ما هي تداعيات استشهاد مرسي على الثورات العربية..

نصرالدين السويلمي
دون الاستغراق في التصنيف البرجوازي، انها ثورة الدمار الشامل لكل المفاهيم التي أنتجتها مصانع الدكتاتوريات وحسنتها نخب العار اللقيطة، لكننا حين نفصّل لا يعني أننا نبوّب ونميّز، فبائع الخضار في سيدي بوزيد كرئيس الجمهورية في مصر، نحن وإياهم على صراط ثورية واحدة.
دون الاستغراق في التصنيف البرجوازي، انها ثورة الدمار الشامل لكل المفاهيم التي أنتجتها مصانع الدكتاتوريات وحسنتها نخب العار اللقيطة، لكننا حين نفصّل لا يعني أننا نبوّب ونميّز، فبائع الخضار في سيدي بوزيد كرئيس الجمهورية في مصر، نحن وإياهم على صراط ثورية واحدة.
لقد تدرجت ثورة الربيع العربي ليس في الافضلية فكل الدماء فاضلة، ولكن في السلم الوظيفي، اشعلها صاحب العربة وانهاها صاحب القصر الرئاسي، اليوم تضاف إلى ثورة الانسان احد اهم المحفزات، فبعد ان بدانا بالشهيد البائع المتجول ثم الشهيدة الطالبة ثم الشهيدة الناشطة ثم الشهيد المهندس ثم الشهيد الدكتور ثم الشهيد البروفيسور.. ها نحن نقدم الشهيد الرئيس، وما يعني ذلك من رمزية، إذْ لم تعد معارك الثورات العربية تراعي السلم التقليدي الركيك، قيادة تخطط وقواعد تستشهد، تم كسر القاعدة بنجاح، واختلط دم رئيس الجمهورية مع دم البائع المتجول، امتزجت حشرجة الرئيس في القاهرة مع انين الفتى البوزيدي في بوزيد، وأصبح منصب الرئاسة أحد مصادر الإلهام الثوري، هكذا أسست شهادة مرسي الى مفاهيم جديدة، وفتحت نوافذ أخرى على عالم الكفاح العربي، كل الذين استشهدوا كانوا ضحية الرؤساء العرب، واليوم يستشهد الرئيس العربي على يد العملاء العرب، لقد حولت ثورة الربيع العربي قصور الحكم من مقاصل إعدام الى ساحات شهادة، افتتحها الرئيس الدكتور التونسي بالنضال واختتمها الرئيس الدكتور المصري بالشهادة.
إذا كانت معارك تحرير الأرض العربية احتاجت الى شهداء رموز يشحنون اسلحة المجاهدين بالعزيمة والحماس قبل البارود، وقد وجدت ضالتها في الأمير عبد القادر وعمر المختار ومحمد الدغباجي وعلي بن غذاهم وعبد الكريم الخطابي واحمد ياسين، فان معارك تحرير الانسان العربي، تحتاج بدورها الى رموزها، وقد وجدتهم في محمد البوعزيزي وعبد الباسط الساروت وأسماء البلتاجي وغيرها، واخيرا في رئيس الجمهورية المصرية الشهيد محمد محمد مرسي عيسى العياط.. حين تُقدم الشعوب رؤسائها كعربون حرية، سيهون ما بعدهم ومن بعدهم.
أي نعم خسرنا رئيس الجمهورية المصرية محمد مرسي، لكننا ربحنا الرئيس الشهيد كرمز من رموز ثورة الحرية والكرامة، فحينما تدفع الشعوب الرؤساء كقربان لثورتها يهون ما بعدهم وينكسر حاجز الخوف وتصبح الشهادة أقرب من الخنوع، وتضيق مساحة الخيارات، فإمــا حيــاة تســر الصــديق، وإمــا ممــات يغيــظ العــدى.
تلك ثورة افتتحناها ذات سبعطاش ديسمبر ببائع خضار.. رجمنا قصور الحكم بمحمد البوعزيزي، فرجمتنا القصور ذات 17جوان برئيس جمهورية!!! مجنونة هذه السبعطاش! أرسلناه بوعزيزي يوم سبعطاش ، فعاد الصدى مرسي يوم سبعطاش! لقد وقعوا في الفخ.. الآن ننقضوا عليهم.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 184179