رسالة متعجرفة من ماتيو سالفيني إلى هشام الفوراتي..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d2591f23317e2.56569657_gmoeqiljphknf.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية الخاصة والتابعة لمجموعة آدنكرونوس "آكي"، أن نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزير الداخلية ماتيو سالفينى، وجه رسالة الى نظيره التونسي هشام الفراتي ، حول مسألة الهجرة الغير شرعية، جاء فيها "..تدفقات الهجرة لا تزال تمثل قلقا كبيرا، وفى مناسبات عديدة، تمكنت من لمس الالتزام التونسى، فى منع إنطلاق العديد من المهاجرين غير النظاميين، ومحاربة المتاجرين بالبشر واعتماد مبادرات لمكافحة الإرهاب... لكن السيناريو الحالى يتطلب منا، مع ذلك، تكثيف الجهود، وقبل كل شىء من ناحية التدخلات الرامية إلى منع وتثبيط انطلاق المهاجرين السريين، وكذلك تكثيف أنشطة التحقيق والتحريات، و تعزيز العمليات الميدانية فى أكثر المناطق حساسية... يجب علينا تسريع نموذج التعاون القائم أصلاً، بدعم أوروبى أيضاً، وتعزيز قدرات المراقبة البحرية، من خلال التطوير النهائى لنظام متكامل يعتمد على محطات الرادار وهياكل تشغيلية... كذلك من ناحية إعادة المهاجرين إلى أوطانهم، لدينا نموذج حقيقي للعمليات، ويمكننا تحقيق مستويات أعلى من الفعالية من خلال إعادة تشكيل العمل على أساس مرونة أكبر باستخدام سفن النقل العام".





رسالة طويلة تطرق فيها الوزير الإيطالي المعروف بصلفه، الى محاور المراقبة وسبل تعزيزها والعمليات الميدانية وانشطة التحقيق واعادة المهاجرين! وكانه يوجه تونس الى بوليس هجرة بدل البوليس السياسي، ولا غرابة فالوزير سالفيني المعروف بعنصريته، لم يكن من المتحمسين للمعالجات التي تركز على التنمية كحافز لمحاربة الهجرة الغير شرعية، أكان ذلك في ايطاليا او في أوروبا ، ورغم أن لتونس ودول الضفة الكثير من المطالب الأخرى المتعلقة بالمشاريع الصغرى والمتوسطة، وغيرها من مشاريع الدعم، فإن الوزير الإيطالي ركز فقط على تونس البوليس والحارس والحامي لحدود إيطاليا وبالتالي أوروبا، كما أن سالفيني يعتبر من السياسيين الذين يرغبون في تقديم المساعدات التي تسهم في مكافحة الهجرة، كالزوارق ووسائل الإنذار و وسائل المراقبة وغيرها من المعدات، إذْ لا تهمه معالجة المسالة من جذورها باشكال عميقة ومثمرة، بقدر ما يهمه تقوية أسطول المراقبة التونسي وتخصيص كل المساعدات او جلها لدعم حرس السواحل، ولما لا إحداث وحدات استخباراتية تخترق النسيج الاجتماعية وتنتهك الخصوصية لتنفيذ ضربات استباقية تحمي من خلالها الحدود الايطالية! كما سبق للوزير المثير واقترح مساعدة تونس في إقامة مخيمات للاجئين على أراضيها! ثم هو صاحب التصريح المسيء الذي قال فيه " تونس، البلد الحر والديمقراطي لا يرسل إلى إيطاليا أشخاصا شرفاء، بل في أغلب الأحيان وبصفة إرادية مساجين سابقين".
هكذا جانبت حلول الوزير الإيطالي ملامسة المشكل من أساسه، وتركزت على الجانب الأمني دون التنموي، ساعده في ذلك وزير الخارجية خميس الجهناوي الذي ركز بدوره على الأمن حين قال " ونحن في تونس نعتقد أن هناك أساليبا أخرى لحل ملف الهجرة على رأسها مكافحة كل أشكال الهجرة غير الشرعية حماية للمواطنين ولأمن الدول الأخرى"، في الوقت الذي يتحتم على صناع القرار في تونس الضغط بقوة، من أجل الارتقاء بملف التنمية الى سلم الأولويات في معالجة ظاهرة الهجرة الغير شرعية، وعدم الاكتفاء بلعب دور شرطي الساحل الوفي، أي نعم نحن نرغب في حماية ابنائنا من الإبحار العشوائي وما يعنيه من مخاطر، لكن شبابنا يحتاج الى التنمية ليظل في بلاده ولا يحتاج لتشديد الحراسة على السواحل، فحين يرغب في الإبحار سيجد أمامه سواحل مغاربية مترامية تبلغ 6505 كلم، بنسبة 28% من سواحل العالم العربي. اوروبا التي رصدت سنة 2018 أكثر من 90 مليون يورو، لملف الهجرة الغير شرعية، خصصت منه فقط 6.5 مليون يورو لمساعدة اللاجئين ومنظمات الاغاثة، والبقية لحماية السواحل والحيلولة دون وصول نزار ونبيل وبوعلام و ايبيل و بيهاتي و ديالا و كديرا وغيرهم الى السواحل الاوروبية.

