مدرسة ''برنوصة'' بالكاف عنوان للبقاء

الطاهر العبيدي
السبت 24 أوت 20019، كانت مدرسة حي الطيب المهيري "برنوصة" بالكاف باالجمهورية التونسية على موعد استثنائي لتكريم الإطار التربوي، من مديرين ومدرّسين ومدرّسات وعملة الأحياء منهم والذين رحلوا إلى جوار ربهم. بحضور إطارات الجهة، من ضمنهم المدير المباشر لهذه المدرسة السيد " فتحي اللموشي"، الذي كان متعاونا مع المبادرين لانجاز حفل المحبة العفوي. ولأن الحدث جلل كانت المندوبية الجهوية للتعليم بالكاف حاضرة، ممثلة بوفد كبير من إطاراتها وهم السادة: "الكافي حمادي"- "رضا سحنون"- " فوزي الرحالي"- "كمال التوزري"- " نور الدين الجبالي " ومصوّر المندوبية "سامي حرزالله" لتغطية التظاهرة، إلى جانب حضور معتمد الجهة السيد "حسين بن حمودة " الذي عبّر عن تفاعله مع هذا المسعى، يصاحبه رئيس الدائرة البلدية "ياسر قوراري" الذي كان هو الآخر من خرّيجي هذه المدرسة، كما ترجم ذلك في مداخلة استعرض فيها بعض ذكريات تلك المرحلة.
السبت 24 أوت 20019، كانت مدرسة حي الطيب المهيري "برنوصة" بالكاف باالجمهورية التونسية على موعد استثنائي لتكريم الإطار التربوي، من مديرين ومدرّسين ومدرّسات وعملة الأحياء منهم والذين رحلوا إلى جوار ربهم. بحضور إطارات الجهة، من ضمنهم المدير المباشر لهذه المدرسة السيد " فتحي اللموشي"، الذي كان متعاونا مع المبادرين لانجاز حفل المحبة العفوي. ولأن الحدث جلل كانت المندوبية الجهوية للتعليم بالكاف حاضرة، ممثلة بوفد كبير من إطاراتها وهم السادة: "الكافي حمادي"- "رضا سحنون"- " فوزي الرحالي"- "كمال التوزري"- " نور الدين الجبالي " ومصوّر المندوبية "سامي حرزالله" لتغطية التظاهرة، إلى جانب حضور معتمد الجهة السيد "حسين بن حمودة " الذي عبّر عن تفاعله مع هذا المسعى، يصاحبه رئيس الدائرة البلدية "ياسر قوراري" الذي كان هو الآخر من خرّيجي هذه المدرسة، كما ترجم ذلك في مداخلة استعرض فيها بعض ذكريات تلك المرحلة.
عطاء بلا حدود
كانت هذه المبادرة حركة نبيلة، واعترافا بالجميل، ووفاء تلقائي لكل المدرّسين والمدرّسات، الذين ساهموا في زرع المعرفة بين صفوف النشأ، يميّزهم إخلاصهم لواجب نشر العلم، ولا أقل من تثمين دورهم الطلائعي سوى هذه الحركة الرمزية والمعنوية، التي ترفع الأتربة عن جنود الخفاء الذين كان عطائهم بلا حدود، وتضحياتهم بلا مقابل، وإخلاصهم دون منّ ولا دعاية ولا إشهار. فكان هذا التكريم المعتبر ردا للجميل حتى لا يطويهم النسيان، وحتى يكون الاعتراف بإنجازاتهم وشما في جبين التاريخ ،ووعيا بضخامة دورهم الريادي الذي كما عبّر عنه "كامل درويش"
"ما أشرقت في الأكوان أيّ حضارة، إلا وكانت من ضياء معلم".
