بعد تهديده لسامي الفهري بخمس سنوات سجن.. هل أصبح مفتاح ''المرناقية'' بيد بوبكر بن عكاشة!!؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d0a09e6422188.48052162_jhpolemgnqfki.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

أن يكون المالك السابق لـ"كاكتوس" مرتكبا لعديد الجرائم بكل انواعها الاعلامية والجزائية والقيمية، ومتهربا من العدالة ومتفصيا من العقاب، فهذا أمر لا يمكن قبوله بكل المعايير، اذ اخطر ما يهدد المجتمع والدولة هو عدم ضمان تكرر الانتهاكات الحقوقية والجرائم، أمّا أن يتحوّل بوبكر بن عكاشة الى سوبرمان داخل الدولة، يمسك السلطة التنفيذية والسلطة القضائية فضلا عن جهاز الاستخبارات، ويصدر الحكم بالسجن من فوق عرشه في الدولة البيزنطية، ويحدد المدة: خمس (5) سنوات، ويضبط التاريخ: شهر أكتوبر 2019، فهذا بالفعل قمة انهيار كل القيم والمعايير والقوانين ومؤسسات الدولة.






منشط برنامج "ميدي شو" الذي أصبح مزعجا جدا لمدير الاذاعة بوطار، لم يقدر على نفي التهديد الصريح، فقد تم نشره من مالك قناة "الحوار التونسي" سامي الفهري، وتم تداوله على مستوى واسع، واضافة فوسيم ميغالو سجل الامر والرسالة التهديدية يبدو انه تم تسجيلها عبر عدل تنفيذ، فالطريقة التي يستعملها الفهري ليست طريقة هواة، وتذكرنا بأساليب التصفيات بين ذيول الشبكات والعصابات، والفهري واضح انه يرد على الشاهد مباشرة، فالتهديد الصادر عن منشط "موزاييك" لم يكن من صياغته هو، فالرجل متمكن من تفاصيله بكل دقة، ما يدل انه استقاه من سلطة نافذة.


المكلف بالدعاية والبروباغندا لدى الشاهد، حاول على صفحته عبثا تبرير الامر الخطير لكنه لم يقدر بالمرة، وزاد في توريط نفسه وتوريط اذاعته التي تتحمل كل عربدته على الغير، فقد نشر على بروفيله "فايسبوك" رابطا منشورا على موقع "الصباح نيوز"، تحت عنوان "هذا ما قررته المحكمة في قضية كاكتوس"، أردفه بتعليق ادعى ان ما هدد به الفهري منشور و"متاح للعموم"، لكن بالنفاذ للمنشور المدون بتاريخ 13 جوان الجاري فهو لا يشير لا الى حكم بالسجن بخمس (5) سنوات، ولا الى أكتوبر كتاريخ لصدور هذا الحكم، فقط المنشور يشير الى تأجيل قضية "كاكتوس" في انتظار ورود نتيجة "الاختبار التكميلي"، والفضيحة بالفعل مجلجلة، لان ما تعلل به الواجهة الاعلامية للشاهد يدينه ولا يبرر فعلته.

واضح ان هناك تصفيات على اعلى مستوى مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الخطير، ورأينا استبسال منشط "ميدي شو" لاسقاط خصم ساكن القصبة مالك قناة "نسمة" و"خليل تونس"، سواء على صفحته في الفايسبوك أو في برنامجه الاذاعي، او على قناة حزب القصبة، والامر وصل هذا الاسبوع الى أسئلة اتهامية لرئيس الايزي، الى حد اننا خلناه سيقوم بتحويله لـ"الجيول"، و"المكلف بمهمة" لم يعد متحكما في انفعالاته، فاحيانا تحت اعتبار بحث السياسيين عن منبر للكلام لا يتورع على اهانتهم، والكل يتذكر كيف أنّ رئيسة اتحاد المرأة تركت المصدح وغادرت، بعد اهانات وتطاول شنيع عليها، وقبل ذلك اتحاد الشغل لما عارض استمرار الشاهد، والامثلة كثيرة ومتعددة.


