الأقلية المسلمة في تونس

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5bbfb0fe8d0774.59496510_kjglnomefhpqi.jpg width=100 align=left border=0>


محمد فضل الله الزغلامي

كل ذنبه أنه ذكر تلاميذه بأن الصلاة واجب على كل مسلم، فذهب البعض حتى إلى فتح تحقيق بخصوص ما اقترفه المدير من ذنب.

لنعد إلى أصل الحكاية، حيث توفيت الأسبوع الماضي الطفلة فرح محفوظ، المرسمة بالسنة السادسة بمدرسة حمام الغزاز بعد أن كتم الغاز أنفاسها، بمنزلها.




فتاةٌ مجتهدة، كان لها أثر بأرجاء المدرسة، ما دفع مدير مدرستها، السيد لطفي الزواوي إلى تنظيم موكب تأبين لها حضره التلاميذ والمربون والإطارات التربوية.. وببراءة فرح محفوظ، والأطفال جميعا، ألقى السيد لطفي الزواوي كلمة أشاد فيها بالصغيرة الراحلة، مشيرًا إلى أنها كانت من رواد إحدى المدارس القرآنية وأنها فازت في مسابقاتٍ لحفظ القرآن.

لم يكن يعلم السيد لطفي الزواوي بأنّ كلماته عن القرآن، هي بالنّسبة للبعض، كالغاز الّذي أودى بحياة نور، تخنقهم، فتراهم بوجوهٍ عليها غبرة، ترهقها قترة، يطالبون بعزله، حتّى أنّي في البداية ولمّا سمعتُ أحدهم يعلّق بخصوص الموضوع، ظننت أنّ السّيّد لطفي الزّواوي قد ذُكر إسمه في التّقرير السّنوي الواحد والثّلاثون لتقرير دائرة المحاسبات، والّذي تطرّق إلى الفساد الّذي ينخر تونس كما ينخر يأجوج ومأجوج سدّ ذو القرنين.
ولعلّ الإعلاميّ محمّد بوغلاّبٍ سيحذّر مستمعيه منّي، ويدعوهم إلى التّحرّي بخصوص إذا ما كنت معتدلاً أو داعشيًّا، لمجرّد أنّيَ صدّقت بما ورد في كتاب الله بخصوص يأجوج ومأجوج وذي القرنين.. تمامًا كما فعل صباح أمس.

فبتاريخ الثّلاثاء 9 جانفي 2019، حذّر محمّد بوغلاّب مستمعي إذاعة "شمس أفم" من "الأحزاب الإسلاميّة المعتدلة" ، وخلط ـ سأعتبر الأمر سهوًا عملاً بقوله تعالى "إنّ بعض الظّنّ إثم" ـ بين تشجيع الأطفال على الصّلاة وبين تنظيم "داعش" الإرهابيّ. كان ذلك لدى تعليقه على كلمة مدير مدرسة حمّام الغزاز، السّيّد لطفي الزّواوي، مضيفًا أنّه وعوض أن يحدّث الأطفال عن ضرورة الصّلاة، كان على هذا الأخير أنّ يحدّثهم عن مخاطر الغاز.
بل ويواصل محمّد بوغلاّب، ليشير إلى مستمعيه بأنّ مدير المدرسة، السّيّد لطفي الزّواوي، عضو عن حركة النّهضة بالمجلس البلديّ بـ "الغزاز".. "عضوٌ نافذ، يهابه سكّان المنطقة"، وفق تعبيره.

ولئن تبدو مداخلة محمّد بوغلّاب بخصوص كلمة مدير مدرسة حمّام الغزاز، السّيّد لطفي الزّواوي، شبيهة، شكلاً ومضمونًا بالتّقارير الّتي كان يخطّها "الأربعون ألف صبّابٍ"، فإنّي لن أبكيَ كما يفعل الكثيرون أمام هذه المواقف، "التّعايش بين التّونسيّين" و"حرّيّة الضّمير والتّعبير والتّفكير"، ولن أصرخ "وا إسلاماه"، كما لن أنتقد الإعلاميّ محمّد بوغلاّب.. وعوضًا عن كلّ هذا سأشكره.

