كيف غالَطَنَا السيد روني الطرابلسي.!!!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d442124315e21.57208013_loqejmighfknp.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / توفيق الزعفوري...

شهد القطاع السياحي بعد الثورة تقلبات عديدة لحدود 2015 عندما ضرب الإرهاب بقوة في جوهرة الساحل سوسة و قلنا أن الأمر انتهى و يلزمنا صبر أيوب و سنوات من إعادة بناء الثقة بين تونس السياحة و الأسواق التقليدية و إعادة مد الجسور، بين تونس و بلاد ما وراء الأطلسي، و كان العمل جبارا خاصة على المستوى الأمني و الاستثمار في الوجهة التونسية هو خيار السيد روني الذي جعل من بعض قنوات فرنسا و من بعض معارفه الجدد و القدامى خير حافز على كسر الأرقام القياسية و الوصول، في تحدي، إلى عتبة ال 9 مليون سائح!! قفزت إيرادات النقد الأجنبي إلى 42.5٪ متجاوزة 3.2 مليار دينار في النصف الأول من سنة 2019، رقم هزيل جدا مقارنة بما يحصّله غيرنا من المصريين و المغاربة، دون الحديث عن دول الخليج..





المغالطة، تكمن في أن البلاد أصبحت "مقاطعة روسية" بامتياز، لا ترى الا السائح الروسي في النزل، و في بعض الرحلات الخارجية، النزل تعمل بطاقتها القصوى، بالفرنسيين الذين يحبذون الوجهة التونسية لاعتبارات عديدة منها كونها الأقل تكلفة مقارنة بغيرها، فما يكلف السائح الفرنسي أسبوعا في تونس لا يكفية ليومين في جزر البليار و ميوركا أو بلد اروبي مجاور كاسبانيا أو إيطاليا، ثم إن المستفيد الوحيد هم أصحاب النزل : 862 نزلا و 7 سلاسل فندقية إستفادت من نسبة حجوزات عالية تتجاوز ال 30٪ و حتى ال 100٪ بالنسبة للسائح الانقليزي (119٪)..

الإشكال الأبرز الذي يعاني منه القطاع الفندقي هو المديونية، صدعوا بها رؤوسنا و هي لا تتجاوز ال 4 مليار دينار!!!! كان يمكن تجاوزها لو وقع جدولتها في سنوات الوفرة و الذروة.

الاسواق التقليدية : الإيطالية و الإسبانية، لم يتحرك نسق توافد السواح منها بالرغم كونها قريبة جغرافيا و هي أسواق خسرتها الوجهة التونسية لفائدة وجهات أخرى أقل أمانا!!!

من الخاسر الأبرز في واقع الذروة؟؟؟

الخاسر الأبرز هم أصحاب وكالات الأسفار الذين يعولون على الرحلات السياحية، و تمثل مصدر دخل لهم و للعاملين معهم، و الأدلاء السياحيين الذين يجدون أنفسهم في بطالة طبيعية و غير واقعية في أوقات الذروة مع أجور متدنية و أحيانا مهينة غير مهنية مقارنة بما يتقاضاه زملاؤهم في بلدان أخرى( أجرة بالساعة )، تفوق أجرة يومين كاملين في تونس..

السيد روني ،ذو الخبرة العالية في الميدان، لم يصل بعد إلى غايته في تعديل بعض الأوتار، و بقي مركزا على تحطيم الأرقام الإنتخابية، التي تصب إيراداتها في خزينة الأقلية و لا يستفيد منها الأغلبية، إضافة إلى كل المرتبطين بالقطاع من تجار الصناعات التقليدية و الأسواق و الدكاكين و الحرفيين الصغار و الكبار، و بائعي الياسمين و غيرهم كثير، هؤلاء المغضوب عليهم يخسرون الجهد و القوت في زمن الذروة و الوفرة، ثم تريد إقناعهم أن القطاع السياحي بخير.. تصبح على خير!!!


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 186810


babnet
*.*.*
All Radio in One