المجالس البلدية المنتخبة و هيمنة القرار المركزي

أبو مــــــــازن
صدرت النتائج الأولية للانتخابات البلدية مخيّبة لآمال البعض ومحفّزة لآخرين، لقد فعل الناخبون فعلتهم و أصرّوا على تلوين المجالس في عصر اتّسم بالديمقراطية والحرية حيث يكون الانتخاب على أساس الاقناع والعصبية و المال الفاسد والنمطية مجتمعة و تحت سطوة اعلام مغرض و موجّهات حبك خيوطها الفايسبوك و بقية المواقع الاجتماعية.
صدرت النتائج الأولية للانتخابات البلدية مخيّبة لآمال البعض ومحفّزة لآخرين، لقد فعل الناخبون فعلتهم و أصرّوا على تلوين المجالس في عصر اتّسم بالديمقراطية والحرية حيث يكون الانتخاب على أساس الاقناع والعصبية و المال الفاسد والنمطية مجتمعة و تحت سطوة اعلام مغرض و موجّهات حبك خيوطها الفايسبوك و بقية المواقع الاجتماعية.
كان للاحزاب الفائزة نسبيا بالانتخابات مواقف متعددة راوحت بين الفرحة والدهشة و الألم والحزن. ولعل مردّ ذلك الانعكاسات الممكنة على الانتخابات التشريعية القادمة التي ربّما يفصلنا عنها سنة وبضع أشهر لذلك اجتهد الاعلام المعادي للثورة في تبعيض النتائج الحزبية و بارك ما تحصلت عليه القائمات "المستقلة" فهي الكفيلة مجتمعة بتقزيم انتصار النهضة و تدعيم النداء الذي لاقى تراجعا رهيبا في عديد المناطق من الخضراء.
تحت وطأة النتائج اذن سارعت القيادات المركزية للأحزاب بالأخذ بزمام التفاوض و توجيهه من قاعة عمليات مركزية دون اعتبار خصوصيات الجهة و الحي والعرش و التاريخ والجغرافيا. المدير التنفيذي لنداء تونس ابن الرئيس يعلن بسرعة البرق عن صناعة تحالفات جهوية بعيدا عن التوافق الذي قاد الحكم المركزي لأكثر من سنتين. المساعدون والمعاونون وكومبارس النداء الاعلامي يتحدثون عن طلاق محلّي مع شريكهم في الحكم

التيار الديمقراطي مفاجأة الانتخابات والحاصل على مرتبة متقدمة على الصعيد الوطني انتهج نفس الأسلوب حيث أعلن زعيمه محمد عبو منذ ظهور النتائج الأولية أن لا تحالف مع طرفي الحكم لارتباطهما بملفات الفساد


أما النهضة ذلك الجسم السياسي المخيف لدى الاستئصالين والمؤتمن على الديمقراطية وترسيخها محليا لدى عديد الأطراف الداخلية والخارجية فقد كان برغماتيا الى حد الآن رغم تنطع الشريك المتوافق حيث أعلنت النهضة مركزيا أن لا بديل عن التوافق الا التوافق قبل وبعد الانتخابات وربّما لفترة قد تطول لسنوات قادمة. كما اعلنت قياداتها المركزية أنّها تمدّ أيديها لكافة الفائزين مهما كانت انتماءاتهم السياسية والايديولوجية

يبقى المستقلون الذين فازوا بأكبر نسبة والذين قدّمهم الاعلام كوحدة متجانسة رغم اختلافات ألوانهم ومدنهم ومستوى وجاهتهم في أحيائهم كنها وجب ادراك معانيه وقراءة تشكّله. المستقلون حقّا سيعملون قطعا دون قيادة مركزية وسيفاوضون أمر رئاسة المجلس ولجانه ودوائر البلدية كما اتفق واضعين ربّما مصالحهم الشخصية ومصالح ناخبيهم في المقام الأول. المستقلون سيكونون قطعا المرحب بهم لدى جميع الأحزاب والتشكيلات السياسة و الخشية كل الخشية أن يكون دعمهم لزيد على حساب عمرو اعتباطيا أو لمجرّد مصلحة ضيقة لا تعني الجهة أصلا و لا تمتّ بصلة لنجاح العمل البلدي.
أمّا السؤال الهام الذي يطرح باسهاب هذه الأيام :هل يتطلب تقسيم الأدوار قرارا مركزيا من الحزب أو الائتلاف المشكّل أم أن الأمر متروك للفريق المتخب وله الحرية في عقد التحالفات و بناء فرق العمل وفرق المراقبة التي تضمن سير العمل المناط بعهدة هاته المجالس الفتية. لعل الانتساب للثورة هو الموجّه الوحيد حسب رأيي للمحافظة على مكتسبات الباب السابع و تنفيذ محتوياته التشريعية كما أنّ الانتساب للثورة داعم جامع لأغلب الأصوات الناخبة مهما تفرقت. فمن تحدث عن كارثية الحكم المحلي و وجوب تنقيح الدستور والعودة للنظام المركزي لا يمكن بأي حال أن يؤتمن على مصالح المواطنين الذين فرحوا بالثورة وذاقوا طعم الحرية و جرّبوا الديمقراطية فأمنوا وانطلقوا لرفع التحديات الاقتصادية التي حتما ستكون المرحلة الأصعب لتحديد نجاح الثورة من عدمه.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 161710