النهضة والانتخابات.. ''الميركاتو'' البَلَدِي

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/xbaladiatle210218.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

ترشيح النهضة على رأس قوائمها وجوه مستقلة، ورياضية ومالية وتجمّعيّة وحتى من ذوي الديانة اليهودية التونسية، لم يمر دون أن يثير لغطا قويا في الساحة، والحقيقة أنّ النهضة غالبا ما بحثت عن هذا "البوز" السياسي-الاعلامي، في غياب بدائل حقيقية وبرامج فعّالة وأدوات سياسية مجدية، وان كان الامر يقدّم على أنّه "خيار" سياسي و"توجّه مبدئي" بعد فصل الديني عن السياسي في الحزب، فالواقع أنّ أسباب الأمر أعمق من مجرّد عناوين "الانفتاح" و"المدنية" المعلنة من مونبليزير.





سيمون سلامة يهودي الديانة، مترشّح على رأس قائمة نهضوية لدائرة بلدية المنستير المعروفة بتصويتها "أون بلوك" تقريبا للمرجعيات التجمعية، كذلك الندائية السابقة الصيدلانية سندس الديماسي على رأس قائمة النهضة بقصر هلال، وعصام المرداسي لاعب كرة قدم دولي على رأس قائمة قرمدة بصفاقس ، التي يتنافس في على بلدية مدينتها مرشح النداء الرياضي منصف خماخم، واضافة للاسم اليهودي عديدة هي الوجوه التجمعية التي تترأس او تتواجد في قوائم النهضة، وتعدّد الحالات يدلّ أنّه في اطار خطّة، واستحضار نظرية "الانتدابات" الرياضية قد تسعفنا للتفسير السياسي في الصدد.

صحيح الأمر فيه رسائل ايجابية بالانفتاح على المستقلين وتوفير فضاء لنشاطهم على المستوى البلدي، وصحيح الامر فيه رسائل تعايش وتضامن مع الديانة اليهودية واعتبار التعامل تحكمه "المواطنة" وليس الانتماء الديني او غيره، وصحيح الامر فيه مصالحة مع التجمعيين الذين هم في النهاية تونسيين ولا بد من تجاوز هذا الحاجز السلبي، ولكن لا بد من البحث ان كان هذا الامر مبدئيا ام تكتيكيا، وهل هو ناتج عن انفتاح ومصالحة وتضامن أم هو ناتج عن مصلحة ذاتية حزبية مغلقة، فالسياسة خاصة بالنسبة لحزب اعلن تخصصه في السياسي هي بالاساس "المصلحة الحزبية".

لا بد من الاشارة في المنطلق الى أن الموقف تكتيكي وليس مبدئي، وهو اضطرار وليس خيار يعكس حالة اختناق بالنسبة للنهضة، التي استنزفت الكثير مما لديها من برامج وأشخاص وخزّان انتخابي وصورة (سمعة) ومصداقية، بعد دخولها على خط التطبيع مع الفساد بدفاعها على قانون العفو على الاداريين، فاليوم الارقام لا تعطي للنهضة في أحسن الحالات سوى 459 ألف ناخب اي اقل نصف ناخبيها في 2014 الذي بلغ حدود 947 ألف وأقل من ثُلُث ناخبيها في 2011 الذي كان في حدود مليون و500 ألف، بعد الاخفاقات الكبرى في الحكم.

وهو ما دفعها الى استعمال الحيل الانتخابية "المشروعة" من منطلق الدهاء والمكر السياسي، ولكن بالمعنى الاخلاقي المبدئي فيها غش وخداع للناخب ولانصارها، النهضة في الخصوص لعبت على خمسة محاور، الاول باستدراج المستقلين الذين ملؤوا نصف قائماتها الفارغة وللتغطية على مرشحيها ذوي الامكانيات المتواضعة، وايضا لقطع الطريق على استقطابهم من قائمات منافسة، ولاجهاض التوجهات "المستقلة" لاحداث قوائم تكون منافستها عالية للحزب النهضوي، والثاني على المشاهير من مجال الرياضة الذين لهم صدى واشعاع ثابت، والثالث على رجال المال والاعمال الذين لهم صيت ويمكن أن "يدفعوا"، والرابع باستدراج التجمعيين النافذين الذين يتحكمون في الشبكات "الزابونية" واستعملتهم الماكينة السابقة بالنظر الى عامل "العروشية"، وخاصة في الجهات الساحلية التي يتفوّق فيها النداء بالخزان التجمعي، وأخيرا من ذوي الديانات غير المسلمة لتوجيه صفعة لمنافسيها العلمانيين الذين يتهمونها كحزب "ديني" ولتوجيه رسالة للخارج مفادها الانفتاح وقبول التنوع والاختلاف وترسيخ "مدنيتها".

وهي نفس عقلية واسلوب بن علي في التعامل "البراغماتي" الانتهازي، على حساب المبادىء والهوية الحزبية التي ترفعها الحركة، التي طبّعت مع المنظومة الفاسدة، وطبّعت مع الليبرالية الدولية وشبكاتها، كما طبّعت مع نظرية الحريات الفردية المهدّدة في جزء منها لمؤسسة الاسرة والجماعة communauté، وتصدّت ولو بشكل خفيّ لتجريم التطبيع، واليوم تتبنى نفس الادوات السياسية زمن الدكتاتورية، ما يطرح السؤال العميق أين خط النهضة الاستراتيجي، وفي ماذا تختلف هذه الحركة "العريقة" اليوم التي وجدت نفسها في شراك شبكة ما قبل 14 جانفي عن النظام السابق!!؟؟

(*) قانوني وناشط حقوقي


Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 156457

Bensa94  (France)  |Mercredi 21 Février 2018 à 23:48           
Ennahda a trahi elle meme et a trahi ces militants
Pourquoi toute cette lutte pour que a la fin ennahda gouverne avec les anciens du RCd
Pourquoi ces morts pour rien...
Il fallait discuter avec Ben Ali pour avoir quelques ministères et nous épargner cette soit disant révolution qui a détruit le pays

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Mercredi 21 Février 2018 à 17:31           
معلومات مغلوطة لا نعرف ان كانت عمدا او مجرد اعتماد على ما يتناقله الفايس بوك... مثلا : اللاعب عصام المرداسي في قائمة صفاقس المدينة وفي ترتيب محترم ليس الا...