نعم، سأشكر محمّد بوغلاّب، والّذي جاء ليذكّرنا مع دخولنا سنة 2019 بأنّ الاستحقاقات الانتخابيّة، البرلمانيّة والتّشريعيّة، المزمع إجراؤها بعد أشهرٍ، مسألة حياةٍ أو موتٍ بالنسّبة لنا. وللإشارة، فإنّ صيغة الجمع هنا لا تشير إلى الإسلاميّين، وما أنا منهم، بل لجموع التّونسيّين، ممّن يستعملون مصطلح "بقدرة ربّي".
إذ أنّ محمّد بوغلاّب، انتقد يوم الإثنين الماضي وزير الصّحّة لمجرّد أنّه قال في حوارٍ تلفزيّ "بقدرة ربّي" ، وتساءل بوغلاّب على قناة "التّاسعة"، ساخرًا :"في حال فشل الوزير في مهامّه، من سنحاسب بالضّبط؟ سنحاسبه هو أم سنحاسب قدرة ربّي؟".
والحقيقة أنّ ما يفعله محمّد بوغلاّب، من تخوينٍ واتّهامٍ منطّن بالإرهاب، لا ولن يقتصر على التّونسيّين الّذي يستعملون، لا شعوريًّا في أحيانٍ كثيرة، مصطلح "بقدرة ربّي" والمعجم الدّينيّ بصفةٍ عامّة باعتبار أنّ آذاننا وشفاهنا تعوّدت عليه منذ الصّغر، بل سيشمل أيضًا أولئك التّونسيّين الّذي يؤمنون بأحاديث خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وسلّم، إذ هاجم نفس محمّد بوغلاّب، يوم أمسٍ وقبل أشهرٍ، عبد الرّزّاق الرّحّال ، المهندس بمعهد الرّصد الجوّي، والّذي صدّق ما نقله أبو هريرة عن رسول الله أنّ "الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل".

قد يقول البعض أنّ الكثير من الأحاديث ضعيفة، والحقيقة أنّي مثلهم، لا أؤمن بالكثير منها، أو ربّما لا آخذ الكثير منها على محمل الجدّ إن صحّ التّعبير، لكن الأمر هنا لا يتعلّق بالإيمان من عدمه، بل بملايين من التّونسيّين العُزّل، تسعى أقليّة سلاحها مصاديح المذاييع وأوراق الصّحف البالية وكاميراوات التّلفاز، إلى دحرهم عن بكرة أبيهم!
ولا أعني بملايين التّونسيّين، الإسلاميّين، بل أولئك الّذين يصلّون تارةً ويسهون عن صلاتهم تارةً أخرى، يؤتون ذنبًا تارة ويستغفرون تارةً أخرى.

ملايين التّونسيّين بفنّانيهم الّذين يغنّون تارةً ويهجرون الغناء تارةً أخرى، بحثًا عن رضوان الله حسب رأيهم، وحتّى إن لم يهجروه، فإنّهم يعبّرون عن رغبتهم في ذلك، وهم من كلّ طيفٍ بدءً بمغنّي الفنّ الشّعبيّ على غرار زينة القصرينيّة، وصولاً إلى ما يُعرف بـ"الرّاب"، على غرار "كلاي بي بي جي" و"سامارا".
ملايين التّونسيّين، برياضيّيهم، أولئك الّذين تملؤ صورهم بالحانات والعلب اللّيليّة منصّات التّواصل الاجتماعيّ، ثمّ، تراهم قبل المباراة أو عند الفوز يردّدون سورة الفاتحة ويسجدون.

ملايين التّونسيّين، بما فيهم من إناثٍ سافراتٍ منهنّ ومحجّبات، يردّدن في المناسبات السّعيدة منها والحزينة، عند الفرح أو حتّى الغضب، مصطلحاتٍ كتلك الّتي يعتبرها محمّد بوغلاّب "غيبيّة وميتافيزيقيّة"، وفق قوله.. من ذكورٍ صغارٍ، يسمّون باسم الله قبل الأكل ويصدّقون بأنّه تعالى "سيحرق الكذّاب من شوافر عينيه"، ومن كهولٍ، يلقّنون أولادهم أياتٍ من القرآن ويصطحبونهم إلى الجامع، ويعلّقون بمرايا سيّاراتهم دعاء السّفر، ويبادرون بتحيّة الإسلام.. ومن شيوخٍ يتّخذون ركنًا بجلّ المنازل وبين أيديهم كُتيّبٌ صغيرٌ، مردّدين كلمات الله.
أكرّر، الأمر هنا لا يتعلّق بالإيمان من عدمه، بل بملايين من التّونسيّين العُزّل، ممّن يرفضون مثلاً المساواة في الميراث بين الجنسيْن، تسعى أقليّة سلاحها مصاديح المذاييع وأوراق الصّحف البالية وكاميراوات التّلفاز، إلى دحرهم عن بكرة أبيهم.

