغيها منتوجات سياسية واضحة طبيعية سُكب فيها العرق والامل والتضحيات وربما الدم.





تقتضي الواقعية أن نذكّر الجميع بصلاحيات رئيس الجمهورية، التي ترتكز على ساريتين، سارية المؤسسة العسكرية والسارية الدبلوماسية، من غير ذلك لا دخل للرئيس بتنشيط الاقتصار ولا بالتنمية ولا بالأمن الداخلي ولا بحركة المال والأعمال والأجور ..ربما هي علاقة وساطة بالعنعنة ليس إلا، وبما أن المؤسسة العسكرية ذاتية الدفع لا تحتاج الى فلسفة مدنية، وان التوجه السليم في الدبلوماسية هو ترك الحقل لأصحابه، أي تصعيد السفراء والقناصلة وإدارة الشأن الخارجي من طرف مختصين من أبناء السلك، تصبح دلالات المنصب الرئاسي اعتبارية ادبية اخلاقية، نحتاجه لتكسير الرواسب واعادة انتشار المعاني وإرساء تعريفات اخرى لقصور الشعب، نحتاج الى تغذية القصر بأنواع من البرستيجات الاخرى القادمة من عمق الشعب وإنهاء حالة الاحتكار للسلوكات العنصرية على غرار مشهد تكريم المرأة في يوم المرأة الذي استبعد نساء الشعب واستحضر نساء قوى الاحتكار التاريخية.

كلنا يذكر بكائيات اللحم الأبيض واللحم المبيض واللحم الأحمر واللحم المستحمر على سلوكات المرزوقي داخل القصر، كان الرجل حينها في صراع مع الوقت، يقوم بتهشيم فترينات اصطناعية هجينة غريبة عن تربتنا لا تتجانس وتربة شعبنا، حينها تطاير الكثير من الغبار من داخل قرطاج كان الرئيس الأسمر قد فتح هالة من الأشغال "مرمّة، شانطي"، كان يغالب الزمن الرئاسي لإرساء ثقافة جديدة، كان ينوي استبدال لافتة "قصر النخبة" بلافتة "قصر الشعب"، لكن المصيبة اللذيذة عاجلته، حان وقت الصناديق وكانت المنظومة القديمة قد طحنت رأس الحربة التشريعية "النهضة" ورأس الحربة الرئاسية"المرزوقي"، ثم جاء المرحوم السبسي فأوقف الأشغال وأزال الكثير من اللافتات التي أطلقت عليها نخبة العار وإعلام العار لافتات شعبوية.. "الحرب" سجال إذاً! يوم بيوم ، يوم علينا ويوم عليهم، يوم نساء ويوم نسر، قبل الامس كنا وبالأمس كانوا، واليوم لنا بحول الله وابدا للشعب بإذن الله.
في الأثناء وبعد موقعة 15 سبتمبر يتطلع الشعب الى ثورة ثقافية من داخل القصر، هذا ما يجب ان يركز عليه قيس سعيد حين يمرق من الجموع التي تتجمع تباعا في البحيرة وفي ڨمرت وفي سوسة " "إمبريال مرحبا " وفي باريس وصنعت لها جسرا جويا بين تونس وبروكسيل وتفريعة اخرى بين تونس وستراسبورغ، في سباق محموم نحو الحل! ولا حل غير الاستسلام لمشيئة الشعب، فلا الشعب امعة سيدفن جمجمته كما النعامة ولا انتم في رصيدكم من الشجاعة الكاميكازية ما يكفي لتنفيذ مخططكم دون توفر الغطاء العسكري، نعرفكم حق المعرفة وندرك أن كل تحركاتكم القمعية الانقلابية منذ رحيل عسكر مانديس فرنس كانت تجري تحت النيران الكثيفة، كنتم دوما في حاجة الى الغلاف الناري حتى عند قضاء حوائجكم البيولوجية.
نحتاج اليوم إلى إعادة تعريف القصر وبرستيج القصر ومن يزور القصر ومن يُكرّم في القصر ومن يُستقبل في القصر ومن يحق له العمل في القصر، نحتاج إلى تنقية القصر من الجهوية والعنصرية والثقافة الآرية، نحتاج إلى خليط من الألوان في الصفوف الأمامية، مللنا السيليكون والافخاذ البيضاء والشعر الأصفر بفعل "سيتيرنات" المراهم التي سكبت عليه، نحتاج فيما نحتاج في الصفوف الامامية عند الاحتفال، الى محرمة الصالحة وبعض الوجوه الشاحبة التي تعكس صورة شعب ما بعد الفحص، نحتاج يوم الاحتفال بعيد المرأة إلى التوزيع العادل للنّوع النسائي ، نحتاج الى 95% من لحوم الشمس و5% من اللحم الأبيض الاصطناعي..احترام الأقليات من صلب ثقافة ثورة الشعب.

إذا تمكن قيس من تمرير وتثبيت هذه الثقافة فقد نجح في مهمته، أما الحديث عن التنمية والقدرة الشرائية والبطالة فلا يعني قرطاج وإنما يعني الضفة الاخرى، يعني القصبة ومن سيصل اليها، يعني النهضة ونسيج ما بعد ديسمبر او قلب تونس وقطاعات ما قبل ديسمبر، إذاً ما يعني قيس هو الاختراق، وصوله سالما الى البهو، سيمهد الطريق لقرطاج امينة مأمونة عادلة، هواها مع الشعب وليس مع الشغب النخبوي، حتى إذا تغير نظام الحكم في قادم السنوات وعادت لقرطاج الصلاحيات الكاملة ، دارت عجلتها بروح شعبية وليس بروح بورقيبية نوفمبرية شمولية آرية عنصرية جهوية.

حينها سيرحل الطيف المفرنس بشدة إلى غير رجعة كما غربت "حرْكة" الجزائر عن وطن المليون ونصف المليون شهيد، وتنزل البقية تحت شرط الصناديق، حينا سنبتهج للمشهد...يا الله أنهم يستسلمون للحل الديمقراطي أنهم يعترفون بمحكمة الاقتراع الابتدائية لتفصل بيننا وبينهم، انهم يقرون بما ستصدره محكمة التعقيب للصناديق والصفوف، إنهم لا يطعنون في المحكمة الدستورية للنتائج النهائية، لقد تمت تونستهم بنجاح.. شكرا شعب ديسمبر.. شكرا شعب جانفي..شكرا شباب تونس.. شكرا الترويكا.. شكرا النهضة.. شكرا الغنوشي.. شكرا المرزوقي.. شكرا قيس.. مبروك تونس...الحمد لله.


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 189354

Essoltan  (France)  |Mercredi 18 Septembre 2019 à 19:45           
Le titre de votre article est une bonne question qui mérite un grand débat ...

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 18 Septembre 2019 à 17:42           
مقال طريف يذكرنا بترويض رعاة البقر للخيول الجامحة في السينما الهوليودية .


babnet
*.*.*
All Radio in One