Belfahem  (Tunisia)  |Mercredi 21 Février 2018 à 16:56           
من القراءة تعرف من هو وراء النص -أستغرب أن يكون هكذا تحليل وقراءة للمشهد على ضوء ألأستعداد للأنتخابات القادمة -لماذا هذا التحامل على حركة النهضة في أختياراتها من رشحت وأختارت -هل هناك مخالفة لما جاء به الدستور طالما أن كل مترشح هو تونسي يتمتع بكل حقوقه وله الحق أن يتواجد في هاته القائمة أو تلك ألأمر ليس فيه ضغوطات أكثر مما هو أختيارات --كفاكم هذه الحملات الغوغائية وأعملوا كتابات عقلانية تبني لمستقبل تونسي ينعم فيه العيش للجميع في كنف الحرية
والمحبة والعطاء-

Moulahidh  (France)  |Mercredi 21 Février 2018 à 16:39           
En tout cas, nul ne sera satisfait.. Quant tu fais, on n'aime pas. Et quand tu t’abstiens, on n'aime pas. Le Tunisien est ainsi : sur une chaise, devant son café et sa chicha et entrain de critiquer ceci, critiquer cela et ainsi va la société. Le malheur est que le pays est au fin fond d'un puit.. et on se demande encore si tel ou tel est apte pour des élections locales.
Si seulement un jour le Tunisien/ne fait confiance à son frére/soeur Tunisien/ne que tous sont là pour le Bien du pays..
Mais la frustration, la haine, la détestation et surtout l'Egoisme sont les qualités premières du Tunisien/ne de nos jours.
Bonne chance la Tunisie

Jugurtha_tn  (Tunisia)  |Mercredi 21 Février 2018 à 16:21           
J'aimerai bien voir une pareille analyse critique des actions des autres partis notamment nidaa et jebha

Tfouhrcd  (Finland)  |Mercredi 21 Février 2018 à 16:06           

تقول الحكمة إذا اغضت اعدائك فاعلم أنك على الطريق الصحيح ما قامت به النهضة من تكتيك سياسي أغاض إعلام العار وأشباه المفكرين والمحللين مما يسمون أنفسهم بالنكبة

Faouzib  (Tunisia)  |Mercredi 21 Février 2018 à 15:22           
يا شكري بن عيسى اولا النهضة تجتهد و تقدم دائما المبادرات ثانيا ان كنت قانوني و ناشط حقوقي كيف لك ان لا تذكر الانتخابات التي اقامتها النهضة لاختيار قوائمها مما يعني ان هناك تنافس و اعداد لا يستهان بها تريد الترشح على قوائمها ثالثا ما احوجنا لاحزاب مثل النهضة تبدع و تقدم المباردرات حتى يخلق التنافس رابعا ان كانت النهضة التي قدمت قوائم في كل الجمهورية كتبت عنها هذا فاين كتاباتك و تحاليلك الحلزونية عن بقية الاحزاب التي لا نرى لها اثرا الا الفرقعات
الصوتية و التنبير و التجريح

Moezz  ()  |Mercredi 21 Février 2018 à 14:54           
كالعادة والعوايد .
بدون ما تقرى تعرف شكون الكاتب.ناشط حقوقي

Bensa94  (France)  |Mercredi 21 Février 2018 à 14:38           
L'objectif d'Ennahda est le même c'est d'arriver au pouvoir.
Depuis sa création Ennahda a utilisé les moyens légaux et illégaux pour arriver au pouvoir.
Apres la révolution Ennahda en position de force c'est allié avec les salafiste et ansar charia , puis avec les anciens du RCD et Bajbouj et maintenant elle ramasse tout ce quelle trouve, l'essentiel de rester au pourvoi y compris de passer un pacte avec le diable.
mais ça c'est la politique des frères musulmans depuis leurs création....
ALORS POURQUOI DÉTRUIRE LE PAYS


Elmejri  (Switzerland)  |Mercredi 21 Février 2018 à 13:57 | Par           
الصندوق هو الفيصل،،،،، ... دولتنا دولة قانون و مؤسسات و ليست دولة منابر للتعالي والثرثرة و المغالطات و التكابر و لا دولة بلاطوات للكذب والنفاق... العزّة لتونس و المجد للوطن ... هلمّوا جميعا إلى صناديق الإقتراع لممارسة حقّكم الإنتخابي الإنتخابات البلدية المقررة ليوم 06 ماي 2018... العزّة لتونس و المجد للوطن ،،، إنّ صدر تونس الرّحب يتسع بحفاوة و ترحاب لجميع التونسيين .أهلا و سهلا إنكم في تونس بثورتها العصرية المتواصلة 🇹🇳🌿🇹🇳🌍🇹🇳⚖🇹🇳


babnet
*.*.*
All Radio in One