اكبر فضيحة حداثاويْــــــــــيّـــــهْ في تاريخ تونس ..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/abderahimhadathouuuut.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

لقد تعودنا في تونس على المقاربات الكوميكية الكلُونية وعلى المتناقضات وعلى التلاعب بالمفاهيم وقلب الحقائق وتجريم الضحية وتكريم الجلاد، فنحن الذين خرج من بيننا من يدعو الى الاضطهاد باسم الحرية والى الدكتاتورية من منابر الديمقراطية، والى قتل الشعوب وحدفها بالبراميل المتفجرة باسم الحفاظ على كرامتها وتمتين عرى ممانعتها، نحن الذين منا ومن بيننا نشأ التلوث الديمقراطي الذي قلب الدنيا على ايقاف الناشطة ماهينور المصري عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، بحجة تعارض ذلك مع الديمقراطية وحقوق الانسان، بينما صمت بعض التلوث وايد البعض الآخر قتل المآت من بنات ونساء مصر حرقا في الساحات العامة لأنهن اقترفن جناية الانتصار لقرار الصناديق وخيار الشعب، نحن الذين ندرك انها تنتمي الينا وتحمل جنسيتنا وتعيش بيننا تلك الفئة او الطائفة التي رفضت الديمقراطية"Standard"واصرت على التعامل معها بأشكال مبتدعة"Pieces detachees" وذلك من اجل توفير عامل المرونة ليتسنى تفكيكها واعادة تركيبها بما يتفق مرة مع القداسة البورقيبية واخرى مع التصعيد الثوري وثالثة مع تراتيل الممانعة المعصومة، نحن الذين من بين نخبتنا نشأت النظرية النفقية"أنفاق" والنظرية المينائية"ميناء الزنتان" ونظرية القعلولية"بشرى قعلول"، نحن الذين خرج من بيننا كل ذلك واكثر من ذلك، ثم السنا من تجاوزنا العالم العربي كله في عدد المؤرخين،"60مؤرخ" لا ينقصون قطميرا.






لكن ما صدر هذه الايام عن نخب النضال النسوجي التي شرعت في مقاومة الذكورية قبل عقود واكتسبت في ذلك خبرة ودراية، وتأسست على شرطها الهيئات والجمعيات، ما صدرعنها يفوق كل المتناقضات التي عجت بها تونس الحديثة ، فان تستميت في الدفاع عن فكرة وتفني عمرك في ساحاتها وتصبح خبزك اليومي، ثم تقوم بنسفها في لحظة، لأنها تعارضت مع شهوتك الايديولوجية ، هنا يكون الامر قد غلب قمر اربعطاش في التجلي، ويتضح ان نضال العقود الطويلة لم يكن من اجل المرأة الانسان بل من أجل المرأة اللّحم، المراة البضاعة، وان القيمة الحقيقة لامرأتهم تكمن في تضاريسها الجسدية وليس في تضاريسها الفكرية، كانت الفطرة والاسرة والجسد هي مدار المعارك، توجهت هذه الجمعيات والشخصيات وحتى الاحزاب الى تغذية العداء بين الاخت والاخ وبين البنت والاب وبين الزوجة والزوج، ثم هي تركت الكيان الصهيوني والسرطان والفقر والعنصرية والظلم وركّزت على المواطن الذّكر، ثم تتطور الوباء ليستهدف الاسرة ومنها الى معارك اخرى استهدفت فضائل المجتمع ومكارمه.



مباشرة انطلاق موقعة سعاد عبد الرحيم،راينا انصار ونخب وحتى قيادات احزاب شبه ثورية واحزاب "لاهو لاهو" واحزاب لا طعم ولا رائحة واحزاب نزلت واخرى تصارع من اجل البقاء ..رأيناهم يجتهدون في شرح القانون الانتخابي ليؤكدوا ان منصب شيخ المدينة ليس من حق سعاد قانونيا، وانما يخضع الى التوافق داخل المجلس! جميل ما يقولون، لكن الا يعلم هؤلاء ان جلهم سبق واخرج التوافق من الملّة، وسفه وخون اطرافه، المخجل ان قيامهم بدور المشرع والمختص والضالع في القانون، لم ياتي نتيجة هيامهم بفصوله وانما نتيجة البحث المضنى عن حجج مقننة لرفع اللوم وتخفيف وطأة الخجل، وفي المحصلة هم عازمون بالقانون او بالعربدة او بالكره او بالتحالفات الهجينة،على منع صاحب الحق من حقه، وكيما قال الراجل "ماهي إلا مرا".

