المنجي بن إبراهيم يجعل من ''الحكماء'' أغبياء في مسرحيته الجديدة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/jtc2017.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - واكب جمهور الدورة التاسعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية، مساء الجمعة بدار الثقافة ابن رشيق، عملا مسرحيا بعنوان "الحكماء" دراماتورجيا وإخراج المنجي بن إبراهيم، الذي اقتبس نصها عن الكاتب المسرحي الألماني "برتولت برشت".

وأدّى شخصيات هذه المسرحية التي دامت 75 دقيقة، كل من البحري الرحالي وأيمن النخيلي وسارة الحلاوي ومحمد حسين قريع وناصر العكرمي.

وتدور أحداثها حول اختفاء منتوجات حيوية في البلاد مثل الأقمشة والمحاصيل الفلاحية والملابس وغيرها، فيأمر قيصر البلاد حُكماء المملكة بعقد مؤتمر كبير يتباحثون فيه اختفاء المنتوجات ويشرحون أسبابها ومبرّراتها.



وأمام فشل المؤتمر واحتجاجات المواطنين، تتعقّد الأحداث وتتصاعد الصراعات لتؤكد أن المجتمعات تنبني على الفكر المعتدل والتفكير السليم.

تشكّلت عناصر الركح بالأساس من مجموعة من المقاعد البلاستيكية قام الممثلون بتطويعها واللعب عليها من منطلقات رمزية عديدة وذلك انطلاقا من محتوى المشهد الذي يتم تجسيده، أمّا الجزء الخلفي للركح، فخصّص لتعليق بعض الملابس التي سترتديها الشخصيات وفقًا لخصوصيّة الدورة المؤدّى، وبذلك ألغى المخرج الكواليس وجعلها فضاءً مكشوفا للمتفرّج ليطلّع على ما يؤديه الممثل في الكواليس.
أما بالنسبة إلى الممثلين، فكثيرا ما كانوا يرتدّون عن الشخصية التي يتقمّصونها، ليعودوا إلى الشخصية الواقعية، ويقوموا بترتيب الأدوار، وهي من السمات الأساسية للعمل الذي استند إلى "المنظور البرشتي" في عملية الإخراج.

كما كسر المخرج، انطلاقا من هذه المقاربة البرشتية، "الجدار الرابع" أو "الجدار الوهمي" كما يسمى في المسرح، وهو ذلك الحدّ الفاصل بين الركح والجمهور.
ومن الخصائص الفنية الأخرى التي ارتكز عليها العمل، هي السخرية السوداء بما هي مفارقة بين الظاهر والباطن والسبب والنتيجة والمؤمّل والحاصل، فالحكماء اجتمعوا للخروج بحلول عملية عاجلة لإنقاذ البلاد، لكنهم لم يقدّموا سوى خطابات سفسطائية خاوية لا تحمل أفكارا ولا مشاريع حقيقيّة.

كما تجلّت المفارقة أيضا من خلال العنوان نفسه "الحكماء"، فهذا المصطلح يرمز إلى العقل والمنطق والتفكير وحلّ الإشكاليات العالقة، لكن ما أظهرته الشخصيات هو عكس هذه المفاهيم، بل بدت الشخصيات "غبية" والأبطال "أغبياء" عاجزون عن التفكير.
وقد كانت خطاباتهم مجانبة لقضايا الواقع ولهموم الناس التي خرجت إلى الشارع للاحتجاج على سياسة الدولة.

وحاول المخرج من خلال هذا العمل، التطرّق إلى القضايا السياسية من منظور فساد النخبة السياسية التي لاتصلح للحكم ولا تحمل مشاريعا سياسية واضحة قابلة للتفعيل، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية ولااقتصادية المتمثلة أساسا في تصاعد وتيرة الاحتجاجات وتدهور القدرة الشرائية للمواطن واستفحال ظاهرة الاحتكار وغيرها من القضايا.
ويشرح المخرج المنجي بن إبراهيم، في تصريح لـ (وات) اختيار إخراجه "الحكماء" على قاعدة المنظّر الألماني "برشت"، بأن هذا الموضوع ينسجم مع انشغالات المواطن في الوقت الحالي، مضيفا أن اعتماده على المقاربة البرشتيّة، هدفها الارتقاء بالمسرح المعاصر وإبراز قدرات التعبير الإبداعي عند الممثلين.
لمح


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 152641


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female