وللتّذكير فإنّ الأقلّيّة الحاملة لمختلف أنواع الأسلحة في تونس، كمصاديح المذاييع وكاميروات التّلفزيون وأوراق الصّحف، تسبّبت قبل أشهرٍ في إيقاف عبد الرّزّاق الرّحال، المهندس بمعد الرّصد الجوّي عن عمله لأيّام، بعد أن قال على موجات إحدى الإذاعات إنّ طفليتيْن توفّيتا في نابل بفعل الفيضانات، مثواهنّ الجنّة إن شاء الله.
آنذاك، عبّرت بشرى بلحاج حميدة في تدوينة على حسابها الرّسميّ بمنصّة التّواصل الاجتماعيّ "فايسبوك"، عن تعاطفها مع أبناء المهندس عبد الرزّاق الرّحال، متمنّيّة ألاّ يتأثّروا بفكر والدهم الرّجعيّ والظّلاميّ..

هي أقلّيّة مسلّحة إذًا، ترى في ملايين التّونسيّين الحاملين لصفات عبد الرّزّاق الرّحال ومدير مدرسة حمّام الغزاز السّيّد لطفي الزّواوي، ولاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، ونبيل معلول، وحاتم الطّرابلسي، و"كلاي بي بي جي"، وغيرهم، أعداءً لها، فمرّةً يهاجمهون الأوّل لمجرّد أنّه صدّق قول رسول الله، ومرّة يهاجمهون الثّاني لأنّه حثّ الأطفال على الصّلاة، ومرّة أخرى يهاجمهون لاعبي المنتخب الوطنيّ لمجرّد أنّهم سجدوا، ومرّة يهاجمون الرّابع لأنّه قرأ الفاتحة، ومرّة يهاجمون الخامس لأنّه أدلى برأيٍ، على قفحته الخاصّة، مخالفٌ لرأيهم.
أقلّيّة مسلّحة، تتّخذ من المنابر الإعلاميّة والبنايات الصّفراء الرّماديّة للإذاعات والصّحف، مركزًا لنفوذها، تشنّ غاراتٍ على جميع أصناف الشّعب التّونسيّ، عزاؤنا الوحيد أنّها لم تتمكّن بعد من السّلطة بعد، ولن تتمكّن منها خلال الأشهر المقبلة، وإن تمكّنوا منها فساروعوا كما فعل مسلمو دول آسيا الوسطة إبّان الاحتلال الشّيوعيّ، إلى إخفاء أيّ مظهر من مظاهر دين الحقّ، كالسّجّادات وكتب القرآن، وانتبهوا لألسنتكم حتّى لا يفضحكم مصطلح "بقدرة ربّي" أو "إن شاء الله"، وغيرها.. أمام زبانيتهم، ولا تغفلوا عن أطفالكم، فأتباع الاتّحاد السّوفياتيّ كانوا يفصلون الأولياء المسلمين عن أبنائهم، ليحولوا بين الجيل الجديد وتعاليم الإسلام.


Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 174728

Mnasser57  (Austria)  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 14:22           
بوغلاب ومن معه هم من يصنعون الارهاب في تونس الخضراء وعموما هو وغير يريد ان يحافظ على خبزته حتى لا تنقطع
احسنت ايها الكاتب الطبيب فعلا لقد ابدعت في هدا المقال الدي من خلاله نشرت فضائحهم وشعودتهم وكفرهم ومدى حقدهم على هدا الشعب وعلى دينه
لقد ابدعت في سلخهم وبيان سوء اخلاقهم وقلة حيائهم والشيء من ماتاه لا يستغرب فهؤلاء وخاصة هدا النكرة بوغلاب مازال يعاند شعبا قام بثورة وفي لمح البصرادت بهروب سيده وبدخوله وجماعته مغاغبرهم خوفا وجبنا لكن التوانسة طيبون جدا تركوهم يخرجون بل واعطوهم الحرية المطلقة ولكنهم جعلوها سلاحا في وجه من اعطاهم اياها وهدا كله ظرفي فلن يمروا وسيكوون على جباههم بنار الحرية وبنار التهكم على الدين وعلى مباديء هدا الشعب اللطيف

