تحية اعجاب و تقدير لشعب يستحق افضل بكثير

مرتجى محجوب
هبوا من كل حدب و صوب, صغارا كبارا, نساءا و رجالا, متحدين المسافات و احيانا شح الامكانيات ,رافعين اعلام الوطن و حاملين في قلوبهم كل حب و شجن ,حتى خلنا المقابلة تدور في رادس او في اولمبي المنزه .
هبوا من كل حدب و صوب, صغارا كبارا, نساءا و رجالا, متحدين المسافات و احيانا شح الامكانيات ,رافعين اعلام الوطن و حاملين في قلوبهم كل حب و شجن ,حتى خلنا المقابلة تدور في رادس او في اولمبي المنزه .
اما في تونس, فالكل قد عدل ساعته و برامجه العائلية و المهنية على توقيت المباراة, و اكتضت المقاهي و اماكن العرض ,و لا تسمع الا دعاء الامهات و شيوخنا الاجلاء "يا ربي انصر تونس و عليها على من يعاديها " و ازدان الجميع بالوان الدم و السلام ,فخورين معتزين بانتمائهم لوطن يابى ان يكون صغيرا او محقورا بين الامم .
انهم التونسيون و التونسيات, كما عهدناهم دائما ,يكفي توعيتهم و ارشادهم و تحفيزهم لمشروع وطني مفيد رياضي كان او حضاري او سياسي او اقتصادي او ثقافي ....حتى يرينك العجب العجاب ,في عزمهم و ايثارهم و انخراطهم و عشقهم للوطن .
انه درس اخر, ياتينا من كرة القدم ,والتي لم تعد بالمناسبة مجرد لعبة رياضية و هواية, بل ماكينة اقتصادية و تجارية ,يمكن ان توظف احيانا و للاسف في تخدير الشعوب و الهائها عن مشاكلها الحياتية و المعيشية ,في معدن شعبنا و مدى وفائه و اخلاصه ,اكاد اجزم انه لن ينجح اي قائد او مسؤول سياسي في هذا البلد, لا يدرك قيمته ولا يخدمه بصدق .
نعم, تغلب علينا العاطفة احيانا كثيرة ,و ما العيب في ذلك ,اذ عند غيابها , يفقد الانسان انسانيته و يتحول لالة مدمرة تاكل الاخضر و اليابس ,من دون ان نغفل في نفس الوقت,الضرورة العقلانية ,التي تفرض ان نشخص و ندرك نقاط ضعفنا من اجل تلافيها و اصلاحها في المستقبل, و اهمها في رائي البسيط ,و هو ما ينطبق تقريبا على كل القطاعات في تونس ,اننا لا نهتم بالعمل و التكوين القاعدي و لا نضع الخطط و الاستراتيجيات القصيرة و المتوسطة و البعيدة المدى او نركنها في الرفوف و لا نضع الرجل او المراة المناسبة في المكان المناسب و نغلب المحسوبية و الولاءات و القرابات العائلية على حساب الكفائة و الجدارة ,ليكون حصادنا في النهاية و منطقيا ,هزيلا و دون مستوى انتظارات و تضحيات شعبنا الابي .
في المقابل ,لا انكر عيوبنا و التي لا يخلو منها مجتمع في العالم و لكن حب الوطن من الايمان و هو مثل الماء الدي يسكب على نار العيوب ليخلف محاسن الرماد المفيد للارض و النبات و الحيوان و الانسان , و غدا سيكون بحول الله و عزيمة و ارادة النساء و الرجال افضل لا محالة .
و اختم بترديد ما قاله الزعيم و المناضل الوطني فرحات حشاد : "احبك يا شعب ".
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 163766