هل يمكن ان ننتظر شيئا من هؤلاء الفاشلين!

مرتجى محجوب
معذرة ان نعتكم بالفاشلين سيداتي و سادتي الحاكمين منذ انتخابات 2014 ,و لكنه للاسف واقعنا المرير الذي لم تعد تنفع معه لا مساحيق و لا عمليات تجميل .
معذرة ان نعتكم بالفاشلين سيداتي و سادتي الحاكمين منذ انتخابات 2014 ,و لكنه للاسف واقعنا المرير الذي لم تعد تنفع معه لا مساحيق و لا عمليات تجميل .
لن اتحدث عن نسب النمو او التداين او العجز التجاري او التضخم او احتياطي العملة الصعبة او قيمة العملة او نسب البطالة او نسق الاستثمار و غيرها من المؤشرات الاقتصادية التي اطنب في الحديث عنها السياسيون و الخبراء و المختصون ,و اجمعوا على اطلاق صيحة فزع منذ اشهر ان لم اقل سنين !
و لكني كمخالط للناس في الحي و المقهى و السوق و الساحات العامة ...اكاد اجزم ان اوضاع البلاد لا تبشر بخير وشيك ,فالقدرة الشرائية قد اهترئت لدرجة ان الورقة بو عشرين و كانها الفين بحكم التهاب الاسعار, و الفوضى ضاربة اطنابها في مسالك التوزيع و الطرقات و الارصفة و الانهج بلا حسيب و لا رقيب ,اما البراكاجات و الخطفة و النشلة فحدث و لا حرج لدرجة ان كثيرا من النساء لم يعدن يحملن حقيبتهن على الاكتاف, و بالنسبة لياس الشباب العاطل و المهمش و مدى ثقته في المستقبل فتجيبك قوارب الموت و الحرقة ان كانت شمالا او جنوبا بكل يقين, و ليس المستثمرين بافضل حال من الموظفين فهم يعانون الامرين عند عزمهم انشاء مؤسسة ما ,ثم يصطدمون بقوانين و اجراءات متشعبة تكبل حتى اسرع العدائين ,علاوة على اكتساح الموازي لمساحات متعاظمة من الاسواق و الميادين ,اضف لهذا كله ,انقطاع الماء و نقص الدواء و ما يمكن ان تسببه ساعة واحدة من غيث السماء من كوارث تفضح بنية تحتية تعاني من الاهتراء و الفساد ...الفساد هذا الغول الذي لم يترك مجالا و لا ميدانا الا اقتحمه عنوة و بلا استئذان ...
انه في الخلاصة, واقع يومي مرير منذ يخرج المواطن للشارع الى ان يعود الى منزله منهك القوى ,فيصطدم بمن هو اشد منه انهاكا بدنيا و معنويا و عصبيا, ليتواصل مسلسل المعاناة الذي يؤثر حتما على القدرة على النوم العميق وقابلية استرجاع الانفاس ليبدء يوم جديد و بمردود اضعف فاضعف تزيده وسائل المواصلات و ازدحام المرور وهنا على وهن ...
لم تتغير اوضاع البلاد و لم نسجل بكل موضوعية اي تحسن في الاداء ,رغم الكم الهائل من الحوارات و الاجتماعات و المشاورات ...,و حتى من دعانا الى حمد الله بما اننا نجد الماء عند فتح الحنفية, فعليه بمراجعة نفسه و سحب تصريحه الذي كذبه اخيرا واقع عديد المناطق من الجمهورية , و لا اعتقد شخصيا بان نفس المنظومة و الاحزاب التي تسببت في ازمتنا الخانقة لقادرة على ايجاد الدواء, ثم ان بلادنا لا يمكن ان تتحمل لغاية 2019 في ظل انسداد و خصام بين من يدعم بقاء الحومة الحالية بشرط عدم ترشح اعضائها للانتخابات القادمة و هو ما يرفضه تقريبا رئيس الحومة بما ان السكوت في هاته الحالة هو علامة الرفض و بين من ينادي باسقاطها في اقرب حين ...
يبقى في رائي ,افضل خيار يجنبنا تكرار الفشل ,مع ما يمكن ان ينجر عن الاخير من اخطار, هو المبادرة بارجاع الامانة لصاحبها عبر الدعوة لانتخابات رئاسية و تشريعية سابقة لاوانها, يتحمل فيها الشعب مسؤوليته كاملة في اعادة انتاج نفس التركيبة و بالتالي تجديد شرعيتها و مشروعيتها المهترئتان او تغييرها او عزوفه عن التصويت و لا يلومن عندها الا نفسه لما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع .
اما عن العرض السياسي الذي كما نقول بلهجتنا التونسية يملى العين, فاني متفائل عند موعد الانتخابات القادمة, بانخراط و مشاركة عديد الشرفاء و المخلصين و الوطنيين و نزولهم اخيرا من الربوة استجابة للواجب الوطني المستعجل و الاكيد .
ناشط سياسي مستقل
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 166742