ولعل النقطة المشرفة التي تحسب للجانب التونسي أنه صمد في وجه عروض ضاغطة، بل وعروض مقايضة بشعة طوال السنوات الماضية، حيث كررت أوروبا سنة 2016 و 2017 و2018 عرضا لتونس باستضافة مخيمات للاجئين الافارقة على أراضيها مقابل امتيازات لا تتعدى ذر الرماد في العيون، لكن بلادنا رفضت ذلك، وطالبت بحلول اخرى واقعية، عليها ان تسميها وتضغط من أجل إقرارها، فلا يمكن لأوروبا التي رصدت سنة 2015 ميزانية لهذا الغرض وصلت الى حدود 4 مليار يورو، أن تحول بعض ملايين اليوروات الى التنمية، والبقية تصرف في انشاء جيوش من الحرس البحري بتقنيات رهيبة متطورة ومتجددة، بينما لو قامت أوروبا بضخ مثل تلك الميزانية في التنمية لانتهت القصة.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 185467

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 10 Juillet 2019 à 14:27           
وزير الداخلية الايطالي راسل نظيره التونسي ومن الطبيعي ان يكون موضوع المراسلة النشاط الامني والتعاون في ذلك
لكن هل تفضل السويلمي وبين لنا اين يرى ان الـ"رسالة متعجرفة " ام انها عودة منه للعناوين المثيرة ولو على حساب الحقائق

Lechef  ()  |Mercredi 10 Juillet 2019 à 11:09           
Bien sûr que pour les têtes bien faites avec des idées bien structurées , le développement constitue l'ossature solide avec la pierre angulaire pour remédier à l'immigration clandestine.
malheureusement, les têtes mal faites portées par les extrémistes de tout bord et qui ont une vision bornée telle que ce Silvini considèrent que leurs démarches racistes constituent la solution idéale et supposent que l'homme n'est pas libre dans ses déplacements peu importe le sens et la direction qu'il prend.

Kamelnet  (Tunisia)  |Mercredi 10 Juillet 2019 à 11:00           
@slimen combien de société française italiennes sont implantés dans l'Afrique "indépendante" qui continue de pillée les richesses de l'Afrique .. pétrole .diamant. fer.uranium,et thon et banane,annanas............,😎

Slimene  (France)  |Mercredi 10 Juillet 2019 à 10:04           
@Aziz.L’Italie pille l’Afrique dites vous?Le pillage au vingtième siècle et au delà n’existe que dans les esprits.Le pillage existait jusqu’au dix neuvième siècle mais aujourd’hui avec l’existence de la bourse on ne peut plus prendre gratuitement une ressource sans faire chuter complètement la bourse.Imaginer l’entreprise comme Mercedes qui donnent gratuitement ses voitures ou même avec un rabais,qui va payer les ouvriers et quels bénéfices
tirerait Mercedes pour continuer à exister.Si la Tunisie donnerait gratuitement son phosphate ou même à un pays inférieur à celui de la bouse,l’entreprise continuera t elle à exister?

Slimene  (France)  |Mercredi 10 Juillet 2019 à 09:49           
@Nouri.L’Allemagne,le Danemark,la Suède,la Finlande,le Norvège,l’Islande?ils ont pillé quels pays en Afrique pour devenir riches?je peux rajouter aussi la Suisse!Le colonialisme est fini depuis près d’un siècle et n’est plus une excuse.La société des pays du tiers monde est archaïque et n’est pas adaptée aux exigences de ce siècle qui ne sont pas celles du moyen âge.

Aziz75  (France)  |Mercredi 10 Juillet 2019 à 09:35           
الذي يستغل خيرات إفريقيا جنوب الصحراء،من واجبه تحمل مسؤولياته .لكن هناك مفيات في هذا الميدان،من واجب الدول الافريقية القيام بواجبهم كذلك.

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 10 Juillet 2019 à 08:57           
الوسائل الحقيقية لاقاف هجرة الافارقة لؤروبى:
ان يدعم الاتحاد الؤروبي الانتقال السياسي في إفريقيا ومساندة حقوق الشعوب ووقف دعم الدكتاتوريات واحترام اختيارهم.
التعامل مثل "خطة مرشال" بعد الحرب العالمية لبناء بلدان غرب ؤروبى، نهيك ان البلدان التي استعمرت بلدان افريقية نهبت جميع خيراتها منذ الاستعمار والى يومنا هذا.

ان لم يريدوا ارجاع اموال الافارقة فعليهم قبول شعوبها على أراضيهم.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female