Mnasser57  (Austria)  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 14:19           
بوغلاب ومن معه هم من يصنعون الارهاب في تونس الخضراء وعموما هو وغير يريد ان يحافظ على خبزته حتى لا تنقطع
احسنت ايها الكاتب الطبيب فعلا لقد ابدعت في هدا المقال الدي من خلاله نشرت فضائحهم وشعودتهم وكفرهم ومدى حقدهم على هدا الشعب وعلى دينه
لقد ابدعت في سلخهم وبيان سوء اخلاهم وقلة حيائهم والشيء من ماتاه لا يستغرب فهؤلاء وخاصة هدا النكرة بوغلاب مازال يعاند شعبا قام بثورة وفي لمح البصرادت بهروب سيده وبدخوله وجماعته مغاغبرهم خوفا وجبنا لكن التوانسة طيبون جدا تركوهم يخرجون وبل واعطوهم الحرية المطلقة ولكنهم جعلها سلاحا في وجه من اعطاهم اياها ولكن هدا كله ظرفي فلن يمروا وسيكوون على جباههم بنار الحرية وبنار التهكم على الدين وعلى مباديء هدا الشعب اللطيف

Mounabeh  (Tunisia)  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 10:31           
Un petit hors sujet
je suis pour l'adoption d'une loi permettant de changer de prénom en un jour; comme ca ce boughalleb pourra changer son nom (je lui propose john, françois, benjamin...) car notre cerveau s'arrête devant toute cette haine pour l'islam pour qq'un qui s'appelle Mohamed.

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 10:27           
محمد بوغلاّب يحارب في ربّي عيني عينك وبصحّة رقعة وقلّة حياء.
"إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا" (سورة الطارق)

Kamelnet  ()  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 08:07           
فعلا الانتخابات القادمة حياة أو موت يجب من الان فضح هاته الأقلية المسلحة حتي يعرف الشعب من هم اعداء دينه وقيمه وعاداته التونسية

Selsebil  (France)  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 07:47           
Trop c'est trop, la coupe est pleine et on ne peut laisser les terroristes du verbe, verbe par ailleurs des plus médiocres jouer avec nos valeurs et nos principes. Car ce qui fait la Tunisie c'est essentiellement sa langue, sa religion et son peuple. Veut il faire de nous des marionnettes entre les las mains des bani jahlan. Ou alors peut être voulait il faire taire la voix de la sincérité et du juste milieu? Ce Boughlam est haineux, vindicatif
et surtout opposé à tout sentiment religieux et spirituel. Que veut-il au fait? Que nos filles sortent le soir dans les boites de nuit.? C'est déjà fait. Que nos jeunes hommes deviennent tous des homosexuels? C'est en partie fait. Que nos femmes sortent dans les rues pour revendiquer la liberté sexuelle? C'est largement fait et on n'a qu'à voir les hystériques à la télé et vous en aurez une idée assez précises.
Comment avait on pu en arriver là? Tous les peuples du monde se targuent de leur appartenance à une religion ou idée exceptés les Tunisiens comme boughlam et son acolyte d'un soir.
Trop c'est trop, et il faudrait que des voix plus sages et plus nuancées s'opposent à cette mascarade de liberté journalistique qui à ce titre se permet de toucher jusqu'à nos valeurs les plus sacrées.
Boughlam est un terroriste en puissance et il faut l'éduquer de la façon la plus lisse et la plus souple car on risque d'avoir sur le dos tous les autres terroristes qui se font payer rubis sur ongles pour ces quelques revendications et autres déclarations mesquines et bancales;

Sarih  (Tunisia)  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 07:46           
أحسنت،أحسنت

Scorpio  (France)  |Jeudi 10 Janvier 2019 à 07:33           
مقال ممتاز في المحتوى و الأسلوب. شكرا.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female