ومع ضعف نتائجه، خاصة بعد الهزيمة النكراء لحزبه في سوق الجديد بسيدي بوزيد في الانتخابات البلدية الجزئية، وبعد الانهيار العميق لحزبه ورئيسه في استبيانات الراي، وحتى بعد فشل تمرير اقصاء خصوم رئيس حزبه، برغم مصادقة المجلس على مشروع التعديلات، التي من المرجح أن تسقط أكثرها ولن تتفعّل على الاقل خلال الانتخابات الحالية، دخل على خط التهديدات لمن يحملون اجندات معاكسة لرئيس حزبه، ولكن هذه المرة ليس من جهة "نسمة" بل من جهة أخرى صارت مزعجة، في سخريتها العميقة برئيس حزبه، ولكن يبدو أن الامر هذه المرة ستكون له تداعيات غير محسوبة، بعد فضح الامر من ميغالو والفهري.


ويأتي هذا الامر بالتوازي مع احراجات كبيرة لمدير اذاعة موزاييك، الذي ضاق ضرعا بعديد السلوكيات المخالفة للمعايير الاعلامية، وحتى أبسط قواعد العمل والانضباط، فقبل أسبوع نشرت جريدة "الشارع المغاربي" صورة مهينة للاذاعة الاولى، تحمل منشط "ميدي شو" أمام المصدح بهندام مبتذل، لا يمكن أن يقبل في الشارع فما بالك باذاعة محترمة، وهو ما استدعى تنبيها حادا للمعني، قبل أن يتحوّل الامر الى مسار تأديبي، بعد حصول عديد التشكيات المتراكمة، بالتوازي مع تهمة "الهبة البريطانية" التي التصقت بالمنشط المذكور وصارت موضع حديث الجميع، خاصة وانه قبل سنة كان قرار الطرد جاهزا، لولا تجنب مدير اذاعة موزاييك الشوشرة، الذي اكتفى بايقاف عن العمل لمدة ناهزت الشهر، ولكن يبدو أن الامر هذه المرة فاق كل الحدود، وطاقة التحمل صارت محدودة، والقرار الزجري اليوم جاهز وهو في اعلى درجات السلم التاديبي في انتظار توثيق التجاوزات والاخلالات الجسيمة.


هذا الاسبوع تحدي صارخ من المنشط المذكور للقضاء، باتهامات جزافية وعنهجية غير مسبوقة، لشخص يرى في نفسه حصانة تفوق كل الحصانات، فهو يعتبر نفسه الذراع الضاربة لرأس السلطة التنفيذية بالقصبة، والا لما وجه تهديدا لا يمكن أن يوجهه وكيل الدولة العام، بقوله "مع ذلك سامي الفهري اكتوبر 2019 في السحن لمدة 5 سنوات ....تذكر كلامي "، والسؤال اليوم المطروح أبعد من كونه أصبح يمتلك مفاتيح "المرناقية"، هل صار بن عكاشة أكبر من كل الدولة؟؟!!


السؤال ستحسمه الايام المقبلة، وقد صار عبئا ثقيلا وانتفخ الى حد التورم الذي يتهاوى معه كل شيء، والاكيد ان حجرة الدومينو الاولى التي ستسقط، ستسقط وراءها كل الاحجار، فلننتظر بقية المشهد الحزين، الذي ينطبق على كل المجندين الصغار، الذين تأخذهم الخيلاء ويعتقدون أنهم بسلطة الاسياد عظاما، ليلتفتوا في لحظة فيجدوا ان كل الارصدة فرغت امامهم، فيعلموا حينها انهم مجرد بطارية غير قابلة للشحن، انتهى دورها ووظيفتها دون رجعة!!


(*) باحث في القانون العام وفي الفلسفة السياسية


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 184245


babnet
*.*.*
All Radio in One