عندما يتعانق الماضي بالحاضر
هذه المناسبة ستظل منقوشة في وجدان مدرسة حي "الطيب المهيري برنوصة" هذه المدرسة العريقة والمعطاء، التي تأسست مع ولادة الحي سنة 1967، والتي كانت ولا تزال منارة إشعاع، ومصدر إقلاع في اتجاه تسليح الأجيال بالمعرفة والعلم. فكان اللقاء عرسا بالألوان، بإمضاء مجموعة من قدماء مدرسة "برنوصة" وهم: الطاهر العبيدي- محمد النموشي (بوغرارة) - حسين العوني- بوراوي الزيتوني- منصف الفضلاوي- مبروكة الكافي- عادل بن مصباح - الهادي العوادي - عبد الكريم السديري - علي الهمامي - جميلة الزغلامي- الطاهر القلعي - عبد الحميد بوبكري- والناشطة الاجتماعية احبارة العبيدي..الذين أشرفوا على هذا الاحتفال، لتكون هذه الحركة الرمزية تعبيرا من المبادرين عن التشبث بقيم الوفاء، واستنطاقا لذاك الزمن الجميل، واستحضارا للسنوات الخوالي، ولقاء المحبة بين زملاء الدراسة حيث تجندوا جميعا لإنجاح هذه المناسبة، ممّا أثار استحسان الضيوف.
استقبال بطعم الزغاريد
اهتزّ المكان بالتصفيق الحار، امتزجت فيه الزغاريد بالبكاء، ليستمرّ الموقف دقائق طويلة وقف فيها الحضور تكريما لقدوم أحد فرسان المدرسة، المعلم والأديب "عبد الباقي الكافي" الذي أبى إلا أن يلبّي الدعوة وهو على كرسي متحرّك، وكان محاطا بتلاميذه القدامى ليلقي كلمة حرّكت المشاعر، ولاقت إعجاب المتابعين، تلاها تدخل زميله ورفيق دربه "سي فرحات المحجوبي"، الذي طبع عقول ووجدان جيل تلك المرحلة، ليكون وجوده استرجاعا لتاريخ لم يمحّ ولم يسقط بالتقادم، ما جعل تدخله يعيد حرارة دروس الابتدائية، بعد مرور حوالي نصف قرن. من جانبها لم تتخلف "آنستي ساسية المهذبي" عن الحضور والمساهمة بكلمة موجزة، حيّت فيها أصحاب هذه المبادرة، واعتبرتها فعلا راقيا يؤسس لقيم الوفاء ونقله للجيل القادم، دون نسيان أحد أنجب تلاميذ تلك الفترة شفاه الله "محمد العبيدي" الذي جيء به مسنودا من طرف أصدقاء الطفولة لتكريمه.
الغائبون الحاضرون
لم يغب عن هذا الاحتفال ذكر المدير المؤسس والمصلح المرحوم "سي القزوني السويسي"، الذي اقترن اسمه بالمدرسة وبالحي، حيث كان معلما ومديرا وفي نفس الوقت قاضيا لفضّ مشاكل أهالي الحي. كما لم ينس المبادرون حارس المدرسة وحارس الأطفال المرحوم "رجب الدردوري" الذي كان جزء من نسيج المدرسة في تلك الفترة.
حين لا يغيب الإبداع
لم يكن الاحتفال منكمشا، بل منسابا كانسياب كتب الأديب والكاتب "مراد العوني" الذي لم يتخلف عن الحضور وجاء من مدينة "السرس" خصّيصا لمشاركة أصحاب المبادرة فرحة هذا العرس المقام على نخب المعرفة، شأنه في ذلك شأن الكاتبة الواعدة الشابة "أماني بن علي" التي كانت مواكبة لهذه المناسبة. هذا دون نسيان ذكر المهندس "عبد الوهاب العياري" صاحب الهوايات المتعددة، الذي شرّف الجميع بمجيئه. كما كانت بصمات الإبداع والجمال للمصوّر " شكري" منقوشة بإتقان ضمن إطارات التكريم، المقدمة كهدايا رمزية باسم المدرّسين والإطارات الأحياء، ولمن فارقوا الحياة تسلم الهدايا نيابة عنهم عائلاتهم أو من ينوبهم.
لقد كان هذا اللقاء مناسبة متميزة، تعانق فيها الماضي بالحاضر، والتقت فيها الطفولة بالكهولة، والمربين بأبنائهم والمدرسة احتضنت اطفالها من جديد، أطفالها الذي كبروا ولم تكبر الطفولة في داخلهم، حيث لا يزال الحنين يشدهم إلى دروس الابتدائية والى معلميهم وإلى صفاء ذاك الزمن الجميل مستندين إلى مقولة جبران خليل جبران:
" تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة، فلاح يغذيه، جندي يحميه، ومعلم يربيه"..
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 188182