لقد غامروا بإسقاط الثورة وصرّحوا من على المنابر انهم على استعداد لعودة الاستبداد مقابل عزل النهضة، بل وانتدبوا القوى الاقليمية لتستنسخ لهم التجربة المصرية في تونس، هل تراهم يفعلون تلك الموبقات ويستنكفون من التكالب على سعاد عبد الرحيم لصالح كمال ايدير، لن يثنيهم ذلك، وإذا لزم الامر سيألفون القصص ويستدعون اسلوب المخلوع في فبركة الاشرطة، وستصبح الصيدلانية الشريفة بقوة مكرهم غانية، كل الوسائل مباحة في معاركهم، وكل الأدوات مكفولة لمنع النهضة من مغازلة التاريخ، ولسان حالهم يقول :

النهضة هي التي فازت بأول انتخابات تشريعية في تاريخ تونس

النهضة هي التي اسهمت في تصعيد اول رئيس منتخب في تاريخ تونس

النهضة هي التي قادت كتابة اول دستور ديمقراطي في تاريخ تونس

النهضة هي التي فازت في اول انتخابات بلدية في تاريخ تونس

ومادامت قصة السبق التشريعي الرئاسي الدستوري البلدي استحوذت عليها النهضة وانتهى امرها واصبحت في ذمة التاريخ...فلن يسمحوا لها بوضع فسيلة اخرى في جوف التاريخ، وهم يسعون ما امكنهم أن لا تفوز النهضة بلقب مزدوج ، تهدي البلاد اول شيخ مدينة تونس، ينتخب بطريقة ديمقراطية، واول امرأة تونسية على راس مشيخة المدينة.


في الاثناء يبدو اننا بصدد قرار تاريخي من النساء الديمقراطيات : اعلان حالة الطوارئ النسونجية مع تعطيل العمل بجميع حقوق المراة الى حين الاجهاز على سعاد عبد الرحيم.. فاصل ونعود.. ابقوا معنا.. لا تذهبوا بعيدا.


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 161542

Mandhouj  (France)  |Vendredi 11 Mai 2018 à 09:42           
الحداثة على المحك ، قبل الفاصل و بعد الفاصل .

PATRIOTE1976  (Tunisia)  |Jeudi 10 Mai 2018 à 09:43           
لا تنهى عن خلق وتاتي بمثله

المرا حاشاها ولات كالكورة بين السياسيين الانتهازيين

نلوموا على جماعة "الحداثة" توظيفهم للمراة في معاركهم السياسية
ياخي خرجونا البعض من جماعة المحافظة بقولهم يلزمكم تنتخبوا مرا ما كانش توليو حدثوت

خليو النساء رايضين و احترموهم شوية
والفيصل في كل المجالات يبقى الكفاءة و الجدارة بغض النظر عن الجنس او العرق او اللون

و في حالة بلدية تونس و كدلك باقي البلديات فالانتخاب هو الفيصل

و يزيونا يرحم والديكم من لوبانة المرا راهو شيء يعمل العار
حتى السويد موش عاملة التناصف الافقي الي صاير في تونس

الجدارة هي الفيصل بغض النظر عن الجنس

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 10 Mai 2018 à 09:42           
مقال هايل.
وختم سي نصر الدين المقال : "فاصل ونعود ابقوا معنا لا تذهبوا بعيدا". بطبيعة يلزمنا فاصل باش الجماعة تهضّم. وكل شيء يحوم حول الفاصل. وهاكم تشوفوا من الفاصل ما خرجناش. على خاطر جماعة الصفر فاصل ماعادش عارفين كوعهم من بوعهم.

Srettop  (France)  |Jeudi 10 Mai 2018 à 08:37           
"النهضة التي فازت في أول إنتخابات بلدية في تاريخ تونس".
يا سي نصر الدين، هل نسيت ما تعلمته في الحساب حتى تدّعي إن 21 مقعداً على 60 يشكل أغلبية؟
لن نتعرف على الفائز النهائي إلا بعد تصويت المجلس البلدي في عملية إنتخاب شيخ (أو شيخة) المدينة.

Foued  (France)  |Mercredi 9 Mai 2018 à 20:57           
Ce genre d article venant d un nahdaouiste qui ne cache pas ses préférences politiques confirme les doutes que j avais sur le site BABNET et ses relations floues avec le parti de RACHED GANNOUCHI , l auteur de cet article a choisi délibérément de mentionner le verre rempli à 10 % plutôt que vide à 90 % , pour l histoire je rappelle les conditions dans lesquelles ENNAHDA avait gagné ses élections , en 2012 face à ennahda qui arrive avec une
réputation pour ses militants de gens pieux , bon musulmans , désintéressés , honnêtes , en face il n y avait que les comparses de la démocratie de BEN ALI , qui étaient tous aussi rejetés par les tunisiens que le tyran lui même, en 2014 ennahda arrive derrière les résidus du benalisme avec NIDAA TOUNISS , et en 2018 ennahda arrive derrière les indépendants avec une perte de voix d 1 million de votants , en 2012 ennahda avait 42 % de vois
,en 2014 33 % , en 2018 27.5 % , ennahda n a aucun projet pour le pays , elle cherche le buzz à travers des décisions indignes d un parti de gouvernement, par sa complaisance avec les résidus du benalisme , elle a empêché les tunisiens d ouvrir les dossiers des crimes commises sous BEN ALI et BOURGUIBA, instaurant un précédent dans notre pays , est qu on peut commettre des crimes sans être poursuivi , si on a les moyens pour payer cette
impunité ou si on choisi le bon cheval politique , RACHED GANNOUCHI fait tout pour être le future président , il sera très probablement candidat en 2019 mais président c est très peu probable, il me semble que ce monsieur avait dit à plusieurs reprises qu il se désintéressait des postes de responsabilité .

Sarih  (Tunisia)  |Mercredi 9 Mai 2018 à 20:34           
نصرالدين ينصر دينك على هذا المقال


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female